"تعالي معايا هنجيب كرنب من الأرض"، بهذه الحلية تمكن "هاني الحواش" عاطل، من جلب الطفل "محمد" البالغ من العمر 12 عامًا، الذي كان يعمل سائق لـ"التوكتوك"، لتنفيذ رغباته الدنيئة، في أحدى المناطق النائية بمنطقة المنصورية التابعة بمنشأة القناطر بالجيزة، لم يتخل الطفل "محمد" الذي يحمل علي طياته قوت يومه، وكان يسعى دائمًا في إسعاد أسرته وتلبية متطلباتهم، ومساعدتهم على ظروف المعيشة، أن حياته تنتهي على يد " الحواش".
اقرأ أيضا.. "مبارك" عسكري ولا مدني؟.. خبراء قانون وعسكريون يجيبون
" أهل مصر" انتقل إلى مسرح الجريمة التي شهدت الواقعة المأساوية،.. أراضي زراعية، وساحات كبيرة الفضاء لم يجد من يقف طريقنا، 30 دقيقة استغرقها محرري "أهل مصر" لمعاينة مسرحة الجريمة، حوالي 7 صباحًا الثلاثاء الماضي، كنت في محل عملي المجاور للأرض الزراعية، وفجأة سمعت صوت صراخ سيدة، أسرعت لاستطلاع الأمر، رأيت الأم تصرخ قائلة: "الحقوني ابني مات"، وجدت الطفل ملقى على الأرض وبه أثار خنق، وقمت بغطائه، وأبلغت رجال المباحث، قالها "نادي" أحد شهود العيان.
فيما قال "شعبان" والد الطفل، إن محمد خرج مساءً مفارقاً والدته بعدما ذهب معها ليضع بنزين للتوكتوك الخاص به، وأثناء عودته إلى المنزل استوقفه المتهم " الحواش "وطلب منه أن يذهب معه لجلب بعض محصول "الكرنب" من الأراضي الزراعية التي يمتلكها، فطلب الطفل منه الانتظار حتى يقوم بتوصيل والدته إلى المنزل ويعود إليه مرة أخرى.
وأضاف "شعبان" لـ أهل مصر"، عاد إليه محمد، وعند وصولهم إلى الأرض الزراعية قام المتهم باستدراج الطفل إلى عش داخل المحاصيل الزراعية، وتفاجئ الطفل أن المتهم يعطى له قميص نوم، ويطلب منه ارتداءه ليمارس معه الشذوذ الجنسي معه.
وتابع:"شعر "محمد" بالخوف وقام بتهدئته الجاني قائلًا:" وحد الله يا عم هاني وأنا هعملك اللي إنت عايزه"، ما جعل المتهم يقتنع أنه سوف ينفذ أوامره، وبمجرد أن جلس المتهم على الأرض فر الطفل هاربًا وهو يتمتم قائلًا "والله لقول لأبويا وأهلي هخليهم يقطعوك ويفضحوك في البلد"، ما جعل المتهم يلاحقه فسقط الطفل على الأرض، وانتهز المتهم فرصته، وقام بشنق الطفل بقميص النوم حتى لفظ أنفاسه الأخيرة خوفًا من افتضاح أمره وفر هاربًا حتى تمت الشرطة من ألقاء القبض عليه.
واختتم كلامه قائلًا: " ابني مات راجل حاول يدافع عن نفسه ومستسلمش"، والمتهم قام بالتحرش بـ 6 أطفال قبله، عايزه ينعدم ذي ما عدم انبي".
"قتله وحرمني من نور عنيا".. بهذه الكلمات بدأت "فايزة"، والدة الطفل "محمد" حديثها والدموع تنهمر على وجهها حزنًا على فراق طفلها، قائلة: " في مساء يوم الاثنين الماضي ذهبت مع "محمد" لنضع بنزين في "التوك توك" الخاص به، وأثنا عودتنا إلى البيت استوقفه المتهم في الطريق، وطلب منه أن يذهب معه لجلب محصول"كرنب" من الأراضي الزراعية، طلب منه "محمد" الانتظار،حتى يقوم بتوصيلي إلى المنزل، فعاد إليه ليذهبا معه المكان الذي يريده: "مكنش يعرف أنه هيموته ولا هيعمل فيه كده".
وأضافت الأم لـ "أهل مصر"، "لم تمر سوى ساعتين وقلبي ينشغل على ابني وحسيت إنه حصل حاجة، ابني فيه حاجة أول مرة يتأخر عليا كدا، ذهبت أنا وزوج شقيقتي إلى منزل المتهم لكي نسأله على "محمد"، وعندما طرقت الباب خرج المتهم مرتدديًا "سديري أبيض" ويظهر على وجهه علامات "خرابيش"، وعندما سألته على نجلها، نشبت مشادات كلامية بيني وبينه وأنكر معرفته بإبني قائلًا" إنتي جاية ترمي بلاكي عليا امشي من هنا"، لم تهدأ السيدة الأربعينية، في البحث عن طفلها:" قعدنا ندور عليه لحد الصبح، وذهبت إلى أحد أصدقاءه ويدعى "فارس": "أنا شوفت محمد وراجل تخين وشكله أسود وكانوا رايحين يجيبوا كرنب من الأراضي الزراعية".
وسرعان ما توجهت والدة الطفل بعدما استدل صديقه علي مكان، ما ذهب إليه، وتصطدم بال"توك توك"الخاص بابنها ورأيت"محمد" ملقى في الأرض على وجهه ويديه مكبلتان "بقميص نوم" وصرخت : ابني مات ألحقوني يا ناس".
كشفت تحقيقات النيابة الأولية، أن قسم شرطة منشأة القناطر تلقى بلاغاً يفيد بالعثور على جثة طفل يبلغ من العمر 12 سنة وسط الزراعات بمنطقة منشاة القناطر، ومعاينة الجثة تبين إصابته بآثار خنق حول الرقبة.
وكشفت التحقيقات، أن تحريات المباحث توصلت للمتهم وتمكنت من القبض عليه، ويدعى "هاني ك."، 37 سنة، عامل حدادة بشركة غزل ونسيج، قام بقتل الطفل "محمد ش. "، 12 سنة، طالب بالصف الثاني الإعدادي الأزهري، بعدما فشل في التعدي عليه جنسيًا، وخشى من افتضاح أمره.
وأشارت التحقيقات، إلى أن المتهم استدرج الطفل بحجة إحضار بعض الخضروات من أرض زراعية مجاورة لهم فاصطحب الطفل بـ"التوك توك" الذى يعمل عليه، وفور وصولهما للأرض حاول المتهم التحرش بالطفل، وعرض عليه ممارسة الشذوذ معه فرفض، وهدده بإخبار والده، وفر منه هاربًا فلحق به المتهم، وتمكن من إمساكه، وأخرج قميص نوم حريمي من بين طيات ملابسه ولفه حول رقبته حتى خنقه، وترك الجثة بعد أن استولى على هاتف القتيل المحمول، وعاد إلى القرية وباع الهاتف بـ 50 جنيها.