ألقي القبض على ما يقرب من 350 شخصا حيث اشتبكت الشرطة مع المتظاهرين في احتجاجات "سترات الصفراء" التي اندلعت في جميع أنحاء فرنسا، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين كانوا يحاولون السير في شارع الشانزليزيه باتجاه قصر الإليزيه قصر الرئاسة الفرنسية، لكن الشرطة أوقفتهم، وكان يهتف محتجي السترات الصفراء "ارحل ماكرون".
ومع ساعات الصباح الأولى من اليوم السبت كانت شوارع العاصمة الفرنسية مغلقة أمام حركة المرور، وكانت المحلات التجارية مغلقة بألواح خشبية عريضة، لتجنب النهب وتكسير زجاجها، كما تم إغلاق برج إيفل، كما تظهر مواقع التواصل الاجتماعي وفقا لنيويورك تايمز التصادمات بين عناصر الأمن الفرنسي والمحتجين، التي انتهت بإطلاق الغاز المسيل للدموع.
واستعدت الحكومة الفرنسية لمظاهرات يوم السبت، ونشرت عشرات الآلاف من الضباط لمراقبة الاحتجاجات المناهضة للحكومة، ووصفت حكومة إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي محتجي"السترات الصفراء" التي بدأت مظاهرتها قبل ثلاثة أسابيع بسبب زيادة ضريبة الوقود قد اختطفت من قبل الجماعات "متشددة"، وانتشر نحو 89 ألف ضابط، فضلا عن العربات المدرعة، مكانة في جميع أنحاء فرنسا، وكان في باريس وحدها 8 ألاف شرطي، حيث كان من المتوقع أن تكون الاحتجاجات اليوم أكثر خطورة وعنفًا.
وأغلقت السلطات الفرنسية في باريس برج إيفل ومتحف اللوفر بالإضافة إلي المئات من المحلات التجارية والشركات، خوفًا من تكرار أعمال الشغب والنهب التي شهدتها في نهاية الأسبوع الماضي، حيث شهدت 130 جريحًا.
ويخشى المسئولون من أن تصبح احتجاجات اليوم مثل سابقتها بالأسبوع الماضي حيث تعد أسوأ أعمال عنف في المدن منذ الانتفاضة الطلابية في مايو عام 1968 وتميزت المناوشات الأسبوع الماضي برشق الحجارة وإطلاق الغاز المسيل للدموع، وتحطيم نوافذ المتاجر، وحرق السيارات والنهب، ويذكر أن سكان المقاطعات الثرية -الأغنياء- كانوا هدفا للعنف الذي وقع بالأسبوع المنصرم.
قال لوران جيسن، وهو مدير تنفيذي يعيش في شارع فوش -أحد الأحياء الثرية- والذي شاهد المتظاهرين يقلبون السيارات ويحرقونها يوم السبت الماضي: " أخشى على عائلتي، إنهم ضد النظام بشكل عام" واصفًا المتظاهرين.
وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير أمس الجمعة خلال مؤتمر: "وفقا للمعلومات المتوفرة لدينا، سيحاول بعض الأشخاص الراديكاليين والمتمردين التجمهر غدا، مضيفاً أن بعض الأشخاص الذين يمارسون العنف الشديد سيشاركون، كما سيكرر المعادين للدولة التعبئة ضدها "، وتابع أن:"مجموعات من المتطرفين يحلمون بجعل الجمهورية ترتجف".
وقالت العمدة آن هيدالجو: "إنه لحزن كبير أن نرى مدينتنا قد توقفت بشكل جزئي، لكن سلامتك هي أولويتنا" وأضافت:" اعتني بباريس يوم السبت لأن باريس تنتمي إلى كل الشعب الفرنسي"، والجدير بالإشارة أن الشرطة أزالت أي مواد من الشوارع يمكن استخدامها كأسلحة.
وبدأت حركة السترة الصفراء الشعبية كمقاومة لوقف زيادة الضرائب على الديزل والبنزين، ولكنها سرعان ما توسعت لتشمل الإحباط من الدخل الراكد وتكاليف المعيشة المتزايدة، وعندما وافق ماكرون على التخلي عن رفع ضريبة الوقود، لم يمنع قراره الاحتجاجات، حيث قتل 4 أشخاص في حوادث منذ بدء الاضطرابات في 17 نوفمبر، وترك ماكرون رئيس وزراءه وحكومته يحاولون التفاوض مع المحتجين، فيما انتقدته المعارضة بسبب استخدامه لاستراتيجية الصمت.