جوزيه مورينيو.. حكاية الإقالتين في 3 مدن وديسمبر الأسود

في لحظة مفاجأة أعلن نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، أمس الثلاثاء، إقالة مديره الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، بسبب سوء النتائج التي يقدمها مع الشياطين الحمر في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، والصعوبة البالغة في عبور لدور الـ16 من دوري أبطال أوروبا.

يعاني مورينيو من مشكلة تتعلق بالاستمرارية مع الفريق الذي يدربه، ويبدو عاجزًا عن إرساء علاقة قوية ومستديمة، وقد غادر آخر مدينتين تولى فيهما التدريب بصورة فظيعة لا يتحملها أي مدرب في العالم، ويعد آخر عامين ونصف في مانشستر يونايتد استمرارًا لهذا الخط الذي سار عليه مع كل من ريـال مدريد الإسباني، وتشيلسي الإنجليزي.

تعد إقالة مورينيو ورحيله عن " أولد ترافورد" الثانية على التوالي التي تأتي في توقيت عصيب بالنسبة له، ويضع مستقبل المدرب البرتغالي المخضرم في مهب الريح، ويغادر بطل دوري الأبطال مرتين اليونايتد في موقف شبيه بذلك الذي أدى لرحيله عن تشيلسي في 2015، وبنفس مرارة الفشل بلغة الألقاب الذي جعله يتخذ قراره بالخروج من ملعب سانتياجو برنابيو.

- الفشل

إذا أردنا أن نعرف ما هو الفشل فعلينا أولًا أن ندرك ما هو النجاح لأنهما متناقضين وتعريفيهما صور عكسية لكل واحد منهما مع الآخر، فالفشل يتناسب تناسبًا عكسيًا مع النجاح، فالتفوق موجود في حياتنا اليومية ونعيشه كل يوم بل عدة مرات في اليوم، وكذلك الفشل والنجاح أشبه بالتوفيق والفشل بعدم التوفيق ولا نستطيع أن نقيس مدى النجاح والفشل أو نحدد معاييرها فالنجاح كالسناء يلمع في الظلام، لذلك لا يزال مورينيو يحمل نفس العبء الذي لطالما أثقل ظهره، وهي عدم تحقيق التطلعات المطلوبة، من قبل إدارة الفريق الذي يدربه، فقد كان أمامه هدفان في ريـال مدريد، وهما إحضار لقب الشامبيونزليج، العاشر للعاصمة الإسبانية، وكسر هيمنة برشلونة تحت قيادة بيب جوارديولا وقتها، وقد نجح فقط في الهدف الثاني.

وخلال فترته مع الميرينجي، حصد الدوري الإسباني، وكأس الملك، وكأس السوبر الإسباني، جميع هذه البطولات مرة واحدة فقط، ووصل البرتغالي بريـال مدريد إلى نصف نهائي دوري الأبطال حيث تعرض للإقصاء ثلاث مرات على يد برشلونة، وبايرن ميونخ وبروسيا دورتموند الألمانيين، وترك انطباعات سلبية لدى اللاعبين والجمهور، ومخلفًا مؤمنين بقضيته وكارهين لمسيرته، وفي لحظة أيضًا تمنى مورينيو أن الأرض تفتح فمها وتبتلعه، أعلن فلورنتينو بيريز، رئيس نادي ريـال مدريد، رحيل مورينيو بالتراضي في 2013، ليستفيد من سابق فوزه بـ"ذات الأذنين"، مع بورتو البرتغالي، وميلان الإيطالي، كي يتولى مسئولية تشيلسي الذي حقق معه لقب البريميرليج مرتين، والذي دائمًا ما يتحدث عنهم في الإعلام.

واحتفظ البلوز، بخدمات المدرب البرتغالي وسط سعي شخصي من رومان أبراموفيتش، رئيس النادي، والذي رد السبيشال ون، الجميل له بحصد لقب الدوري الإنجليزي للمرة الثالثة في ثاني مواسمه بملعب ستامفورد بريدج، وهو انتصار شخصي ورسالة للريـال الذي كان على وشك ملاقاته في نصف نهائي دوري الأبطال في لشبونة موسم 2014.

وبينما كان مورينيو يثبت أقدامه على عرش الكبار، وينظر إلى كرسي المجد، بكل فخر ويقول له " قادم لك بسرعة الصاروخ"، يتطلع في ثالث مواسمه مع فريق العاصمة البريطانية لتحقيق البريميرليج بعد ستة أعوام، خرجت الأمور عن سيطرته، فقد حقق فريق جنوب غربي لندن أسوأ انطلاقة له منذ 37 عامًا، وانتابته تسع هزائم في 16 جولة بالدوري، وبعدها بأشهر معدودة ورغم تجديد عقد البرتغالي حتى 2019 ، قررت إدارة البلوز توقيع أوراق إبعاده عن النادي، في 17 ديسمبر 2018، ويعد شهر ديسمبر الأسود في تاريخ مورينيو، نظرًا لإقالته من ناديين مخلفيين.

ويمكننا القول أن مورينيو محظوظ في إقالته دائمًا للسبب واحد وهو دفع الغرامة المالية على النادي، ولذلك اضطر الفريق اللندني لدفع تعويض بقيمة 9.5 مليون يورو للمدرب، فضلًا عن تكلفة استقدام الإيطالي أنطونيو كونتي، الذي أنسى الجميع آلام هذه الفترة بنجاحاته.

إقالة مورينيو الأولى

وبعد رحيله كفائز على بورتو، وإنتر ميلان، وعلى نحو مثير للجدل عن تشيلسي في فترته الأولى، رسميًا كان مورينيو وللمرة الأولى مُقالًا، وهنا جاءت فرصة مانشستر يونايتد، الذي كان يبحث عن استعادة أمجاد المدرب الأسطوري له السير أليكس فيرجسون، وخلال المؤتمر الصحفي الأول له في مانشستر، صرح مورينيو قائلًا: " هذه ليست وظيفة أحلامي هذا واقع، أنا مدرب لمانشستر يونايتد، والواقع أن العديد من المدربين يرغبون في هذا المنصب.. هناك بعض المدربين آخر مرة حققوا بها بطولة قبل 10 سنوات أو لم يحققوا أبدا، وأنا حققت بطولة منذ عام واحد وعلي أن أثبت نفسي لذا تخيلوا الآخرين، وأعلم حجم المسئولية والتوقعات، أعرف مقدار الإرث وما حدث قبل مجيئي، أدرك جيدا التاريخ وما ينتظره الجمهور مني، لا يجعلني التحدي أشعر بالعصبية لأن تاريخي هو التعايش مع التوقعات في الفرق الكبرى".

في صباح الثلاثاء 18 ديسمبر، وبعد عامين ونصف، أعلن موقع مانشستر يونايتد الرسمي أن " مورينيو يرحل عن اليونايتد"، لكن لم تذكر كلمة إقالة لتنتهي علاقة حقق خلالها بطولتين هما الدوري الأوروبي، وكأس الرابطة.

وكشفت تقارير صحفية أمريكية، عن إمكانية خوض المدير الفني البرتغالي تجربة في الدوري الأمريكي للمحترفين، خاصة بعد أن أصبح الدوري الأمريكي جاذب للعديد من المدربين واللاعبين الكبار، والذين كان لهم نجاحات كبيرة في الملاعب الأوروبية، أبرزهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، والإنجليزي روني، وبجانب التقارير الصحفية، تفاعل العديد من مشجعي الأندية الأمريكية، وطالب البعض من أنديتهم التفاوض مع المدرب البرتغالي، خاصة في ظل حاجاتها لمدربين، ومن ضمن هذه الأندية، لوس أنجلوس جلاكسي، وأتلانتا وكولومبوس كرو.

وتربط جوزيه مورينيو بعض العلاقات القوية، مع بعض النجوم المتواجدين في الدوري الأمريكي حاليًا، والتي قد تساعد على انضمام البرتغالي للدوري الأمريكي خلال الفترة المقبلة، وتجمع مورينيو علاقة قوية بالنجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، بالإضافة إلى ديفيد بيكهام، مالك نادي ميامي المشترك، الذي سيتطلع قريبًا إلى اختيار مدرب كبير لفريقه، والأيام المقبلة قد تشهد اتصالات من جانب مسؤولي الأندية الأمريكية مع المدرب البرتغالي.

ووفقًا لما نشره موقع «mlssoccer» الأمريكي، في تقريره الذي نشره اليوم الأربعاء، أكد خلاله أن مورينيو يتمنى التدريب في الدوري الأمريكي، في يوم من الأيام، وبعد إقالته من تدريب مانشستر يونايتد يبدو أن هذا اليوم أقترب، وأن المدرب البرتغالي قد يبتعد عن الدوريات الأوروبية في المرحلة المقبلة، ويبدأ تجربة جديدة ومختلفة في الدوري الأمريكي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً