مازال العلم يدهشنا، وفكرة التوصل إلي دراسة تؤكد أن الجسم سيخزن كمية أقل من الدهون دون الحاجة إلى تقليل استهلاك الغذاء أو ممارسة المزيد من النشاطات مبهرة، واكتشف علماء في جامعة فلندرز جينا في الفئران سمح لهم بتناول الطعام بقدر ما يريدون دون اكتساب أي وزن، وتمكن العلماء من إيجاد هذا الاكتشاف عندما قاموا بإزالة جين معين - يعرف باسم " RCAN1" - من الفئران ووجدوا أنهم لم يكتسبوا أي وزن حتى بعد التهام الأطعمة الغنية بالدهون.
وأوضح داميان كيتنغ، الأستاذ الذي قاد الدراسة، في جامعة فلندرز الأسترالية أنه على الرغم من أن الأبحاث أجريت على القوارض، فإن هذا الإنجاز سيساعدهم بلا شك في الكشف عن علاجات جديدة للبشر، وقال كيتنغ إن: "النتائج في هذه الدراسة قد تؤدي إلي تطوير أقراص تستهدف التأثير على وظيفة جين "RCAN1 " مما يؤدي إلى فقدان الوزن"، ووصف كيتنغ شعوره هو وفريقه عندما تمكنوا من الوصول لهذا الإنجاز العلمي قائلاً: "لقد كان الأمر مدهشا".
إحصائيات السمنة والوزن
وفقا لدراسة أجريت عام 2017 ونشرت في مجلة نيو إنجلاند الطبية، فإن حوالي ثلث سكان العالم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، كما وجدت الدراسة أنه منذ عام 1980، تضاعفت معدلات السمنة في 70 دولة، ووجد تقرير عام 2017 الصادر عن المعهد الأسترالي للصحة والرعاية أن ما يقرب من ثلثي سكان استراليا إما يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وتتوقع الاحصائيات ارتفاعها مستقبلا.
وقال كيتنغ وفريقه إنه على الرغم من أن السمنة تعد أحد الأوبئة الصحية العالمية الكبرى، إلا أن سبلها العلاجية الفعالة غير متوفرة.
كيف يمكن أن يساعدنا الاكتشاف
هناك نوعان من الدهون في جسم الإنسان الدهون البنية، التي تحرق الطاقة، والدهون البيضاء، التي تخزن الطاقة، ويقول كيتنغ إن منع جين" RCAN1 " يساعد على تحويل الدهون البيضاء غير الصحية إلى دهون بنية سليمة، والتي يمكنها تمهيد الطريق للباحثين لتطوير طريقة علاج محتملة جديدة في مكافحة السمنة.
وأورد كيتنغ: "طورنا بالفعل سلسلة من العقاقير التي تستهدف البروتين الذي يصنعه جين" RCAN1"، ونحن بصدد اختباره لمعرفة ما إذا كان منع الجين وما إذا كان سيقدم عقاقير محتملة جديدة لمكافحة السمنة".
أفضل جزء
وقال كيتنغ إن الأدوية التي يحاولون تطويرها ستعمل على استهداف RCAN1 وستساعد البشر على حرق المزيد من السعرات الحرارية حتى عندما يستريحون، وبيّـن أن "السبب الذي جعل الفئران تخزن كمية أقل من الدهون هو أن أجسادهم بدأت تحرق المزيد من الطاقة - وهو شيء منعه الجين".
وأضاف أن "التأثير الآخر الذي لوحظ عندما تم إزالة الجين هو أن عضلاتهم الهيكلية بدأت في حرق المزيد من الطاقة - من المهم أن نلاحظ أن عضلات هيكلنا العظمي تحرق الكثير من الطاقة حتى عند الراحة - ولكن هذا الجين ينظم العملية، لذا تحرق عضلاتنا طاقة أكثر"، وأختتم كيتنغ أنه في الوقت الذي ستكون فيه الأدوية متاحة للإنسان في وقت ما، فإن الوعد بالعلاج القريب يكفي لجعلك تبتسم.