جريمة جديدة في الحي الشعبي، أمس الأحد، بطلها دكتور مغمور قتله "الاكتئاب" بعد إقدامه بشنق نفسه داخل شقته في الطابق الثاني داخل العقار رقم (1) بمنطقة بولاق الدكرور، - حسب رواية الشهود -، دكتور وائل 40 عامًا طيب السمعة، المتفائل دائماً الميسور الحال، نظرًا لطبيعة عمله كطبيب بيطري، وعلاقاته مع أصحاب الطبقة الراقية، ولكن سرعان ما تبدل الحال فغلبه شيطانه، وأقدم على الانتحار أكثر من مرة، بعد أن نصب علية في تحويشة عمره وضياع حلمه، وأصبح الاكتئاب صديقه الجديد الذي ساقه إلى المستشفى لتلقي العلاج، بعد أن كان طبيبا أصبح مريض، وهو ما لم يتحمله فقتل نفسه بالانتحار شنقًا.
" أهل مصر".. انتقل إلى مسرح الجريمة ليسرد شهود العيان تفاصيل الواقعة، في البداية قال "علي"، حارس العقار شاهد على الواقعة: "إنه في عصر يوم الأحد أمس، روحت جبت أولاد الدكتور وائل من المدرسة، وأنا وراجع قابلت والدتهم قدام باب العمارة، وكان معها أنبوبة بوتاجاز، فقالت لي طلعها فوق في مطبخ الشقة، وفعلاً طلعتها ودخلتها المطبخ، وبعد ذلك خرجت من المطبخ وسمعتها تصرخ وتلطم وتقول:" شنقت نفسك قتلت نفسك"، فبعد ذلك نظرت حولي رأيت جثة الدكتور وائل متعلقة في سقف الشقة بحبل، وبعد ما سمع السكان صوت الصراخ جاءوا إلى الشقة وانفزعوا من المنظر الذي رأوه، وأمروني أن أفك الحبل من رقبة القتيل ولكني رفضت ونزلت من الشقة".
اقرأ أيضاً..ننشر أقوال زوجة الطبيب المنتحر في بولاق الدكرور
فيما قال عيد، 50عاماً، صاحب العقار، وأحد شهود العيان، لـ"أهل مصر"، إن الدكتور "وائل" يقيم عندي منذ 5 سنين، ومن أفضل وأطيب السكان الذي جاءوا ليسكنوا بالعقار، وكان يتردد عليّ مراراً وتكراراً داخل المحل كل يوم جمعة، و في فترة معية من الزمن، تغيرت معاملته وأخلاقه تماماً عن الأول، وبقى يمشي في قمة التكبر ، ولكن جاء في يوم من الأيام، يزورني في المحل وهو يشكي لي حاله، ويقول: في ناس نصبت عليّ في شغل وقالولي سيبك من العيادة بتاعتك، وإذا كانت العيادة هتكسبك ألف ولا اثنين، أحنا هنكسبك عشرة، بس الشغل محتاج سكارتيرية، وفلوس كتير وعربية مرسيدس، عشان الشغل اللي جاي ممكن هيوصلك لدرجة وزير.
ويستطرد عيد حديثه: بعد ما نصبت عليه الناس التي كان يتعامل معها، تدهورت حياة الدكتور وائل، وترك العيادة، وأخذ يتعاطى المواد المخدرة بشتى أنواعها، ولكن زوجته لم تتركه بتلك الحالة واصطحبته إلى المصحة النفسية وكثير من أطباء النفس، ما دفعه إلى عدم تحمل مرضه، ونشوب خلافات بينه وبين زوجته.
وأشار الشاهد إلى أن المجني علية، كان مبسوط ماديًا، وكانت عيادته البيطرية دائمة العمل، وكان يزورها أصحاب الطبقة الراقية لمعالجة حيواناتهم، حتى في يوم من الأيام أجرى الدكتور وائل عملية جراحية لكلب، ملك أحد الممثلين داخل المحل تبعي، فلما سألته عن سعر تكلفة تلك العملية، قال لي أن تكلفة تلك العملية 10 ألاف جنيه، وهذا ما يدل على أنه كان مبسوط مادياً ولا يحتاج لأحد.
بينما أدلت زوجة الأستاذ بكلية الطب البيطري، بأقوالها أمام نيابة بولاق الدكرور، الاثنين، قائلةً:" زوجي كان بيعاني من مرض نفسي بقاله 4 سنوات، بسبب ضغوطات الحياة اللي عليه، وقعت فترة يتعالج داخل بعض المستشفيات ولكن ما تحسنش، وأن الفترة الماضية حاول أن ينتحر أكتر من مرة بكل الطرق، كان أخرها من 10 أيام، كان عاوز يموت نفسه وتناول أقراصًا مخدرة أفقدته الوعي، وأنقذناه بعد ما نقلناه معهد السموم، ويوم الواقعة، سيبته ونزلت لشغلي وما عرفش أنه هيموت نفسه.
واختتمت: "رجعت من شغلي إلى المنزل، وبفتح الباب لقيته شانق نفسه بحبل، ومتعلق من رقبته، ومثبت بجنش حديدي في الصالة، حاولت ألحقه ولكن كانت روحه فارقت الحياة".
تعود تفاصيل الواقعة بتلقي الرائد محمد الجوهري بلاغًا من الأهالي بوجود متوفي داخل أحد الشقق بشارع الأربعين، وانتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة وعثر على جثة طبيب بيطري وحول رقبته حبل، وبعمل التحريات دلت على قيامه بالانتحار بسبب مروره بحالة اكتئاب، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتولى التحقيق.