ads
ads

كاتب: أسباب كثيرة تدعو البريطانيين إلى التفاؤل

كتب :

دعا الكاتب البريطاني شين أوجرادي في مقال بصحيفة الاندبندنت اليوم الاثنين مواطني بلاده المذعورين من تداعيات الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى التفاؤل، وقال إن هناك أسبابا عديدة تدعوهم إلى ذلك.

وقال أوجرادي إن الطريقة الوحيدة لامتلاك العديد من الوظائف ورواتب أفضل هي أن يكون لدينا اقتصاد تنافسي، وهذه حقيقة أساسية، وهي أكثر أهمية بكثير من البقاء في أي معسكر كان، موضحا أن امتلاك سوق ضخمة واحدة أمر غير ذي قيمة إذا لم يكن أحد يرغب في بضائعك الثمينة والرخيصة.

وأشار إلى أن اليونان دولة كاملة العضوية في الاتحاد الأوروبي وهي غير منافسة بشكل أساسي بسبب مشاكلها، بينما تجد كوريا الجنوبية وهي دولة لم تكن ليكتب لها أن يكون موقعها أكثر بعدا عن الاتحاد الأوروبي، وهي الآن دولة مزدهرة تصدر بضائعها الالكترونية وسياراتها إلى جميع أنحاء العالم، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، وأصبح الألمان يشترون سيارات هيونداي والكترونيات سامسونج رغم أن سول ليست شريكا سياسيا ولا تشارك الاتحاد الأوروبي لا قوانين العمل ولا العملة.

وقال الكاتب إنه بوسع البريطانيين أن يؤسسون اقتصادا تنافسيا خارج الاتحاد الأوروبي وأن كيفية فعل ذلك هو أمر يعود إلى البريطانيين، وأضاف " بما أننا نعيش في دولة حرة فلدينا الحرية للدعوة إلى اتباع طريق اشتراكي ومؤسسات مؤممة ونعمل على تقوية الاتحادات واستحقاقات الرعاية الاجتماعية أو أن نمضي جميعا في طريق تاتشر (وهو ما أعتقد أن مايكل جوف وبوريس جونسون يريدان فعله)، ونضيع حقوق العمال والرعاية الاجتماعية، ونقلص الضرائب والدولة، وسواء مضينا في أي من الطريقين سالفي الذكر فقد تزداد التجارة الحرة وقد تنقص وقد تزداد الهجرة وقد تتراجع وقد يزداد الاستثمار في البنية التحتية وقد يتراجع".

وتابع إن المستقبل غير أكيد لأن الأمر سيخضع إلى الاختيار الديمقراطي، وقد تسير بريطانيا في مسارات صحيحة أو خاطئة، ولكن هذه الاختيارات من الممكن تصحيحها عبر الانتخابات العامة والتصويت داخل البرلمان ويجب أن نكون متفاءلين في هذا الصدد".

وقال الكاتب إن البريطانيين يعيشون في ديمقراطية مستقرة موقرة وإنه ليس من الوقاحة القول إنه ليس كل أوروبا تمتلك نفس النهج المتواصل من الاستقرار السياسي.

وأضاف "إننا نمتلك الجنيه الاسترليني وإن كان يبدو ضعيفا الآن ولكنه لم يواجه المشاكل الوجودية التي عانى منها اليورو، ومن المؤكد أنه سوف يعاني منها مجددا"، مشيرا إلى أن الجنيه الاسترليني تراجعت قيمته إلى حد كبير لكن المملكة المتحدة ربما لم تتخلف أبدا عن سداد ديونها.

وتابع أوجرادي إن المملكة المتحدة خارج منطقة اليورو لكن نظرا لأن بنيتيها الاقتصادية والسياسية شديدتي الارتباط والتماسك كانتا أشد تأثرا بالمشاكل الأصيلة للاتحاد الأوروبي.

وقال إن الضغط الدبلوماسي للانضمام إلى اليورو كان سيزداد مرة أخرى، وكان سيقال لنا أننا لن نستطيع الاستمرار في السوق الموحد دون الانضمام إلى منطقة اليورو، إن مشاكل اليورو لن تنتهي حتى يكون لدى أوروبا اتحادا ماليا او بتعبير آخر خزانة أوروبية وحكومة أوروبية ملائمة وما من مؤشر على إمكانية حدوث ذلك.

وأضاف أن البريطانيين يشترون ما يرغبون أينما يريدون، وبوسع بريطانيا العودة إلى الأسواق العالمية مرة أخرى وشراء أطعمة رخيصة الثمن والاستفادة من المنتجين الأكثر نفعا للحبوب والزبد واللحوم وكل السلع الأخرى والاستفادة من الفوائض في أنحاء العالم، وهذا يسري أيضا على كل شيء نستورده وسينعكس على الرواتب وسينخفض التضخم وسترتفع القدرة الشرائية، وهذا كله سيصب في النهاية في صالح الفقراء، وأوضح أن ارتفاع أسعار الاغذية كان أحد أسوأ عوامل الانضمام إلى السوق الأوروبية المشتركة عام 1973.

وقال الكاتب أن المدخرات من الاسهام في ميزانية الاتحاد الاوروبية حقيقية وإن كانت أقل من الحجم الذي زعمه المعسكر المؤيد للخروج من الاتحاد ولكن هذا التوفير حقيقي ويمكن انفاقه فيما يرغب فيه الشعب البريطاني.

وأضاف إنه سيظل المجتمع البريطاني جاذبا للهجرة مشيرا إلى أن الهجرة من شرق أوروبا عززت نمو الاقتصاد البريطاني وجعلتنا جميعا أكثر ثراء، والآن أصبح في إمكاننا أن يكون لدينا هجرة عبر سياسية يدعمها الشعب حقا، وبوسعنا أن يكون لدينا ممرضات من زيمبابوي ولاجئين من سوريا وعمال بناء من البانيا وطلاب من الصين بطريقة عقلانية ومدروسة.

وأردف إن الصفقات التجارية مع الدول الأخرى ستكون أسهل، وذلك يرجع ببساطة إلى أنه يمكننا إتمامها عبر التفاوض والموافقة ولن نكون في حاجة إلى إجماع 28 دولة من ضمنهم دول بائسة، موضحا أن البريطانيين قاموا بالتجارة مع بقية دول العالم حتى قبل اختراع الاتحاد الأوروبي، ويمكننا أن نعيد هذا الأمر مرة أخرى.

واستطرد الكاتب يقول إنه سيكون بوسع البريطانيين استعادة بعض صناعاتهم مرى أخرى، مشيرا إلى أن بعضا من أكثر المناطق المحرومة والتي كانت يوما مزدهرة من الممكن الآن إعادة نبض الحياة إليها عبر إعادة أنشطة الصيد والأساطيل، وبالتالي استعادة الوظائف التي ذهبت مع الريح، مشيرا إلى أن جريمبسي وفليتوود وكورنوال كل هذه المناطق من الممكن أن تستعيد أمجادها في سنوات قليلة، وإن كان أمرا غير أخلاقي أن نضحي بالمجتمعات الساحلية من أجل خاطر الاتحاد الأوروبي.

وفي الختام قال الكاتب إنه بدون التدخلات الأوروبية فبوسعنا إن أردنا تأميم أو حتى دعم الصناعات الرئيسية كالصلب وفي نهاية المطاف فهذه السياسات والأولويات ستحدد عبر التصويت الديمقراطي في البرلمان.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
رئيس الوزراء: الحكومة تضع التعليم والصحة وتحسين خدمات المواطن أولوية حاليا