استكمالاً لقضية مقتل جمال خاشقجي كشفت شبكة الـ"سي إن إن" البريطانية عن ما كتبه الصحفي السعودي جمال خاشقجي بمناسبة اليوم الوطني السعودي عبارة مبهمة على حسابه تويتر قال فيها " النحل يعشق وطنه ويزود عنه صدقاً وحقاً"، وخلال الأشهر التي قضاها في واشنطن كان جمال خاشقجي كثيرًا ما يشكو لمن حوله من اصدقائه من التعليقات التي يرسلها له البعض و التي تحتوي على شتائم وألفاظ بذيئة يتلقاها على هاتفه الجوال، مستفتحاً بها صباحه كل يوم.
لم تكن تلك الرسائل البذيئة صادرة عن أشخاص معروفي الهوية، بل كانت تصل إليه من حسابات بأسماء وهمية على موقع تويتر، وهذه ظاهرة انتشرت في السنوات الأخيرة بالعديد من الدول لأغراض مختلفة.
أما في السعودية، فقد اشتهرت الظاهرة باسم "الذباب الإلكتروني"، ومن مهام هذا الجيش التشويش على الهاشتاجات المعارضة للحكومة السعودية.
نحل يقاوم الذباب
وقد تفاعل جمال خاشقجي مع "الذباب الإلكتروني" بـ"نحل إلكتروني"، وقد عرض الفكرة في البداية على صديقه عمر عبد العزيز المعارض السعودي المقيم في "مونتريال" بكندا، والفكرة كانت تشمل إنشاء جيش "النحل الإلكتروني"، الذي ستكون مهمته مقاومة ترهيب وتضليل "الذباب الإلكتروني" بأسلوب عقلاني وأخلاقي.
دعمه للنحل أدى إلى تصفيته
وقد ظهر عمر عبد العزيز في لقاء مع شبكة CNN الإخبارية، تحدث فيه عن دعم جمال خاشقجي مبادرة "النحل الإلكتروني"، حيث قام جمال خاشقجي بتحويل مبلغ مالي إلى عبد العزيز "5 آلاف دولار"، من أجل شراء شرائح هاتف كندية (SIM Cards) وإرسالها إلى الراغبين في التطوع والعمل معهم من داخل السعودية.
كان التواصل بين الرجلين يتم عبر رسائل نصية على تطبيق واتساب. لكن حسب ما توصل إليه بيل مارك زاك، الباحث بمختبر Citizen Lab التابع لجامعة تورونتو، فإن السلطات السعودية كانت قد تمكنت في وقت سابق، من اختراق هاتف عمر عبد العزيز بالتعاون مع شركة تقنية إسرائيلية.
وهو ما مكنها من التجسس على الرسائل المتبادلة بينه وبين جمال خاشقجي، هذا التعاون بين جمال خاشقجي وعمر شكل قلقاً للحكومة السعودية، ما دعاها إلى محاولة استدراج عمر إلى السعودية، لكنه رفض العرض الذي قُدِّم له، بالإضافة إلى أن كثيراً من المحللين والمتابعين لقضية جمال خاشقجي أصبحوا يعتقدون أن تعاونهما كان أحد أهم الأسباب التي دفعت السلطات السعودية لاستدراج جمال خاشقجي إلى إسطنبول وتصفيته.
جدير بالذكر أن السلطات السعودية كانت قد اعتقلت اثنين من أشقّاء عمر عبد العزيز، وعدد من أصدقائه قبل حادثة اغتيال جمال خاشقجي بعدة أسابيع.
.