نشر التحالف الدولي بقيادة أمريكا، بيانا أكّد فيه تعاونه مع الأكراد السوريين ومواصلته عملياته في شمال شرقي البلاد، وجاء ذلك على خلفية تهديدات تركيا بشن عملية عسكرية ضد الأكراد.
وقال التحالف في بيانه: "تبقى مهمة التحالف في شمال شرقي سوريا دون تغيير. نحن نواصل عملياتنا العادية، بما في ذلك مراكز المراقبة في المنطقة الحدودية (على الحدود بين سوريا وتركيا)، لحل المشاكل الأمنية لحليفتنا في الناتو تركيا. ونحن لا نزال ملتزمين بالتعاون مع شركائنا المحليين (الأكراد) لضمان هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية".
وأضاف: "إن أي رسائل تشير إلى تغيير موقف الولايات المتحدة من هذه الجهود خاطئة وتهدف إلى بث الفوضى".
وأصبح معروفا هذا الأسبوع أن الولايات المتحدة، وعلى الرغم من اعتراضات تركيا حليفتها في الناتو، نشرت مراكز مراقبة على الحدود التركية السورية، وبالتالي "غطّت" عسكريا القوات الكردية من هجوم محتمل يشنّه ضدها الجيش التركي.
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم الجمعة، إن أنقرة مستعدة لشن عملية في مدينة منبج السورية ضد قوات الدفاع الذاتي الكردية السورية، إذا لم تسحبها الولايات المتحدة من هناك. وناقش أردوغان الوضع في سوريا في اليوم نفسه عبر الهاتف مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
في أوائل يونيو الماضي، وافقت أنقرة وواشنطن على خارطة طريق لتحقيق الاستقرار في منبج، التي حررتها قوات كردية من تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي في يونيو 2016.
ووفق التفاهم الأمريكي- التركي، يجب سحب قوات الأمن الكردية من المدينة، لأن أنقرة تعتبر مفارز الدفاع الذاتي الكردية (YPG) شريكة لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا. في الوقت نفسه، تعارض السلطات السورية بشكل قاطع وجود قوات أمريكية وتركية على أراضيها.
وانتقدت أنقرة مراراً وتكراراً واشنطن بسبب تأخرها في تنفيذ خارطة طريق منبج، علما أن تواجد قوات البلدين في سوريا غير شرعي وخارج عن إرادة السلطات الشرعية السورية.
ويشكل الأكراد السوريون عماد ما يسمى "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ، التي تدعمها الولايات المتحدة في الحرب ضد الدولة الإسلامية. وتسيطر هذه المجموعات المسلحة على مناطق واسعة في الشرق والشمال الشرقي من سوريا، وتتقاسم النفوذ فيها مع قوات أمريكية يبلغ تعدادها حوالى 2000 عنصر، تعتبرها دمشق قوات احتلال.