شهدت الساعات الماضية العديد من عمليات الانتحار اليومية من قبل مهن بعينها، المفترض أنها أبعد ما يكون عن الانتحار، تلك الكلمة التي أصبحت متداولة على ألسن الجميع، وكأننا اعتدنا أن نستيقظ عليها دايمًا. قرار الانتحار لا يكون وليد اللحظة، وإنما يأتي بعد تحمل شديد لضغوط، تصل إلى حد عدم القدرة على تحملها، فيلجأ الشخص للتخلص من آلامه، خاصة أنها نفسية، أو مادية طاحنة، بالتخلص من الحياة كلها.
ما ذكرناه منطقي جدا، وواضح ومفهوم، لكن الـ "لا منطقي" أن نجد من بين المنتحرين أصحاب وظائف من المفترض و"المنطقي" أنهم أبعد الناس عن هذا الأمر. "أهل مصر" يستعرض في التقرير التالي أصحاب مهن أدت للانتحار..
طبيب بولاق الدكرور
شهدت منطقة بولاق الدكرور واقعة مأساوية، عندما أقدم طبيب على الانتحار بشنق نفسه. بدأت تفاصيل الواقعة بتلقى الرائد محمد الجوهري بلاغا من الأهالي بوجود متوفى داخل إحدى الشقق بشارع العشرين، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة، وعثر على جثة طبيب بيطرى وحول رقبته حبل، وبعمل التحريات دلت على قيامه بالانتحار، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتولى التحقيق.
محامي حلوان
وفي منطقة حلوان لم يتوقع "ع. ع."، في منتصف العقد الرابع من عمره، أن حياته تنتهي بهذا المشهد المأساوى، حينما أقدم على ابتكار مشنقة ليتخلص من أزمته النفسية التي كان يمر بها، بعدما استحضر سلك دش، وقام بربطه في شباك ألوميتال، داخل غرفته فى الشقة التى يقيم فيها، أنهى حياته في غضون 40 دقيقة.
في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء الموافق 12 ديسمبر دخل شقيق "ع. ع." ليعرف ما هو به، فور مشاهدته يمر بأزمة نفسية. يقول شقيقه: دخلنا عليه أوضته لقيناه معلق من رقبته".. وانهمرت الدموع من عينيه على فراق شقيقه الذى لم يدرِ ما السبب الذى دفعه إلى ذلك: "لو أشد الأسباب بس فيه حلول على المصاعب"، وسرعان ما حمله على ذراعيه وهو بين الحياة والموت؛ ليتوجه به إلى مستشفى النصر التابعة لحلوان، ويحاول إسعافه، إلا أنه فارق الحياة فور وصوله.
مدرس الدقهلية
لم يجد محمد، في العقد الخامس من عمره، ملجأ للهروب من الخلافات العائلية مع زوجته، التى ظلت لفترات طويلة، سوى الانتحار، حينما ألقى بنفسه في مياه البحر الصغير بمنية النصر. بدأت الواقعة المأساوية بتلقى اللواء محمد حجي مدير أمن الدقهلية إخطارا من إدارة النجدة، يفيد بغرق "محمد م. ن." 51 سنة مدرس مقيم بميت طريف، حيث عثر على جثته بمياه البحر الصغير بمنية النصر، وبسؤال أصدقائه أكدوا أن الغريق كان يعاني من خلافات مع زوجته وانفصاله عنها وعدم رؤيته لأولاده، وظل فى عزلة لفترة طويلة.
وتمكنت قوات الإنقاذ النهرى من انتشال جثته بعد عدة ساعات، وتم نقلها إلى مستشفى منية النصر، وتحرر محضر بالواقعة.