على الرغم من أهمية الأدوية لعلاج المرضى إلا أنها تعتبر سلاح ذو حدين وبالتالي لا يجب تناولها دون التشخيص والإرشادات الطبية بالجرعات المناسبة وإلا انعكس ذلك على متناوليها بالضرر والتعرض لمشكلات جسدية وصحية خطيرة.
أكد الدكتور محمد عز العرب، رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، أن الأدوية سلاح ذو حدين، ويجب تناولها حسب الارشادات الطبية بالجرعة المناسبة في الوقت المناسب للمريض، وأن الأدوية مفيدة كعلاج للأمراض ولكن المشكلة الأساسية أن المريض يعيد استخدام الدواء من تلقاء نفسه ولفترات طويلة دون استشارة الطبيب المختص، وهذا يعتبر خطأ فادح لأن جسم الإنسان يتغير نتيجة مؤثرات عديدة كما أن توصيف الدواء للمرض الحالي يتغير.
وأوضح أن لدينا في مصر سوء استخدام للأدوية وتعتبر ظاهرة خطيرة للمصريين، وانتشاره بشكل كبير، والدليل على ذلك إمكانية صرف الأدوية من الصيدليات بدون الروشتات أو الوصفات الطبية وهذا لا يحدث في أي دولة في العالم، ويتسبب في مشكلات كبيرة.
وشدد عز العرب، على أهمية التشخيص الطبي السليم وألا يأتي سوى عن طريق الطبيب المختص، وتحديد كمية الأدوية التي ينبغي تناولها والمدة الزمنية لأخذ العلاج وأخيرًا المتابعة والاستشارة للاطمئنان على المريض ومعرفة تأثير الأدوية على جسمه هل هناك حساسية أو تفاعلات مضادة، لذا فالاستشارة بعد الكشف الطبي مهمة، وحذر من حدوث مشكلات صحية وأضرار خطيرة تأتي عند اللجوء لأطباء غير متخصصين وتحديد علاج وأدوية تُحدث أثار عكسية وسلبية بالجسم.
وأوضح أن هناك مطالب عديدة لوزارة الصحة بعدم صرف الأدوية إلا من خلال وصفة طبيبة أو روشتة موضح فيها الكمية والمدة الزمنية لتناول العلاج كما يحدث في دول الخارج، فالتأمين الصحي في الدول الناجحة لا يتم صرف عبوات الدواء كاملة ولكن يتم تفريغها على عبوات ويتم كتابة الكمية وكيفية تناولها والمدة الزمنية المحددة، وهذا المفترض تعميمه، مشيرًا إلى وجود خطأ في بيع الصيادلة للأدوية لأي مريض، ويمثل كارثة.
ونوه رئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، أن جميع الفئات العمرية عرضة لإصابة بالفشل الكبدي وأمراض الكبد المزمنة بسبب تناول الأدوية دون إشراف طبي، مطالبًا المواطنين بالتوعية، لأن الأدوية سلاح ذو حدين، لا يجب وضعها أمام الأطفال، وحفظها في أماكن خاصة حسب درجات الحفظ وتكون بعيدة عن الشمس، كما يجب الإشراف من جانب الطبيب والأهل خاصة في حالات الأطفال وكبار السن الذين ينسون مواعيد الدواء ويتناولونه أكثر من مرة، مؤكدًا على أنهم طالبوا أكثر من مرة كمنظمات مجتمع مدني تنظيم سوق صرف العلاج من الصيدليات.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور خليل إبراهيم، اخصائي باطنة وقلب، أن التشخيص الطبي السليم لا يأتي إلا من الطبيب المختص، وهناك مشكلة كبرى وهي لجوء المرضى لنفس الطبيب لعلاج مشكلات متعددة ويمكن أن يصرف طبيب علاج لمريض دون معرفة الحالة الصحية وأضرار هذه الأدوية على الجسم لعدم التخصص وبالتالي تحدث مضاعفات وأثار سلبية فمن الضروري اللجوء في بداية ظهور أعراض لمرض ما إلى الطبيب المختص لتحديد العلاج المناسب لطبيعة كل حالة صحية.
وطالب بأهمية تقنين صرف العلاج من الصيدليات بروشتات طبيبة وذلك لصالح ولخدمة المواطنين لمنع مشكلات صحية وخيمة لأن الصيدلي يصرف للمريض الأدوية بناء على تم سرده أعراض للمرض دون وجود كشف أو تشخيص طبي دقيق وبالتالي يمكن صرف أدوية تعالج مشكلة ما وتؤثر سلبيًا بحدوث مشكلات أخرى.
وعلى الجانب الأخر، أوضح هشام على، طبيب صيدلي، أنه لا يتم صرف أدوية في الصيدليات بدون الروشتات ولكن هناك بعض الصيدليات تسمح بتمرير الأدوية للمرضى عند حاجة المريض للدواء وعدم إمكانية زيارة الطبيب المختص ودفع مبالغ مالية وهذا خطأ ولكن ينظر إليه بعض الصيادلة على كونه عمل إنساني في المقام الأول.
وأشار إلى أن كبرى سلاسل الصيدليات تبيع الأدوية للمرضى بدون روشتات، وأوضح أن الصيدلي له الحق في صرف الوصفات الطبية للمرضى لأن هذا يعتبر قانوني ومصرح به.