شهدت العلاقات المصرية الإفريقية تطورا كبيرة خلال المرحلة الماضية، وهو ما كشفت عنها مصر فى كلمتها خلال الحفل الختامى للمعرض الإفريقى الأول للتجارة البينية، والذي نجحت مصر في استضافة الدورة الأولى لمعرض إفريقيا، والذي يعد ركيزة أساسية لتحقيق التكامل، والشراكة الإقليمية لدول القارة الإفريقية.
وأشادت الدول الإفريقية بجهود الحكومة المصرية فى إنجاح فعاليات المعرض، والإعلان عن إقامة الدورة الثانية للمعرض بالعاصمة الرواندية كيجالى خلال ٢٠٢٠، وشهد المعرض الذي تم تنظيمه على مدار 8 أيام، إقبال كبير من العارضين والمشترين أسهم فى نجاح الدورة الأولى من المعرض، كما تم توقيع إتفاقات قيمتها 30 مليار دولار، لتحقيق ٣٢ % زيادة فى حركة التجارة البينية الافريقية فى عام ٢٠٢١، وهو ما نستعرضه خلال التالي:
من جانبها أكدت شيرين الشوربجى رئيس هيئة تنمية الصادرات، أن نجاح مصر فى استضافة الدورة الأولى للمعرض الإفريقى للتجارة البينية يمثل ركيزة أساسية لتحقيق التكامل، والشراكة الإقليمية القائمة على تحقيق مصالح كافة دول القارة، مشيرة إلى أن التفاعل الكبير بين الشركات العارضة، وممثلى الوفود المشاركة يعد خطوة هامة نحو تيسير، وانسياب حركة التجارة بين مختلف الدول الإفريقية.
جاء ذلك فى سياق كلمة مصر خلال الحفل الختامى لفعاليات المعرض الإفريقى الأول للتجارة البينية، والذى استضافته مصر خلال الفترة من ١١لـ١٧ من شهر ديسمبر الجارى، بمركز مصر للمعارض الدولية بمشاركة إقليمية وقارية وعالمية غير مسبوقة، وقد شارك فى فعاليات الحفل الختامى للمعرض أوسيجن أوباسانجو رئيس اللجنة الإستشارية للمعرض، وألبرت موشانجا مفوض الإتحاد الإفريقى للتجارة، والدكتور بينيدكت أوراما رئيس مجلس إدارة البنك الإفريقى للتصدير والإستيراد.
وقالت الشوربجي، أن الحكومة المصرية تفخر باستضافة المعرض الأفريقي الأول للتجارة البينية، والذى نظمه البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد "أفريكسيم بنك"، بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي، موجهةً الشكر لكافة الدول والعارضين والمنظمين للمعرض، والذين ساهموا في خروج نسخة المعرض بالشكل الذي يليق بمكانة القارة الأفريقية، وإتاحة الفرصة لشعوب القارة لتبادل منتجاتها وأفكارها وطموحاتها والحلول المقترحة لازدهار ورفاهية الدول الأفريقية.
وأضافت الشوربجي أن فعاليات المعرض قد شهدت حالة فريدة من التعاون المكثف بين رجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص والحكومات الأفريقية تمثلت في عقد لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال واجتماعات وجلسات نقاشية فعالة وورش عمل ودورات تدريبية تتعلق بالعلاقات التجارية بين الدول الأفريقية، الأمر الذي يصب في صالح كلٍ من الحكومات والقطاع الخاص على حد سواء.
وأشارت الرئيس التنفيذي لهيئة تنمية الصادرات أن المعرض استهدف في المقام الأول تعزيز معدلات التبادل التجاري بين دول القارة السمراء حيث يمثل المعرض منصة متميزة للتعرف على الإمكانات والفرص التجارية والقدرات الإنتاجية في كل دولة، بالإضافة إلى توقيع الاتفاقات والصفقات التجارية المثمرة، لافتةً إلى أن المعرض ساهم بصورة كبيرة في إتاحة المعلومات الخاصة بالأسواق والوقوف على أفضل الممارسات المتعلقه بالاستثمار والتجارة بهدف تعزيز التكامل بين الدول الأفريقية والتوصل إلى حلول عاجلة للتحديات التي تواجه القارة الأفريقية.
ونوهت الشوربجى، إلى أن قارة أفريقيا تتمتع بالعديد من المزايا أهمها الموقع الجغرافي المتميز، والموارد البشرية الشابة، بالإضافة الى وفرة الأراضي الزراعية والمواد الخام الطبيعية بما يسهم في تعزيز الفرص الاستثمارية والتجارية بين دول القارة، مشيرةً في هذا الصدد إلى أن مصر تلعب دوراً بارزاً في قارة أفريقيا استناداً إلى علاقاتها السياسية والتاريخية مع الدول الأفريقية حيث تتطلع مصر لتعزيز علاقاتها التجارية والاستثمارية داخل القارة الأفريقية خلال المرحلة المقبلة، مضيفا أن مصر تسعى جاهدة لتفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارة الإفريقية ودخولها حيز التفيذ حيث من المتوقع أن تسهم في زيادة معدلات التبادل التجاري بين الدول الأفريقية بنسبة كبيرة.
ومن جانبه، قال اولوسجان اوباسانجو رئيس اللجنة الإستشارية للمعرض أن المعرض يمثل علامة متميزة فى تاريخ القارة الإفريقية لبدء العمل القارى المشترك نحو تحقيق مستقبل أفضل لكافة الشعوب الإفريقية، موجهاً الشكر للحكومة المصرية على إستضافة وإنجاح هذا المعرض الهام، مشيرا إلى ضرورة تعزيز التبادل التجارى بين كافة الشعوب الإفريقية ليرقى لمستوى العلاقات المتميزة التي تربط دول القارة الإفريقية فى مختلف المجالات وكافة الأصعدة، لافتاً فى هذا الصدد إلى أن التجارة البينية الإفريقية تبلغ فقط 18% من حجم تجارة القارة.
ولفت أوباسانجو إلى ضرورة تحسين البنية التحتية للقارة الإفريقية بهدف تسهيل حركة التجارة البينية الافريقية، مشيرا إلي أهمية توفير مصادر الطاقة اللازمة للصناعة وتوفير معلومات السوق حول السلع والمنتجات والخدمات والاسواق، مؤكدا أهمية تعزيز الدور الافريقي علي الصعيدين الاقليمي والعالمي وتفعيل العمل الإفريقي المشترك لتحقيق رفاهية كافة الشعوب الافريقية، مشيرا الي ان المعرض يمثل نقلة هامة في مسار التعاون الاقتصادي الإفريقي المشترك حيث ساهم في تعزيز التواصل بين مجتمعات الاعمال والموردين والمستوردين والمستثمرين خاصة في الدول الإفريقية.
كما وجه ألبرت موشانجا مفوض الإتحاد الإفريقى للتجارة الشكر لمصر على استضافة المعرض الإفريقى الأول للتجارة البينية والذى تميز بالتنظيم الجيد وتوفير مختلف الخدمات، والإقبال الشديد من قبل زوار المعرض والعارضين والمشترين على مدار أيامه السبعة الأمر الذى أسهم فى نجاح الدورة الأولى من المعرض بشكل كبير انعكس فى إتاحة فرص كبيرة للتجارة والإستثمار بين العارضين والمشترين من كافة أنحاء القارة الإفريقية وخارجها، وكذا إبرام العديد من الصفقات التجارية على كافة المستويات والتى تخطت توقعات القائمين على تنظيم المعرض وخاصة على مستوى رواد الأعمال والسيدات والذين اثبتوا تفوق وريادة كبيرة خلال تلك الدورة من المعرض.
وأشار إلى ضرورة الإهتمام خلال الدورة القادمة من المعرض والتى سيتم إقامتها فى عام ٢٠٢٠ بتوفير المزيد من الوقت للعارضين للإعداد للأجنحة، ومتابعة جلسات الأعمال المقامة على هامش المعرض، إلى جانب زيادة التنسيق فيما يتعلق بكافة الجوانب اللوجستية.
وبدوره قال الدكتور بنديكت أوراما رئيس مجلس إدارة البنك الإفريقى للتصدير والإستيراد "أفريكسيم بنك" أن معرض التجارة الإفريقى الأول يمثل بداية هامة فى مسار التعاون الإقتصادى الإفريقى، مشيداً بالدور البارز الذى لعبته الحكومة المصرية فى نجاح المعرض وتحقيق نتائح فاقت التوقعات.
وأضاف أن المعرض شهد توقيع إتفاقات بلغت قيمتها 30 مليار دولار، كما شهد الاتفاق على 100 صفقة تجارية على المستويين الإفريقى والعالمى، موضحا أن المعرض سيسهم في زيادة حجم التجارة البينية الافريقية من 170 مليار دولار الي 250 مليار دولار بحلول عام 2021 بزيادة قدرها 32%، لافتاً الي ان منصة التبادل التجاري الافريقي والتي سيتم اطلاقها خلال فعاليات المعرض ستقوم بدور كبير في تعزيز التجارة البينية الافريقية حيث شهدت المنصة في الايام الاولي لاطلاقها 700 تسجيل و7 آلاف عرض لانشطة تجارية.
وفى نهاية الحفل أعلن اولوسجان اوباسانجو رئيس اللجنة الإستشارية للمعرض ان الدورة الثانية من المعرض الإفريقى للتجارة البينية ستستضيفها العاصمة الرواندية كيجالى خلال عام ٢٠٢٠.