كشفت الدكتورة مي حامد، المشرف العام على الأنشطة بالمدن الجامعية بجامعة القاهرة، عن خطتها المقبلة، لتطوير الأنشطة الطلابية داخل المدن الجامعية، والتي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية، هي «بناء الشخصية، وفكر ريادة الأعمال والاهتمام بالرياضة بشكل خاص»، ليتم من خلال تلك المحاور تحويل المدن الجامعية من مقرات إقامة للطلبة إلى مصانع لإعدادهم لسوق العمل بعد التخرج.
وقالت «مي»، في حديثها لـ«أهل مصر»، إن محور بناء الشخصية، سيعتمد على إدخال قيم بشكل غير مباشر للطلاب، أيضًا سيكون هناك دورات تدريبية داخل المدن الطلابية لبناء الشخصية، بالإضافة إلى تدريبات على القيادة وطريقة التعاملات، بحيث ينعكس على سلوك الطلاب وأدائهم.
وأشارت «مي» إلى أن المحور الثاني في خطة التطوير، يتمثل في إدخال الثقافة الإنتاجية والاقتصادية، عن طريق فكر ريادة الأعمال، فسيكون هناك وحدات إنتاجية داخل المدن، وسيتم تدريب الطلاب خلالها على إمكانية عمل مشروع خاص بهم، وأن يكونوا أشخاص منتجين في المجتمع، يعتمدون على أنفسهم، بدلًا من انتظار الوظيفة بعد التخرج، فنحن نساعدهم على خلق وظيفة جديدة ومجال جديد، من خلال استغلال قدرات الطالب، مشيرة إلى أن هذا المحور سيتطلب بذل مجهود كبير، وذلك لأنه سيتم البدء من الصفر ومن البنية التحتية له، ليكون لدينا في النهاية وحدات إنتاجية نعرض منتجاتها باسم المدينة الجامعية.
وفيما يخص المحور الثالث، قالت مي، إنه سيتم الاهتمام بالندوات والأنشطة الطلابية بشكل عام، والاهتمام بالرياضة بشكل خاص، حيث سيكون هناك «جيم» متخصص للبنات، ومثله للشباب، داخل المدن الجامعية، وسيتميز بالمستوى العالي، مشيرة إلى أن المجتمع الخارجي والشركات الكبرى لا تساهم بمشروعاتها داخل المدن، مما سنعمل على جذب تلك الشركات للمدن، أيضًا سيكون هناك سباق الدراجات الذي أعلن عنه الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، مشيرة إلى أنه يتم حاليًا شراء مجموعة كبيرة من الدراجات، ستكون في مدن الطالبات، وسيكون مسموح للطالبة ركوبها في أي وقت داخل المدينة الجامعية.
وأشارت المشرف العام على الأنشطة، إلى أن المدن الجامعية تمتلك 14 ألف طالب وطالبة في جامعة القاهرة، والتي تعد أكبر مدن جامعية في مصر، مشيرة إلى أن العمل لن يقتصر فقط على الرياضة وممارسة الأنشطة الفنية، وإنما سيتم استضافة مجموعة من البرنامج الرئاسي ومن الأكاديمية الوطنية للتدريب، ليقوموا بتدريب الطالبات في المدن الجامعية لجامعة القاهرة، حتى تخرج الطالبة مهيئة لسوق العمل.
وأكدت الدكتورة «مي» أنه سيتم تغيير الفكرة التقليدية للنشاط الطلابي بشكل جذري، وستتم ممارسة الأنشطة الطلابية من جانب الطلاب بشكل يومي، مشيرة إلى عدد المنضمين للأنشطة الطلابية في ازدياد مستمر، لأن الشخص المقتنع بها يقنع غير المقتنع.
وأشارت «مي»، إلى أن طلبة المدن الجامعية، يكون عليهم عبء نفسي بالغربة عن أهلهم وموطنهم الأصلي، وأيضًا افتقادهم للقدوة المتمثلة في الأب والأم، مما يجعلهم فريسة سهلة لأصدقاء السوء والفراغ، مؤكدة أن المدينة الجامعية ستعمل على تعويض هؤلاء الطلبة، واستغلال تلك الفترة أفضل استغلال للطلاب.
وتابعت «مي»: «سنركز في خطتنا على لتحويل المدن الجامعية من مجرد فنادق ونزل للطلبة، إلى مصنع لإعدادهم لسوق العمل، سواء من خلال بناء الشخصية أو نشر فكر ريادة الأعمال، وتحويلها إلى مدن إنتاجية تخدم الطلاب والمجتمع».
وأكدت «مي»، أنها تسعى إلى الاستغلال الأمثل للطاقة البشرية، الموجودة داخل المدن الجامعية، وتوظيفها في مشروعات إنتاجية، الهدف منها إكساب الطلبة خبرة التعامل مع الأسواق ومتطلباتها مع الحفاظ على الوقت اللازم للدراسة لكل طالب.
وتابعت: «دا هيوصلنا لتطوير الاقتصاد بصورة أسرع لأن وقتها هتكون الأيدي العاملة حديثة التخرج، لديها جزء بسيط من الخبرة العملية، وفي نفس الوقت هنقدر نوفر جزء من الميزانية المخصصة للمدن الجامعية، لأن المشروعات والأنشطة التي سنقوم بها ستهدف لتحقيق أرباح بسيطة مع السعي الدائم لينا هنوصل إن شاء الله لتحقيق الاكتفاء الذاتي».