أكد الدكتور فاروق الباز أن عملية الإصلاح التعليمي في مصر تتم خطوة بخطوة، وطالب بضرورة وقوف الجميع خلف منظومة التعليم الجديدة في مصر ودعمها للنهوض بالأجيال القادمة والارتقاء بمداركهم ومستواهم الفكري.
جاء ذلك خلال جلسة "اسأل الخبراء" التي عقدت في ختام اليوم الأول من مؤتمر "مصر تستطيع بالتعليم"، الذي تنظمه وزارة الهجرة بمدينة الغردقة، والتي شارك فيها كل من الدكتور فاروق الباز العالم المصري الكبير، والمهندس الكبير هاني عازر خبير المواصلات العالمي في المانيا، والدكتور وجيه المراغي أستاذ ومدير مركز نظم التصنيع الذكية في كلية الهندسة بجامعة ويندسور الكندية، والدكتورة هدى المراغي عميد كلية الهندسة بجامعة وندسور الكندية أيضًا، والدكتورة هدى أبو شادي عضو المجلس التخصصي للتعليم.
ومن جانبه، قال المهندس هاني عازر، إنه يجب التنسيق بين خريجي أقسام التعليم الفني وحجم المصانع وما تنتجه، لافتًا إلى أنه لا يجوز أن القيام بنقل التجارب التي يتم تطبيقها وثبت نجاحها في الدول المتقدمة دون الأخذ في الاعتبار اختلاف البيئة والثقافة.
وأضاف "عازر"، أن 45% من العاملين في ألمانيا من خريجي التعليم الفني ويعيشون في وضع اجتماعي متميز، موضحًا أن ألمانيا تحتاج حاليًا إلى خبرة خريجي التعليم الفني بشرط دخولهم إلى البلاد بطريقة شرعية.
وأوضح المهندس فيكتور رزق الله عضو المجلس الاستشاري الرئاسي لكبار علماء وخبراء مصر، أن التعليم الفني الجديد يجب تطويره ليواكب التحديثات التي تشهدها كل مناحي الحياة في العالم وليس مصر، خاصة أن العالم أصبح قرية صغيرة وعملية التحديث تستمر ليس على مدار السنة ولكن على مدار الساعة، لذلك يجب إحداث ثورة في تلك المناهج وزيادة التطبيقات العملية وتقليل الجانب النظري.
من جانبها، طالبت هدى أبو شادي عضو المجلس التخصصي للتعليم، بضرورة عودة الانضباط الأخلاقي والإنساني لحياة المصريين، معتبرة أن هذا الانضباط يمثل البداية الحقيقية لتحسين كل مناحي الحياة في مصر.
وأكدت الدكتورة هدى المراغي عميد كلية الهندسة بجامعة وندسور الكندية، أن التعليم الفني يفتقد إلى الفرص الجيدة والمصانع الصغيرة والمتوسطة التي يمكنها استيعاب مثل تلك الكفاءات، ومن الضروري أن يسهم رجال الأعمال والصناعة في توفير فرص لتدريب الخريجين من التعليم الفني.
وأشادت "هدى" بتجربة محافظ البحر الأحمر في تقديم الوجبات الساخنة لمدارس التعليم الأساسي، قائئلة: إنه نوع من أنواع التكافل الاجتماعي كما أنه يسهم في منع التسرب التعليمي.
وتابعت: أن جامعة القاهرة قامت بتأسيس أول مركز للنانو تكنولوجي منذ عشر سنوات، وقالت: "نحن لدينا أبحاث ذات قيمة عالمية ولكننا نفتقد إلى أساليب التسويق"، مشيرة إلى أن المعرفة والمهارات من أهم عناصر تطوير العملية التعليمية.
وكانت وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، قد افتتحت اليوم مؤتمر "مصر تستطيع بالتعليم" بمدينة الغردقة بمشاركة عدد من العلماء والخبراء المصريين المقيمين بالخارج والذين يعدون من أنبه الكفاءات المصرية في مجالات التعليم المختلفة.
ويأتي انعقاد مؤتمر "مصر تستطيع بالتعليم" تماشيا مع إعلان السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2019 عام التعليم، بما يعكس توجه الدولة المصرية للاستفادة من عقولنا المهاجرة بالخارج ضمن استراتيجية مصر لبناء الإنسان المصري، كما يهدف المؤتمر إلى دعم الجهود الحكومية لتطوير منظومة التعليم ما قبل الجامعي والجامعي وكذلك التعليم الفني لتلبية الاحتياجات المحلية والدولية لسوق العمل، إضافة إلى بحث جهود تأهيل المعلم ورفع المستوى المهني وكذلك آليات النشر العلمي ودور خبرائنا بالخارج في دعم ترتيب الجامعات المصرية دوليًا.
الجدير بالذكر، أن وزارة الهجرة تخلق من خلال سلسلة مؤتمرات "مصر تستطيع" منفذا ومناخا استيعابيا للعقول المصرية المهاجرة في مجال التعليم والبحث العلمي والتعليم الفني لتعظيم الاستفادة ودمج خبراتهم ضمن استراتيجية مصر لتطوير المنظومة التعليمية.