قال جيمس موران، سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، إن الجميع يشعر بالقلق حيال انفصال بريطانيا، ولكن الاستفتاء بشأن عضوية المملكة المتحدة تم من خلال عملية حرة وديمقراطية، وقد يشعر البعض بالغضب والقلق لأنه قرار غير مسبوق، ولكن الاتحاد الأوروبى سيظل يقوم بدوره الداعم للاستقرار.
وأوضح موران فى كلمته خلال حفل الإفطار السنوي الذى اقامته سفارة وفد الاتحاد الأوروبي بالقاهرة، أن "المملكة المتحدة تبقى عضوا فى الاتحاد الأوروبى حتى تنفصل بشكل نهائى وتتوقف عضويتها، ولن يتغير شئ طوال مدة التفاوض التى تستمر عامين، وبناء على ذلك، تبقى جميع الاتفاقيات مطبقة وملزمة، حتى تتم عملية الخروج بشكل كامل، ولكن ما إن تتم العملية بشكل كامل خلال الخطة الزمنية التى حددتها اتفاقية لشبونة وتحديدا المادة 50، وإذا لم يتم مد فترة التفاوض، فستتوقف عضوية المملكة نهائيا فى الاتحاد بعد حوالى عامين"- على حد قوله.
وأكد موران أنه حتى الآن لم يتغير أى شئ على الإطلاق، وتبقى المملكة المتحدة عضو كامل يلتزم بدوره فى الاتفاقيات.
ومن ناحية أخرى، أوضح السفير موران أن المناقشات مستمرة مع السلطات المصرية، مشيرا إلى أنه يثق فى الوصول إلى اتفاق بشأن الأمن ومكافحة الإرهاب، والتعاون مع المجتمع المدنى، قائلا: "نعمل مع مصر فى قضية سلام الشرق الأوسط، وليبيا، والتحدى الخاص بالهجرة".
وأضاف موران أن الاتحاد الأوروبى سيبدأ مشروع "صوفيا" الخاص بمساعدة مصر فى ملف الهجرة غير الشرعية واللاجئين، موضحًا أن مصر تعانى من مشكلات الهجرة غير الشرعية.
أما عن التجارة، فأوضح أن هناك مؤشرات حول زيادة الصادرات من مصر، التى بدأت تتعافى، إذ كان هناك زيادة بنسبة 10% خاصة فى المنتجات الزراعية، وانخفضت الصادرات الخاصة بالنفط بسبب انخفاض أسعار النفط، معربا عن تفاؤله حيال تعافى مصر وتعزيز قدراتها.
وأكد موران أن المساعدات الاوروبية لمصر لن تتغير فى الوقت الحالى بأى شكل، لأن المملكة المتحدة لا تزال ضمن الاتحاد الاوروبى ولا نعرف كم ستستغرق المفاوضات لخروج بريطانيا.
وأوضح أن الاتحاد الأوروبى يعمل مع مصر لزيادة الصادرات لأنها السبيل للتقدم للأمام، مضيفا: "لكن نشعر بالقلق على القيود التى فرضت على الصادرات لأن هذا سيؤثر سلبا على سير التجارة وهناك قيود غير ضرورية وتؤخر وصول الشحنات وتؤدى إلى ارتفاع السلع ويجب التفكر فى هذه القيود، لأنها تضر".
ولفت موران إلى أن مصر بحاجة إلى دفع الاقتصاد، كما أن مستثمرى الاتحاد الاوروبى يحتلون مكانة كبيرة، قائلا: "نحن نأمل أن تراجع السلطات المصرية الإجراءات الأخيرة بشكل يتلاءم مع ارشادات التجارة العالمية".
وأضاف: "نعرف أن القيود التى وضعتها الحكومة من أجل حماية المستهلكين، ولكن هذا ليس السبب الرئيسى لاتخذا القرار، وندرك مشكلات العملة الصعبة، ولكن اذا كانت الدولة تشعر بالقلق حيال العملة الصعبة، فيجب ألا نضرب أنفسنا فى القدم أثناء حدوث هذا، فالاستثمار مصدر رئيسى للعملة الصعبة لمصر، ويجب أن نهتم بعلاقات التجارة والاستثمار، ولن يكون فى مصلحة الطرف المصرى الاستمرار فى تلك القيود".
وأضاف أن "المسألة فنية، هذه الطلبات الخاصة بالتسجبل غير ضرورية ويعيق التجارة، والمنتجات المستوردة من أوروبا تخضع لسيطرة كاملة من السلطات، وهناك افتقار للشفافية فى عملية التسجيل، وهذه القائمة ليست منشورة من السلطات المصرية، كما أن هذه القيود ضارة بالنسبة للتجارة وتضع قيود عليها ونأمل مراجعتها وسيكون لها اثار على المدى الطويل".
وأشار إلى أن "الاتحاد الأوروبى قدم منحًا تقدر بمليار يورو لدعم مصر ولكن نقوم بالكثير للفئات التى بحاجة إلى الدعم والمساعدة من أجل رفاهية الشعب المصرى"، مشيرا إلى أن نصف مليار وجهت للتنمية الاقتصادية فى قطاعات الصحة والتعليم والتنمية المحلية ونصف مليار و1 من عشرة وجهت للتنمية الاقتصادية فى قطاعات الصحة والتعليم والتنمية المحلية، وكل البرامج مخصصة لدعم الشعب المصرى وقمنا بكثير من الاشياء ومررنا بتجارب رائعة مع المزارعين ونواصل تقديم الدعم والمنح لتخفيض نسبة الفقر، وهناك برامج أخرى للبنية التحتية، كما أن هناك مليون ونصف أسرة مصرية تستفيد من المساعدات الاوروبية و8 ملايين ونصف اسرة يستفدون فى قطاع المياه و2.2 مليون فى معالجة المخلفات،بينما يستفيد ملايين من المصريين الاخريين فى مجال النقل والمواصلات، وفى مختلف القطاعات المتعلقة بالتنمية الاجتماعية".
وقال موران إنه لايزال أمامنا الكثير للتعاون حوله وكنت سعيدًا لوجودي فى مصر، وكانت جزءا مهما من رحلتى وبالطبع كانت هناك تحديات وخلافات واختلافات بين مصر والاتحاد الاوروبى ولكن ذلك أمر عادى لأن العلاقات قوية، والعلاقة بين المصريين والاوروبين فريدة، ونحن اصدقاء ولسنا فقط جيران.
وردا على سؤال عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى والمخاوف من خروج دول أخرى، قال موران إن الاتحاد الاوروبى فعلا دعا بريطانيا لسرعة الخروج، ولكن هناك خطة زمنية، والموقف مربك، وقد يشعر البعض بالقلق من اتباع بعض الدول الاخرى لمسار بريطانيا، ونعرف هذا الأمر، واعتقد ان قرار الانفصال قد يندم عليه البعض ولكن لا يمكن أن نعلق على دول اخرى تريد ان تخرج.
و حول برامج الهجرة غير الشرعية، قال إن هناك برامج جديدة، ونقدم 3 مليارات يورو لدعم البرامج، ولكن لم نقدم الكثير للاجئين فى مصر، وسيتم الاعلان قريبا عن مزيد من البرامج حيث يتم حاليا التنسيق مع السلطات المصرية، لتخفيف اعباء اللاجئين.
وردا على سؤال حول امكانية أن يساعد الاتحاد الاوروبى مصر فى مكافحة الغش فى الثانوية العامة، قال موران، اننا نتابع قصة الصعوبات التى تواجهها مصر فى الامتحانات والامر خاص بالسلطات المصرية ونحن ملتزمون بمد يد العون لدعم التعليم فى المدراس الابتدائية والتعليم الأساسى، والتعليم العالى حيث قمنا بدعم التعليم العالى، وهذا سيستمر ومصر يمكنها حل المسألة سريعا.