من الأقمصة السوداء لـ"السترات الصفراء" أوروبا تنتفض..2019 الربيع الغربي يعصف بقادة العالم

اصحاب السترات الصفراء
كتب : سها صلاح

عام ونصف فقط عقب انتخابه رئيساً لفرنسا، ليجد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نفسه أمام تحدي كبير لم يشهده أي من رؤساء فرنسا السابقين، ورغم أن الرئاسة الفرنسية أعلنت هذا الأسبوع إلغاء الزيادات على المحروقات لعام 2019 في محاولة منها للتجاوب مع الاحتجاجات، إلا أن حالة الاحتقان لا تزال مستمرة، إذ أبدى قصر الإليزيه تخوفه من إمكانية حدوث أعمال عنف واسعة في مظاهرات نهاية الأسبوع.

وهل يملك ماكرون خيارات كثيرة؟ وما الأثر على استقرار فرنسا؟ وهل يمكن الحديث فعلا عن "ربيع أوروبي".

سياق اقتصادي صعب

المواطن الفرنسي أصبح متضرر مالياً من الزيادات الأخيرة في أسعار المحروقات، ومن سياسات ماكرون الذي رغب بنهج سياسة اقتصادية تقوم على الحفاظ على البيئة ودفع الناس إلى التخلّي عن الاستخدام المكثف لسياراتهم. هكذا إذن بدأت احتجاجات أصحاب "السترات الصفراء" بشكل عفوي، دون أن ترتبط بحركات سياسية أو نقابية معروفة.

وكشف موقع لوموند،أن فرنسا تشهد حركة مستهلكين بين محتجين تجمعهم قدرة شرائية ضعيفة، فـ"السؤال كان دوما حول الحصول على الغذاء. سابقاً، كان ثمن الخبز، والآن هو ثمن البنزين".

من مظاهره نمو لا يتجاوز 2%، وأكثر من 3 مليون عاطل، وعجز متفاقم في المديونية. وبلغت الأزمة بالاقتصاد الفرنسي أنه لم يعد قادراً على منافسة القوى الصاعدة، فضلاً عن خسارته لمناطق نفوذ اقتصادية كبيرة.

هل ذلك سيؤثرعلى استقرار فرنسا؟

التصعيد الذي يشتد كل يوم أثار أسئلة كثيرة حول الأثر على استقرار فرنسا، ومدى إمكانية انضمام مجموعات أخرى ناقمة على سياسات الدولة.

وأكد الموقع الفرنسي موقع لوموند أن الوضع قابل للانفجار أكثر بما أن الاحتجاجات يشارك فيها أشخاص لديهم وضع اجتماعي ومهني، مبرزاً أنها تتشابه مع احتجاجات وقعت قديماً في وجود مسافة بين النخبة والطبقة الشعبية. 

ويمضي المؤرخ في القول إن الاحتجاجات الأخيرة تشبه نوعاً ما الثورة الفرنسية في انخراطها في دينامية من مظاهر الصراع داخل المجتمع وتداخلها مع حركات احتجاجية أخرى،غير أن المؤرخ رفض تأكيد أو نفي احتواء هذه الاحتجاجات على حركية ثورية، مشيراً إلى أن البحث التاريخي يؤكد أن كل السيناريوهات متوقفة على بعض التفاصيل كطريقة تعامل الدولة مع الاحتجاجات.

لكن الطابع العنيف للاحتجاجات يمكن أن يلعب لصالح ماكرون، حسب ما أكده الموقع، فظاهرة التخريب تسيء إلى سمعة الاحتجاجات، كما أن دخول مجموعات فئوية على خط التظاهر من شأنه تشتيت المطالب وتمكين الدولة من اختراق هذه الاحتجاجات وإضعافها عبر الاستجابة للمطالب الفئوية.

السترات الصفراء

الوصفة بسيطة: يأخذ الشخص سترة صفراء ويحدد موعداً عبر “فيسبوك” وينزل إلى الشارع. حركة السترات الصفراء لا يقودها زعماء وغير مرتبطة بأحزاب، فالمجموعات اليسارية واليمينية المتطرفة أيضاً تجتمع تحت هذا الشعار. الاحتجاج ضد سياسة الرئيس إيمانويل ماكرون يجمع بينها.

السترات الحمراء

في تايلاند أثارت "القمصان الحمراء" الاهتمام بعض الوقت إليها، وحتى هنا تجمع عدد من المجموعات السياسية تحت لواء منظمة واحدة، هي التحالف الديمقراطي الوطني ضد الدكتاتورية. 

وكانت "السترات الحمراء" مقربة من رئيس الوزراء تاكسين شيناوترا، الذي أزيح عن السلطة في 2006 من خلال انقلاب عسكري، وقد نظموا العديد من الاحتجاجات الشعبية المثيرة للانتباه.

ضد "السترات الصفراء"

في تايلاند، ظلت "السترات الحمراء" لفترة طويلة في مواجهة "السترات الصفراء"، فهم في غالبيتهم ليبراليون أو محافظون يجمع بينهم رفض السياسة الحكومية المتبعة من قبل تاكسين.

ثورة المظلات

الألوان تجمع بين الناس وتعرض التوحد في وجه الظروف الخارجية، والقضية لا ترتبط فقط بألوان أو قطع ملابس،فأحياناً تصلح بعض المظلات لبلوغ الهدف، في هونج كونج، خرج آلاف الأشخاص في 2014 من أجل مزيد من الديمقراطية في المنطقة الإدارية الخاصة الصينية، وكانوا يحملون المظلات للاحتماء من الشمس والمطر والغاز المسيل للدموع أو هراوات الشرطة.

لون المظلة

في كثير من الأماكن، اتفق المشاركون في هونغ كونغ على حمل مظلات بلون موحد، في الغالب الأصفر، من خلال ذلك تبدو المجموعة متجانسة والغرض من المظلات لا يتأثر. وكان من الممكن شراء مظلات تحمل شعار "القوة للشعب".

حركة خضراء

بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو2009، اندلعت في العديد من المدن احتجاجات شعبية ضد نتائج الانتخابات،واتهم المتظاهرون القيادة بالإبقاء على المتشدد محمود أحمدي نجاد في السلطة من خلال التزوير، معارضوه كانوا يلبسون اللون الأخضر ويحملون أقمشة خضراء، واستخدمت قوات الأمن العنف ضد المهرجانات الخطابية، ما أدى إلى مقتل الكثيرين واعتقال الآلاف.

 

أمهات بيض

المنديل الأبيض هو رمزهن: أمهات ساحة دي مايو التقين ابتداء من 1977 في نفس الساحة في العاصمة بوينس أيريس، كانت السيدات يطالبن النظام العسكري الكشف عن مصير أبنائهن المختفين. فخلال الحكم الدكتاتوري في الأرجنتين "اختفى" نحو 15.000 شخص تم اعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم.

نساء بالأسود

قصة النساء المتشحات بالسواد بدأت خلال الانتفاضة في بداية 1988 في القدس: نساء فلسطينيات وإسرائيليات بلباس أسود يتظاهرن في صمت ضد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وهذا التقليد في الاعتصام قلدته نساء في كثير من البلدان ـ مثل هنا في بلغراد عام 2013.

العلم الأحمر

على مدى قرون ظل الأحمر لون الحُكام. لكن ذل تغير مع قبعة اليعاقبة، أحد الرموز البارزة للثورة الفرنسية، وظل الأحمر يعني لون التحرر وسيطر على المهرجانات الخطابية للأحزاب الاشتراكية الديمقراطية والشيوعية، على غرار ما حصل في استعراض الأول من مايو عام 1971 في موسكو.

أقمصة سوداء أو بنية

بغية مكافحة الحركة العمالية بأعلامها الحمراء، كان الفاشيون يرتدون أقمصة سوداء أو بنية، مثل أتباع الحزب الاشتراكي القومي (النازي) في ألمانيا، الزي كان ذا أهمية كزي يبرز الشخص وسط الجماهير أو يجعله يختفي. واليوم يوصف المحافظون في اللغة السياسية عادة باللون الأسود.

اللون البنفسجي

البنفسجي هو لون الحركة النسوية، لأن هذا اللون يتكون عندما نمزج بين اللون الوردي الخاص تقليدياً بالبنات والأزرق الناصع الخاص بالأولاد ـ وهذا رمز مثالي للمساواة بين الجنسين، وفي الأدب، دخل اللون البنفسجي بفضل رواية أليس ووكر بعنوان "اللون البنفسجي"، الذي يتحدث عن امرأة أمريكية زنجية حررت نفسها.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
لميس الحديدي لـ رئيس الوزارء بعد تصريحات زيادة الدولار: بعد كل ده مش عاوزنا نتخض؟!