تسعى قطر بكل السبل إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، فعقب دعوة الإدارة الأمريكية لبدء المفاوضات بين أطراف الصراع السعودية والحوثيين، لإنهاء الحرب في البلد المنكوب، فعملت على إنشاء حركة جديدة تدعى «الأفغان العرب» وفقًا لشبكة بلومبرج الأمريكية، التي قالت إن تلك الحركة تابعة لتنظيم القاعدة، وأنها لم تعلن عن نفسها بعد، وسيتم ذلك إذا ما نجحت المفاوضات بين طرفي الصراع في البلد المكنوب.
وقالت الشبكة الأمريكية إن الجميع لديه معرفة بتاريخ المنطقة منذ حرب الولايات المتحدة في أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي، وحتى الصراعات في روسيا وليبيا، لترسل بإشارة تحذير واضحة بإمكان المتطرفين أن يساهموا في هزيمة عدو مشترك، لكن بنادقهم لا تلبث أن تتوجه في النهاية صوب داعميهم السابقين.
وحاول التحالف العربي اختراق الحصار الذي فرضه الحوثيين في تعز، وقد تمكن من تأمين ممر آمن جنوب غرب المدينة، لكن تلك الخطوات لم يتبعها استقرار في المنطقة، فبدلاً من مكافحة الحوثيين وقعت أجزاء من مدينة تعز تحت يد تنظيم القاعدة واستغلت قطر ذلك لإنشاء جيل جديد من تنظيم القاعدة لخلق وضع قابل للانفجار في أي لحظة، حتى إذا ما اختفى الحوثيون من الصورة، ستظهر تلك الحركة، لكن اليوم وبعد حوالي 4 أعوام، تشير التقديرات إلى أن حصيلة قتلى الحرب تصل إلى عشرات الآلاف.
على خط النار، يقع ميناء الحديدة في الغرب، حيث يدخل منه 70% من إمدادات اليمن من الغذاء والمساعدات، وعّلق الطرفان هجماتهم في المنطقة في الأسبوع الماضي، وأرسلوا إشارات إلى استعدادات لحضور محادثات السلام في السويد هذا الشهر.
كما لعبت الجماعات الإسلامية دورًا محوريًا في السيطرة على المحافظات الجنوبية وعدن، حيث تواجه الحكومة التي يرأسها حليف الرياض عبد ربه منصور هادي ضغوطًا كبيرة، فكل تلك الفوضى تقوض قدرة هادي على إحكام قبضته على السلطة، حتى في المناطق البعيدة عن نفوذ الحوثيين.
أحد الذين تخرجوا في المدرسة السلفية والتي تستغلهم قطر الآن وتدعمهم هو هاني بن بريك، الذي ساعد في استعادة السيطرة على مدينة عدن «بن بريك» وزير دولة في عدن قبل أن يقرر أن يلقي بثقله خلف الانفصاليين في الجنوب، قبل الحرب، كان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قد أضعفته كلا من هجمات الطائرات بدون طيار الأمريكية والصفقات التي عقدها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
وتقول الشبكة الأمريكية إن قطر تلعب لُعبة خطرة ومغامرة بتسليح هؤلاء، وتضيف تسليح السلفيين هو تهديد مزدوج، هؤلاء الآن هم جيل جديد من تنظيم القاعدة أطلقت عليهم «الأفغان العرب».
وبعد 3 سنوات ونصف لا تزال أهداف التحالف الذي تقوده السعودية بعيدة المنال، بينما تتدهور الأوضاع على الأرض، فالوضع الإنساني يزداد سوءًا، وانتشرت الأمراض، وترسخت سلطة الحوثين، وتزايد النفوذ الإيراني، إن اليمن بحاجة ماسة إلى مفاوضات جادة بشأن ترتيبات سياسية وأمنية طويلة الأجل، ويعتبر الدعم من بومبيو وماتيس للمحادثات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة تطورًا مرحبًا به.
وربما ينقذ وقف إطلاق النار السعودي الأحادي الجانب الأرواح ويوجه التركيز نحو الاهتمام بهذه التهديدات الحقيقية، لكن من غير المرجح أن تقوم المملكة العربية السعودية بهذا التحرك ما لم تثبت الولايات المتحدة لها أن استمرار الحرب سيدمر العلاقة بين البلدين.
وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الأمم المتحدة اقتربت بشكل كبير من تحقيق الظروف المناسبة لإطلاق مفاوضات فعّالة في السويد في بداية ديسمبر، مشيراً إلى أن المفاوضات تهدف إلى إنهاء الحرب في اليمن.
وقال «غوتيريش» في لقاء مع الصحفيين، إن التحضيرات اقتربت بشكل كبير من إطلاق المفاوضات، على رغم أننا لم نصل إلى نقطة انطلاقها بعد، مضيفًا أنه بحث الخطوات الجارية مع مبعوثه إلى اليمن مارتن غريفيث، في ضوء الجهود التي يقوم بها في اليمن والسعودية والإمارات.
في هذا السياق، قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني محمد الديلمي، إن حكومة صنعاء رحبت بكل مساعي الأمم المتحدة، من أجل هذه الجولة بعد ترحيب رئيس اللجنة العليا محمد الحوثي بهذه المحادثات لوضع حلول للسلام وليس من أجل المشاورات فقط مع أهمية الحديث حول وقف اطلاق الناربين الطرفين وضرورة إعلان واشنطن وقف الحرب لأنها هي التي بدأت الحرب على اليمن، بينما السعودية والإمارات هم مجرد أدوات فقط وهذا يؤكد مطامعهم في الموانئ اليمنية.
وعن مشروع القرار البريطاني أشار «الديلمي» إلى أنه كان يهدف لوجود هدنة إنسانية لتأمين خروج الأهالي بأمان ولكن قوبل ذلك بتعنت أمريكي واضح منع دخول المساعدات للمواطنين المحاصرين، مؤكدا أن مفاوضات الكويت استمرت نحو 6 أشهر ولم يحدث فيها شيء بالرغم من طرح حلول سلام عملية، بينما مبادرة «غوتريش» ليس بها جديد وهي تدور حول عملية السلام فقط، منوها أن الغرض من الحرب هو تشغيل مصانع الأسلحة الأمريكية، حيث قال ترامب إننا لا يمكن أن نترك حليفا كالسعودية يقوم بتوفير 40 ألف وظيفة للأمريكيين، بالإضافة إلى الحديث عن صفقة أخرى تقدر بـ 110 مليارات دولار يعول عليها ترامب كثيرا في إنعاش الاقتصاد الأمريكي.