في عيد ميلا نجيبنا وأستاذنا ورئيس جمهورية القوى الناعمة في مصر والعالم العربي، أديب نوبل، نجيب محفوظ، الذي ذاع صيته في العالم من على كرسيه بقهوة علي بابا. كان نجيب محفوظ ولا يزال صاحب هالة كبيرة حول محبيه وغير محبيه (ولو أنهم قليلون)، هو عبائة واسعة لاستيعاب العميق، والسفيه، والشتام، والكبير والصغير والخمورجي والحشاش والإذاعي والموظف والمتشرد والسيدات بكل أطيافهن، وهذا الاقتباس من كتاب «ليالي نجيب محفوظ في شبرد» للأستاذ ابراهيم عبد العزيز، لنلقي الضوء على لقطة مهمة في حياة الأستاذ والوطن:
شيئًا حتى الآن (( من ناحية السيطرة على الأرض))
دوبرينين: إذا كان هذا الموقف فإننا نطالبههم بالرجوع إلى ماذا؟
كيسنجر: الاحتمال القائم هو أن العرب لم يمكنهم الصمود لأكثر من أربع وعشرسن ساعة ثُم يبدأون في التراجع إلى عواصمهم ... )))
وهنا علق نجيب محفوظ : رجوع إيه يا ابن الكلب(( قالها بنشوة متذكرًاً تلك الأيام الحلوة التي تفتح شهيته للكلام وتجعله في قمة لياقته الذهنية، ولذلك وجدتها فرصة لأسأله:
* هل توقعت حرب أكتوبر؟
- فقال لم أتوقعها
* وكيف علمت بقيامها؟
- كنت أجلس على مكتبي أعمل في رواية جديدة، وعندما ضرب جرس التليفون فإذا بثروت أباظة يكلمني ويقول مبتهجًا: عبرنا
فقلت مندهشًا: عبرنا فين؟
فقال عبرنا القناة وحطمنا خط برليف ورفعنا علم مصر على الضفة الشرقية للقناة.
فقلت له : يمكن يكون كلام كالذي سمعناه من قبل في يونيو 67، ثم انكشفت الحقيقة.
فقال لي ثروت أباظة: المعلومات عن انتصارنا مؤكدة هذه المرة.
وأضاف نجيب محفوظ وهو يستعيد ذكرى النصر المجيد: أيام حلوة .
وسألته: وماذا عن أيامك الحلوة الأخرى؟
- عندما عادت سيناء.. كانت حكاية.
* ماذا يتبقى من السادات بعد مرور 22 سنة على ذكراه؟
- يتبقى منه أنه أتم استقلالنا بإعادته لسيناء، ويتبقى منه النصر الذي حققه وأعاد بعه الروح العربية التي انتشلها من الحضيض، وهل يمكن للعرب اليوم أن يقدروا الدعوة التي وجهها لهم لتأييده في مسيرة السلام كما أيدوه في الحرب؟.. ما كان قد حدث لهم ما حدث، بينما نحن كنا قد أعدنا أرضنا بالسلام بعد أن انتصرنا بالحرب، وتخلصنا من حكاية (( لا صوت يعلو فوق صوت المعركة)) أما الآن حتى الفتات لا يستطيعون الحصول عليه.
اقرأ أيضًا... نجيب محفوظ واستيفان روستي أبرز الأسماء التي استهدفته مبادرة "عاش هنا"