يخرجن كل يوم من السابعة صباحًا ليستقلن الحافلة معًا وتبدأ الرحلة يوميًا إلى معبد «الإيبيت»، ليحملن على عاتقهن مهمة ترميم المعبد الذي يخرج للعالم في إبريل المقبل.
10 فتيات داخل المعبد الذي يقع داخل معبد الكرنك في محافظة الأقصر، كل منهن تحمل أدواتها وترتدي «البالطو الأبيض» وتعمل في همة ونشاط حتى تنتهي من مهام عملها اليومي، إنهن «مرممات معبد الإيبيت».
«الترميم يبدأ من الصعود للسقالة».. بهذه الجملة بدأت زينب عبد المحسن، مرممة آثار، حديثها لـ«أهل مصر» لتؤكد على الصعود للسقالة بشكل يومي حيث تستقل السقالة كل 4 فتيات تقريبا أو 5 بالتناوب لتبدأ رحلة العمل من السابعة وحتى الواحدة ظهرًا.
وتقول «زينب»: «أدواتنا بسيطة هي البالطو والكمامات والقفازات لنبدأ في أعمال التنظيف الكيميائي للنقوش الجدارية داخل المعبد الإيبيت، والمرممات عملهن دقيق جدًا ويحتاج إلى جهد وتركيز وسرعة ليخرج المعبد للنور وتسمح به الزيارة في إبريل المقبل».
وأضافت المرممة: «للرجال دور كبير أيضًا داخل معبد الإيبيت فالمرممون من الرجال يقومون بكسر المونة والعتالة ويحملوها خارج المعبد، فهم علمهم شاق أيضًا وزملاؤنا في العمل ويجمعنا حب الوطن والآثار المصرية، ولكن السيدات المصرية يعرف عنها أنها تسد وقت الأزمات».
وتلتقط مروة محسن، مرممة أيضًا أطراف الحديث من صديقتها قائلة: «حتى يوم الجمعة بنحب نكون موجودين لإن حبنا لمصر أقوى من أي شيء وحبنا لآثار بلدنا، وسمعة مصر أمام العالم بعد إعلان دكتور خالد العناني وزير الآثار عن استعداد المعبد لاستقبال الزوار في أبريل بالتزامن مع يوم التراث العالمي».
وعن المهام التي تم إنجازها، ترويها منى صلاح التي تشارك زملائها عملية الترميم قائلة: «قمنا بإزالة طبقة من السناج والألوان فهي عملية صعبة للغاية وكذلك تخلصنا من بقايا فضلات الطيور، واستخدمنا الأسلوب الكيميائي لإزالة اتساخات الأسطح الأثرية كما تخلصنا من جميع عوامل التلف».
ويقع معبد الإيبيت على المحور الجنوبي من معبد أمون - رع بالكرنك ، وإلى الغرب من معبد خنسو، وطبقًا للمعتقدات الطيبية المرتبطة بالمعبودة «إيبت» فإن هذا المكان المقام به المعبد هو المكان الذى استراحت به المعبودة إيبت قبل أن تُعطى الحياة والولادة لابنها أوزوريس.
أما عن المعبودة الإيبيت فهي أُنثى فرس النهر الحميدة والتي تعد بمثابة المعبودة المُغذية والواقية، حيث ذُكر بنصوص الأهرام، أن الملك رضع من ثدييها لدرجة أنه «لم يعطش ولم يجوع إلى الأبد»، وأُطلق عليها بتلك البرديات التى تعود إلى عصور متأخرة بأنها «سيدة الحماية السحرية».
وتضمنت الأعمال ترميم وتنظيف الحوائط وتثبيت الألوان وإزالة السناج وعمل أرضيات جديدة لتمهيد طريق الزيارة، وإعادة تركيب بعض البلوكات الحجرية التي تساقطت عبر الزمان.