كانت الانطلاقة الأولى في عام 1933 حينما بزغت شمس كلية اللغة العربية على عالمنا العربي لتزيد اللغة العربية إشراقًا.
تمتعت جامعة الأزهر دون غيرها من الجامعات الأخرى بأنها الأولى من نوعها في العناية باللغة العربية وآدابها، ففي البداية كان الأمر مقتصرًا على تدريس اللغة العربية وآدابها في صحن الجامع الأهر وأورقته العلمية شأنها في ذلك شأن العلوم الشرعية والدنيوية من الطب والفلسفة والمنطق والتاريخ والفلك.
وفي عام 1927 شُكلت لجنة لوضع مسودة تشتمل على قوانين إنشاء كلية للغة العربية، وكانت اللجنة وقتها تتكون من قامات في عالم اللغة والعلوم الشرعية منهم على سبيل المثال،عبد الفتاح صبري، محمد بهي الدين بركات، أحمد هارون، محمد عاشور، محمد خالد حسنين بك، يرأسها الإمام الأكبر الشيخ «محمد مصطفى المراغي»، وأصدرت قانونها الجديد في الثامن عشر من أكتوبر لعام 1928م.
وكان الأمر وقتها لا يقتصر على إنشاء كلية للغة العربية فقط، ولكن امتد الأمر لإنشاء كليتي الشريعة والقانون وأصول الدين، وفي عام 1933 كان افتتاح كلية اللغة العربية بحضور الملك فؤاد الأول، وقد استقبله الشيخ محمد مصطفى المراغي والشيخ إبراهيم حمروش أول شيخ لكلية اللغة العربية، وقد أطلق اسمه فيما بعد على القاعة الرئيسية منذ إنشائها.
لاحقا أقيمت الدراسة في كلية اللغة العربية بالقاهرة في مبناها بحي «البراموني»، ثم انتقلت إلي حي «الأزهر الشريف» في مبناها الحالي بـ«الدراسة»، وكان المشرف على البناء مهندس إيطالي.
وفي عام 1961 وبعد صدور قانون تطوير الأزهر والذي بموجبه استحدثت عددًا من الكليات والأقسام العلمية، تم إنشاء قسم التاريخ والحضارة بكلية اللغة العربية لدراسة فروع علوم التاريخ والحضارة وكذلك أنشأت شعبة «الصحافة والإعلام» فأصبح بها شعب ثلاث بجانب قسم «التاريخ والحضارة» و«الشعبة العامة».
ويقوم النظام العلمي بكلية اللغة العربية على خطة ممنهجة عبارة عن إقامة مؤتمر سنوي للكلية ويتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية، بالإضافة إلى عقد ندوت علمية خلال السنة الدراسية لكل قسم من أقسام الكلية، وقد حفلت الكلية بعدد من الشخصيات البارزة والتي تولت بعضها مناصب داخل الكلية منهم على سبيل المثال الشيخ «إبراهيم حمروش» الشيخ «إبراهيم الجبالي» الشيخ «محمد محيي الدين عبد الحميد» الشيخ «محمد نايل أحمد» الدكتور «إبراهيم الهدهد» وغيرهم.
كما لا يُنسى أن كلية «اللغة العربية» قد خرج من كنفها الدكتور «علاء جانب» والذي حصل على لقب مسابقة «أمير الشعراء» والتي تقام كل عام في دولة الإمارات، وقد كانت ولا زالت كلية «اللغة العربية» منذ بدء العمل بها في أربعينيات القرن الماضي ميراثاً لغوياً وتراثاً لا يمكن التغاضي أو التغافل عن قيمته الحقيقية، فهو الصرح الذي ظل يخدم العربية وعلومها، وأمد المجتمع بشخصيات على قدر عالٍ من المعرفة بالعربية وآدابها ظلوا يساندونها ويقفون في ظهرها حتى وهي تقاوم الانهيار في مجتمع أصبحت «العربية» به لغة يتبرأ منها أصحابها في سبيل تعلم لغات الغرب.