اعلان

"الكنيسة فين يا عماد".. هكذا أعطى الرئيس درسًا في تجديد الخطاب الديني: على خطى مبادئ الإسلام

الرئيس عبد الفتاح السيسي

"الكنيسة فين يا عماد".. هكذا جاء توجيه الرئيس عبدالفتاح السيسي، واهتمامه ببناء كنيسة، لتكون دورًا للعبادة في مشروع أهالينا 1، وهو التوجيه الذي يعبر عن اهتمام الرئيس بحرية العبادة والأديان، والذي يتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي، فالمجتمع الإسلامي مجتمع له أحكامه وآدابه ودستوره الذي وضعه، لتشريعاته وتوجيهاته في كافة شؤون الحياة للمنتسبين إليه، في الوقت الذي وضع فيه مبادئ وأسس لجميع العناصر التي تعيش في داخله، وهي تدين بدين آخر غير الإسلام، وأعلا من مبدأي التسامح وحرية العبادة.

ونستعرض من خلال التقرير التالي بعضًا من صور التسامح التي كفلها الإسلام لأصحاب الديانات الأخرى..

حرية العبادة:

أكد الإسلام على مبدأ حرية الاعتقاد والتعبد، فلكل ذي دين دينه ومذهبه، لا يجبر على تركه إلى غيره، ولا يضغط عليه أي ضغط ليتحول منه إلى الإسلام، وأوضح القرآن الكريم هذا المبدأ، في العديد من الآيات القرآنية منها قوله تعالى "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ" وقوله أيضًا "أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ" وقوله أيضًا "لكم دينكم ولي دين".

ممارسة الشعائر والحفاظ عليها:

كما صان الإسلام لغير المسلمين معابدَهم، والأماكن التي خُصصت لآداء الشعائر والعبادات من كنائس ومعابد وصوامع، ورعى حرمة شعائرهم وممارستها، بل إن الإسلام ضرب أروع الأمثلة في التسامح حينما جعل القرآن من أسباب الإذن في القتال حماية حرية ودور العبادة، وهذا ما جاء في قوله تعالي "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ* الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".

حماية الدماء والأبدان والأعراض:

فجعل الإسلام لهم حق الحماية لدمائهم وأنفسهم وأبدانهم، كما تضمن هذا المبدأ حماية أموالهم وأعراضهم، فدماؤهم وأنفسهم معصومة باتفاق المسلمين، وقتلهم حرام بالإجماع، بل يعد كبيرة من الكبائر التي تحرم الشخص من رائحة الجنة يقول النبي صلى الله عليه وسلم "مَن قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا"

دار الإفتاء الإسلام يدعو إلى نشر التسامح والعيش المشترك بين الجميع

في اليوم العالمي للتسامح أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، على هذا المبدأ الأصيل من مبادي الإسلام، وقال إن الإسلام دين التسامح والرحمة، وأنه يدعو دائمًا إلى العيش المشترك والحوار مع الآخر باعتبار الحوار واجب دينى وضرورة إنسانية، وأن التعدد والتنوع دليل على قدرة الله تعالى وحكمته، مصداقا لقول المولى عز وجل "ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين".

وأضاف مفتي الديار، أن الدين الإسلامي يحترم التعدد والتنوع، حيث نبهنا المولى عز وجل، إلى ذلك في قوله تعالى "وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ" مشددًا على أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وخلفاءه الراشدين احترموا هذا التعدد والتنوع، ونظروا إليه نظرة تقدير واحترام.

وأشار، إلى أن الإسلام يؤكد على وحدة البشرية، وإن تعددت شرائعهم، وأن الله أمر رسوله بالإيمان بالرسالات السابقة، يقول الحق في كتابه "قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ".

وأوضح، أن التسامح الديني والحوار والعيش المشترك بين أتباع الأديان، ينبغي أن يكون أساسًا في الانسجام واستيعاب الاختلاف وتحييد أسباب الصراع، ليتحوّل الاختلاف إلى ثراء وليس إلى عداء.

ولفت مفتي الجمهورية، إلى أن أهم الحلول لنشر التسامح الديني والعيش المشترك، تكمن في تشجيع الخطاب الديني المعتدل والموضوعي، ويصاحبه النوايا الصادقة في نشر السلام، بالإضافة إلى الفهم العميق للآخر، وأهمية الإيمان بالشراكة الحضارية، وأن يكون الحوار ملمًا بالجوانب السياسية والفكرية والفنون والرياضة، مؤكدًا أن تلك الحلول من الممكن أن تساعد في نشر ثقافة التسامح والسلام والعيش المشترك.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً