البداية من العشوائيات "الوراق وماسبيرو".. كيف تدخل القاهرة الكبرى سباق ناطحات السحاب؟ (فيديو)

كتب : نهى نجم

"القضاء على العشوائيات" حلم انتظره الجميع، وبدأت الدولة في تحقيقه أمام أعيننا، بل وتسعى الدولة إلى إدخال نهج جديد، تتنافس عليه المدن الجديدة لإدخاله في مخططات البناء، ولكن الدولة صممت أن تكون البداية أولًا عند المناطق العشوائية المخطط تطويرها، وهي بناء "ناطحات السحاب" العملاقة، التي تخطف الأعين عندما تراها والمنتشرة بكثرة في دبي، وسنجد مثلها قريبًا في مصر.

"نايل تاور"..

أطول ناطحة سحاب في إفريقيا و"تحفة هندسية معقدة".. هذا ما وصفت به مجلة "فوربس" الأمريكية، البرج العملاق التي تنوي إحدى الشركات العقارية تنفيذ على النيل، في قطعة الأرض الأخيرة بالقرب من ماسبيرو على طول نهر النيل وسط القاهرة، حيث سيقام على قاعدة مثلثة الشكل ليرتفع بشكل انسيابي ليشكل ناطحة سحاب مستطيلة، ترتفع إلى 70 طابقا، وتوفر رؤية شاملة لنهر النيل من جميع الطوابق، وللأهرامات من الطوابق العليا.

ماسبيرو قطعة من دبي

مر عام كامل على مفاوضات بين الحكومة والأهالي بمنطقة ماسبيرو بحي بولاق أبو العلا، فالحلم المنتظر للجميع سيتحقق على أرض الواقع، للارتقاء بقلب العاصمة وتحسين واجهة النيل، وكي تتماشى مع الخطة الاسترتيجية 2030 لتطوير المناطق العشوائية، ويتزامن مع تطوير منطقة القاهرة الخديوية، كما يستهدف جذب الاستثمارات والارتقاء بالموارد الاقتصادية للعاصمة، وأن تكون محط أنظار العالم.

وتخطط الشركات الاستثمارية، لجعل ماسبيرو قطعة من دبي متمثلة في عمارات ناطحات سحاب، كما هو موضح في المخطط، حيث يصل تكلفة إنشاء مبنى"نايل تاور" 600 مليون دولار، والذي يعد أطول مبني وتحفة معمارية والمسئولة عن تصميم المبني شركة Living In Interiors.

وقال المهندس خالد صديق، مدير تطوير العشوائيات، تم تخصيص 11 ألف و912 متر مربع، أي 2.8 فدان منطقة فندقية، وأما المنطقة الثقافية والإدارية بماسبيرو، متمثلة في 21 ألف و606 متر مربع، أي 5.1 فدان كمبنى الإذاعة والتليفزيون، بالإضافة إلى تخصيص منطقة "سكني تجاري" بمساحة ألفين و336 متر مربع أي 0.6 فدان، منطقة للقنصلية الإيطالية بمساحة 6 ألاف و575 متر مربع أي 1.6 فدان.

ونوه صديق، بأن منطقة أهالينا والمخصصة لأهالي ماسبيرو، متمثلة في 6 ونصف فدان، أي ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى تخصيص مرافق وطرق ومسارات مشاة، وفراغات تصل مساحتها إلى 74 ألف و775 متر مربع أي 17.8 فدان.

ويعتمد المخطط النهائي لمنطقة ماسبيرو، على محورين رئيسيين من شارع الجلاء للكورنيش، كما يجرى تقسيم المنطقة إلى قطع أراض تخصص قطعة أرض منها لبناء منطقة سكنية للمواطنين، الذين أبدوا رغبتهم في العودة للمنطقة مرة أخرى بعد انتهاء التطوير مع تزويدها بجميع الخدمات.

ويشمل المخطط النهائي لمثلث ماسبيرو أيضًا، مسارين ترفيهي وسياحي، ومسارًا تجاريًا للربط بين الترفيهي والسياحي، إنشاء جراج تحت الأرض أسفل مسار المشاة الرئيسي لربط الكورنيش بمحطة مترو رمسيس، تطوير المباني ذات القيمة التاريخية بالمنطقة كمتحف المركبات.

وسيتم تصميم المباني المشروع الجديد بحيث يتماشى مع عمارة القاهرة الخديوية، ويتضمن المشروع أيضًا رفع كفاءة ميدان عبدالمنعم رياض باعتباره الرابط بين القاهرة الخديوية ومثلث ماسبيرو.

الوراق تظهر للنور

لم تكن منطقة ماسبيرو فقط هي محط أنظار العالم، ولكن جزيرة الوراق محط أنظار المستثمرين خاصة بسبب موقعها الجغرافي المميز على ضفاف نهر النيل، أعلن مجلس الوزراء أمس، أنها وضعت 3 خيارات أمام أهالي جزيرة الوراق، لتركها بهدف العمل على تطويرها، بالإضافة تطوير المستشفيات القائمة والمدارس بدأ بالفعل، وتجهيز معدية متطورة لتسهيل عملية انتقال الأهالي من وإلى الجزيرة.

وأكدت الحكومة أنه لا يوجد نية لبيع جزيرة الوراق إطلاقًا، خاصة وأن هناك تصورًا كاملًا لتغيير وجه الحياة عليها للأفضل، مع توفير الخدمات لأهالي المنطقة قبل البدء في تطويرها، وأضاف المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء أن أهالي جزيرة الوراق يتقبلون مقترحات الحكومة لتطوير الجزيرة، خاصة بعد مشاهدة أهالي منطقة مثلث ماسبيرو، لافتًا إلى أن الحكومة تركت العديد من الخيارات للسكان، ومنها بناء مساكن لهم داخل الجزيرة بعد تطويرها.

وقدمت الحكومة 3 مقترحات لأهالي الجزيرة، تتضمن:

-إعادة توطينهم في الجزيرة مرة أخرى بعد تطويرها وبناء مساكن مناسبة ولائقة تراعي المعايير الدولية.

- إمكانية الانتقال إلى واحدة من المدن الجديدة في مدينة 6 أكتوبر، أو القاهرة الجديدة أو مدينة بدر لمن يرغب في ذلك.

-الحصول على مقابل مادي نظير بيع منزله أو أرضه، ليشتري بنفسه في منطقة أخرى، إذا كان يرغب في مغادرة الجزيرة، ولايرغب في الانتقال إلى إحدى المدن الجديدة التي تنفذها الدولة.

وأضاف المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن البنية التحتية للجزيرة ستكون عصرية للغاية وتراعي المعايير الدولية للتطوير، مع نقل مياه الصرف الصحي والمخلفات يوميًا خارج الجزيرة للحفاظ على مياه النيل من التلوث، مؤكدًا على ضرورة أن يلعب القطاع الخاص شريكًا أساسيًا بالفعل مع الحكومة في تطوير هذه الجزيرة، وذلك بدخول أكثر من مستثمر مصري حقيقي بالشراكة مع الحكومة، موضحًا أن المستثمرين حتى الآن مصريين وليس بينهم أجنبي، وفي النهاية المشروع يصب لصالح مصر.

وتسعي أيضًا الحكومة أن تحول جزيرة الوراق بعد التطوير إلى تحفة معمارية يشهد لها العالم أجمع، وتدعم الدولة أيضًا فكرة ناطحات السحاب للحزيرة بعد التطوير.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً