الكيلو بـ10 جنيه والبيع في السبتية.. "أهل مصر" تكشف البيزنس الخفي لعصابات سرقة أسوار الكباري في الوراق وإمبابة

كتب : سارة صقر

دائمًا ما نسمع عن جرائم مختلفة، في مجال السرقات بطرق عديدة، تتم في الخفاء وفي مناطق بعيدة عن أعين الدولة، فلم تنتهي الدولة بعد من القبض على عصابات سرقة حديد المزلقانات المهجورة، حتى يظهر نوع جديد من السرقات التي تمثل تحدي كبير وفي العلن.

فمن الغريب، والذي لا يخطر على بال أحد، أن مستوى الجريمة يتطور في مجال السرقات بهذه السرعة، ليطول أسوار الكباري التي تعد مناطق عامة، في الوقت الذي تسعى فيه الدولة لإنشاء كبارى جديدة، تكلفتها تصل لملايين ومليارات الجنيهات من ميزانية الدولة.

فكلما تسير فوق إحدى الكباري الشهيرة، تجد أجزاء وعواميد حديدية من أسوار الكوبري مسروقة، رغم ثقلها وصعوبة خلعها من وسط السور، ليتطور الأمر من مجرد جزء صغير أو عمود حديدي، لأجزاء كاملة تتخطى الأمتار، بين كل ثلاث أمتار تقريبا من الكوبري، فضلا عن سرقة أعمدة الإنارة بكل ثقلها، لتمثل خطرا كبيرا على هيكل وبناء الكبري ذاته وحياة المواطنين من ناحية أخرى، الأمر الذي يشير من الوهلة الأولى، إلى أن الذي أقدم على هذه السرقات ليس مجرد فرد واحد أو اثنين، ولكنها عصابة كاملة متخصصة في عدة حرف، ما بين الكهربائي والحداد والسائق وبعدد كبير، حتى يستطيعوا خلع كل هذه الأجزاء الكبيرة وحملها.

"أهل مصر"، حققت في أمر هذه السرقات، وفي البداية وضعت تصور تخيلي لعملية السرقة من خلال المعاينة، والتي بالطبع تتم ما بين الساعات المتأخرة من الليل وقبل الفجر، نظرًا لمرور سيارات الشرطة طوال اليوم، وتتمركز أحيانًا أخرى منذ الساعة الخامسة عصرًا وحتى منتصف الليل، وبالتأكيد حدثت المعاينة من جهة العصابة التي خططت جيدًا للسرقة الثقيلة التي تحتاج مالا يقل عن عشرة أفراد لحملها، كما أنها تحتاج لكهربائي حتى يستطيع سرقة عمود الإنارة دون أن يحدث ماس كهربائي يؤدي لكشف أمرهم، فضلًا عن انتظار سيارة نصف نقل على أقل تصور حتى تستطيع حمل أجزاء الحديد التي تزن وزنا ثقيلا، أما الحداد هو الذي يستطيع قطع وفصل أجزاء الحديد في أقل وقت ممكن.

من هذا التصور التقطت "أهل مصر" طرف الخيط، واتجهت لأحد الكباري

والبداية كانت من كوبري "الساحل"، الذي يربط بين حي "روض الفرج" و"إمبابة"، لمعاينة السرقات التي تعرض لها الكوبري، التي لم تقف عند حد سرقات أجزاء صغيرة من الكوبري، ولكنها تخطت أجزاء كاملة من الكوبري، وسرقة الأقفاص الحديدية التي تحيط السلالم الموصلة للصنادل النيلية، ومن كوبري "الساحل" لكوبري "إمبابة"، الذي تعرض أيضًا لعدة سرقات في بداية الكوبري ونهايته.

تجارة حديد الكباري معروفة ولها زبونها الذي يشتريها

لم تكتفِ محررة "أهل مصر" بمعاينة السرقات، ولكنها التقت بأحد تجار "الروبابيكيا"، بعد أن أوحت له أن لديها مجموعة صغيرة من الحديد الذي تريد بيعه، وسؤاله عن سرقات الكباري، لتكون المفاجأة بأن هذه التجارة أصبحت معروفة ومتداولة بين التجار، ولها زبونها الذي يشتريها ويقوم بتسييحها وبيعها حديد خام.

وتابع بائع "الروبابيكيا"، أنها تجارة أخطر من بيع المخدرات، موضحًا أن المحلات الكبيرة التي لها اسم كبير، بالطبع لن يجرؤ أحد على عرض هذه السرقات عليهم، وإنما يقوم البعض الآخر من أصحاب المحال الصغيرة أو بعض أصحاب ورش الحدادة، بشراء هذه البيعة ويقومون بتسييحها، وبيعها أو استخدامها في عملهم بعد إعادة تدويرها.

كيلو الحديد الخردة بـ10 جنيه وأجزاء الكوبري الصغيرة بـ6 جنيه

وأكمل البائع الذي رفض ذكر اسمه، أن هناك اثنين متخصصون في شراء هذه النوعية من الحديد في منطقة جسر البحر، وهناك تاجر آخر في منطقة السبتية، قائلًا: "اللي يسأل ما يتوهش"، موضحًا أنهم لن يقبلوا إتمام العملية، حيث أنهم لا يتعاملون إلا مع زبائنهم المعروفين، والذين يوردون لهم كل فترة مجموعة من حديد الكباري.

وبسؤاله عن أسعار الحديد الخردة، قال أن كيلو الحديد الخردة يتراوح سعره ما بين 8 إلى 10 جنيه مصري، إذا كانت حالة الحديد ممتازة، ويوجد به هياكل ومقاسات طويلة، مشيرًا إلى حديد الكوبري، أما إذا كان مجرد أجزاء من الحديد الخردة الصغيرة، فيتراوح سعره ما بين 5 جنيه إلى 6 جنيه.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
لميس الحديدي لـ رئيس الوزارء بعد تصريحات زيادة الدولار: بعد كل ده مش عاوزنا نتخض؟!