على بعد أمتار من محطة مترو حلوان، جنوب محافظة القاهرة، بدأ"ع ع"، البالغ من العمر38 سنة، مسيرته بين شوارع "مساكن الاقتصادية"، بعدما تخرج من كلية الحقوق منذ سنوات عدة، ولجأ لتدريب بمكتب المحاماه ، ليزاول المهنة، وبعد أن جاهد كثيراً بين أروقة المحاكم للدفاع عن موكليه، إلا أن الحظ لم يتحالف معه، ومر بالعديد من الأزمات الصعبة التي أجبرته ترك مهنته.
مرت شهور قليلة على"عصام" وترك مهنة المحاماه، ولجأ إلى اقتراض أموال من بعض الأشخاص المقربة له وفتح محل موبايلات بجوار مسكنه، ظنا منها أنه سيعوض كل ماضاع منه من أحلام، ولكن انقلبت رأساً على عقب، وأصبحت الديون عليه كأمواج البحر.
طوال الفترة الماضية كان يعيشها "ع ع" بين طيات حياته التي لم يتوقع أن تنتهي بهذا المشهد المأسوى، حينما أقدم على ابتكار مشنقة ليتخلص من أزمته النفسية التي كان يمر بها، بعدما استحضر سلك دش وقام بربطه في شباك ألومنتال، داخل غرفته فى الشقة التى يقيم فيها، أنهى حياته في غضون 40 دقيقة.
في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء الموافق 12 ديسمبر، دخل شقيق "ع ع" ليعرف ماهو به، فور مشاهدته يمر بأزمة نفسية: دخلنا عليه أوضته لقيناه معلق من رقبته".. دموع تنهال من عينيه على فراق شقيقه الذى لم يدر ما السبب الذى دفع إلى ذلك: "لو أشد الأسباب بس فيه حلول على المصاعب".
وسرعان ماحمله على ذراعيه، حاملا شقيقه وهو بين الحياة والموت ليتوجه به إلى مستشفى النصر التابعة لحلوان، ليحاول إسعافه إلا أنه فارق الحياة فور وصوله.
وتابع شقيق الضحية: "الأستاذ عصام كان بيمر بأزمة نفسية وضائقة مالية، ودايما ماكنش طايق حد، وجدته اليوم عائدًا من عمله، ماسك سلك دش ماحدش اتخيل أنه هيموت نفسه، فكرناه هيعمل حاجة أوماسكه عادي".وجلست "أم أحمد" في حجرة صغيرة تطل على شارع "حفنى أبو جبل" وعيناها تفيض من الدمع حزنًا تروي اللحظات الأخيرة في حياة شقيقها قبل وفاته :" بقاله فترة بيمر بأزمة نفسية ماكنش طايق حد من كتر الديون اللي كانت عليه، كان شغال محامي 8 شهور وسابها، وفتح محل موبايلات، برضوا تراكمت الديون"قبل أن تضيف :"عصام الله يرحمه، مش متزوج عايش هو وأخوه في الشقة كان نفسه يحقق حلمه، وكان سيرته كويسه بين زمايله وأصحابه، كان على طول مهموم، ولما الدنيا ضاقت بيه فارقنا وفارق الحياة كلها". ولفت أحد شهود العيان الذى رفض ذكر اسمه: أنه لاحظ الضحية أثناء صعوده العقار 102 الذي يقطن به، ممسكًا بيده سلك "دش" وعليه علامات الحزن، ظنا أنه سيوصله إلى التلفاز بشقته، وبعد مرور 3 ساعات سمعت أنه انتحر شنق نفسه زعلت عليه جدا، الأستاذ عصام حد محترم وكل مايعدى بيرمي السلام والابتسام مرسومة على وشه".بدأت التفاصيل عندما تلقى العميد بدوى هاشم، مأمور قسم شرطة حلوان، إخطارا باستقبال مستشفى النصر العمالى "ع.ع" 38 سنة، محام، جثة هامدة، ووجود آثار جروح وكدمات فى رقبته.حرر المحضر اللازم وباشرت النيابة التحقيق، التي انتقلت لمعاينة مسرح الجريمة، وصرحت بدفنه.