أعرب جون ماجفولي، رئيس جمهورية تنزانيا، عن سعادته لتوقيع عقد إنشاء سد نهر روفيجي، والذي سيقوم بتفيذه التحالف المصري، ممثلا في شركة السويدي للكابلات وشركة المقاولون العرب، لافتًا إلى أن توقيع هذا العقد، تعبير عن العلاقة الطيبة بين مصر وتنزانيا، وهذه العلاقة تمتد أواصرها منذ الاستعمار، حيث كان المصريين يأتون إلى تنزانيا للتجارة، ولقد تعلمنا منهم اللغة العربية وأنواع الموسيقى.
وقال ماجفولي خلال الكلمة التي ألقاها على هامش توقيع عقد إنشاء سد روفيجي، إن مصر وتنزانيا، شاركتا في تأسيس الاتحاد الأفريقي، معبرًا عن فرحته بتوقيع هذا المشروع العملاق، والذي ينفذ على أرضهم بأيدي مصرية.
وتابع ماجفولي، أن هذا المشروع، كان من المقرر أن يشيد منذ ٤٠ عامًا، ولكن لم نتمكن من إنشائه لعدم توافر الميزانية، والتي قدرت بحوالي ٢٠٥ مليون دولار، مضيفًا أن المسيح عندما أراد الفرار من الأعداء، فر إلى مصر، ونحن كذلك فرارنا إلى مصر بتشيد هذا السد.
ووجه ماجفولي الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي أكد له أن هذا المشروع سيكتمل، مشيرًا إلى أن مصر لديها تقنية كبيرة لبناء هذه الأشياء، والتي لا تستطيع دول كبرى تنفيذها، وتقدمت دول عالمية لبناء هذا السد، ولكن فازت به مصر ممثلة في شركة السويدي، وشركة المقاولون العرب.
وتابع ماجفولي، أننا لدينا كل الإمكانيات لتوليد الكهرباء، من مصادر متعددة "الشمس، الحرارة الأرضية، اليورانيم"، ولكننا اكتشفنا أن هذا المشروع هو الأهم لدولتنا، وذلك لعدد من الأسباب من بينها أن هذا المشروع، سيشيد على أنهارنا، وتكلفته بسيطة في مقابل المصادر الكهربائية الباهظة، بالنسبة للمصادر الأخرى، بالإضافة إلى الكهرباء التي ستتولد من هذا السد، تقدر بنحو ٢١٠٠ وات، والتي تعد أكبر طاقة كهربائية بتزانيا، تساعد في تشغيل العديد من المصانع، وبالتالي تحسن الإنتاج، وتساهم بقدر كبير في انعاش الاقتصاد التنزاني، من خلال تنشيط قطاعي الزراعة والصناعة.
وأوضح ماجفولي، أن هذا المشروع، لن يضر البيئة بل سيساعد في إصلاحها، لأن المياه رفيقة البيئة، ولا يتعدي 1% من مساحة مدينة سلو التي سيقام فيها المشروع، مشيرًا إلى أن المشروع سيحفف من قطع الأشجار، وذلك طبقًا للدراسات التي أجريت عنه حيث ان 92 % من الطاقة الكهربائيه المستخدمة هي من الفحم فنحن نستخدم حوالي 10 طن من الاشجار بما يعادل 23 مليون طن من الأشجار سنويًا، وإذا استمررنا بهذا الوضع بعد سنوات، ستنتهي الأشجار، ولكن بتشييد هذا السد، نساهم في عدم تدمير البيئة وقطع الأشجار.
وتابع ماجفولي، نحن في تنزانيا نحافظ على البيئة، ونترك أراضي كثيرة للحفاظ على البيئة، لافتًا إلى أن هذا المشروع، يساعدنا على العبور إلى مرحلة جديدة من خلال انطلاق قاطرة التنمية، وتوفير فرص عمل للشباب، مؤكدًا أن مدة إنجاز المرحلة الأولى من هذا السد خلال ٣ سنوات ونصف، وأملنا أن ينجز الجانب المصري العمل في المدة المتفق عليها قائلًا: "أنا اؤمن أن المصريين عمال جيدين، وتاريخهم يؤكد ذلك".
وأضاف ماجفولي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعدنا بزيارتنا خلال الأيام القليلة القادمة، لوضع حجر الأساس لهذا المشروع، مشيرًا إلى أننا حرصنا أن نبني السد في أحد الأنهار الداخلية بتنزانيا، كي يكون بعيدًا عن نهر النيل، تركنا الفرصة للمصريين لاستمتاع بمياههم، وهذا حب خالص لمصر، وتضحية خاصة جدًا لأجل المصريين، وتأخرنا في بناء السد، كان حرصًا منا أن يشيد المصريين هذا السد، حفاظًا على مصلحتهم، ولن نتأخر في تقديم الميزانية، لتحقيق هذا المشروع، لأننا إذا فشلنا في ذلك، سنكون قد فشلنا في الوصول إلى الدولة التي لديها نعمة في هذا الأمر.
وقال الرئيس التنزاني، إن المصريين عندما أردوا حققوا وشيدوا، مشيرًا إلى توسيع المجري الملاحي لقناة السويس، الذي تم في سنة واحدة، عزموا على التطوير من أجل دولتهم، فالمصريون يحبون مصر، يفعلون لأجل دولتهم، فهم بناة الأهرام في مكان يحاولون ولا يستطيع أحد أن يهدم عزيمتهم، لأن مصر بها عقول جيدة وجادين في عملهم، ولذلك أناشد التنزانيين أن يفعلوا في بلدهم ما فعله المصريين بدولتهم، وأن يعملوا بجد
ووجه ماجفولي المسئولين عن الأمن بالدولة إلى حماية هذا المشروع، وحماية القائمين عليه، وتذليل أي عقبات لهم، قائلًا هذه فرصتكم للتغيير أيها التنزانيين، وبارك الله في مصر.