كانت السينما تُسعد الطفل العراقى زيد فاضل، وشعر بانبهار عند مشاهدته أول فيلم كارتوني فى سينما «بابل» وكان «الأمير والنهر»، ومنذ ذلك الحين وهو يحرص على مشاهدة الأفلام العالمية فى السينمات، حتى بدأت الحرب فى العراق وأُغلقت معظم دور العرض، وكان يدرس وقتها هندسة، ويستغل تواجده فى خارج العراق لمشاهدة الأفلام فى بلاد أخرى.
تحولت دور السينما فى العراق إلى مخازن وهذا الأمر الذى أحزن زيد فاضل، إذ أنه وجد تهديدا لاستمرار صناعة السينما العراقية، ولهذا فكر فى طريقة كى يُعيد بها الحياة لهذه السينمات العراقية، ومن هنا بدأ فى عام 2011 بتأسيس عدد من دور العرض السينمائية فى العاصمة العراقية بغداد، وأثناء تواجد زيد فاضل فى القاهرة، حاورته «أهل مصر» عن إنجازه فى عودة الحياة للسينما العراقية..
كيف جاءت فكرة تأسيس دور عرض سينمائية فى العراق؟
أولًا دراستى كانت بعيدة عن السينما فلقد درست الهندسة، ولكن والدى زرع بنا حب السينما، فكان يصطحبنا فى إجازة كل أسبوع أنا وإخوتى لمشاهدة فيلم فى السينما، وفى السبعينيات بدأت العملية السينمائية تضعف شيئًا فشيئًا، وقلت كثيرًا فى الثمانينيات حتى تلاشت فى التسعينيات، وفى عام 2003 اُغلقت كافة دور العرض بسبب الحصار والحرب، فكنت أنا وزوجتى وأولادى نحرص على الذهاب إلى السينما عندما نسافر خارج العراق، ومن هنا جاءتنى فكرة تأسيس مشروع صالة عروض سينمائية.
هل دراستك للهندسة وعملك بمجال التسويق ساعدك فى تحقيق حلمك بعودة دور عرض السينما فى العراق؟
ساعدتنى دراستى فى الهندسة فيما يتعلق بالبناء، ولكن ما ساعدنى أكثر من ذلك هو عملى فى التسويق والمبيعات لأنه مكنى من معرفة كيفية الترويج للفكرة وطرحها وجذب الجمهور وإعادته إلى السينما مرة أخرى، كما أن ابنتى صممت ديكور إحدى السينمات التى أسستها.
الحرب فى العرق هدمت الكثير من السينمات.. هل حاليًا يوجد إقبال على دور العرض؟
نعم هناك إقبال كثيف على دور العرض، وتكون الصالات كاملة العدد فى إجازة نهاية كل أسبوع، وكلما فتحنا صالة جديدة يزداد عدد المشاهدين، فالسينما فى العراق التى كانت إحدى أوائل الدول العربية التى ظهرت فيها دور العرض السينمائية وإنتاج الأفلام.
حدثنا عن أول سينما أسستها
فى البداية لم يكن لدى أى خبرة فى هذا الشأن من جهة المعدات والأجهزة أو أى شىء آخر، وفى العام الذى أقمنا فيه المشروع عام 2011، كان نظام العرض فى السينمات بدأ يتغير ويتحول من نظام العرض العادى إلى الرقمى، واتجهت كل السينمات إلى شراء معدات جديدة رقمية، والتى كانت باهظة الثمن ولم نستطع شرائها لأن سعرها يفوق الميزانية المُحددة، فاضطررنا لشراء مُعدات مستعملة وأكملنا المشروع.
وكيف أكملت مشروعك فى تأسيس أكثر من دور عرض فى العراق؟
الفرق كبير جدًا بين أول صالة وآخر صالة، أخر مشروع كلفنا 4 ملايين دولار، ولا تختلف صالته أى شىء عن أى سينما أخرى فى دبى أو لبنان، من ناحية جودة الكاميرات والأثاث والكراسى والتصاميم التى أعدها لنا مُصمم أغلب السينمات فى المنطقة، كما أنه يضم صالتين VIP وصالة ماكس.
هل هذا يعنى أن تمويل هذا المشروع كان صعبا؟
أجل كان صعبا، فهذا المشروع لم يعتمد على تمويل حكومى بل تمويل ذاتي، بمشاركة صديقى ولكن عندما وجدنا أن تكاليف المشروع زادت عن المبلغ المتاح معنا وهُدد حلمى بالانهيار واسودت الدنيا بوجهى وفقدت الأمل فى تأسيس دور سينما فى العراق، ولكن جاء والدى ودعمنى بالمبلغ اللازم لاستكمال المشروع.
ما هو أول فيلم عُرض فى أول سينما افتتحتها؟
الفيلم الأمريكى Drive Angry للنجم العالمى نيكولاس كيج.
كم عدد دور السينما التى أسستها فى العراق حتى الآن؟
19 صالة عرض، ولكننى أسعى على أن تكون هناك سينما فى كل محافظة من محافظات العراق، كى يستمتعون بمشاهدة أحدث الأفلام العربية والأجنبية فى نفس توقيت عرضها فى الخارج، وبنفس الوقت إعطاء السينما والأفلام العراقية قبلة الحياة لتزدهر وتعود مرة أخرى كسابق عهدها.
هل حلمك انتهى هنا أم مازال أمامك الكثير لتقدمه للسينما العراقية؟
نعمل الآن على 3 أشياء، أولها أن يكون للعراق حضور مهم وقوى فى مهرجان «كان» السينمائى الدولي، ونحن فى صدد إنتاج أول فيلم بالتعاون مع المنتج سيف عريبى، بالإضافة إلى العمل على تنفيذ مشروعين كبيرين من المفترض أن يضم كل منهما 15 صالة، وأن تبلغ مساحته 5 آلاف متر.
نقلا عن العدد الورقي.