اعلان

"الثمرة المباركة".. الزيتون مصدر لقمة العيش لأهالي الفيوم.. عم رمضان: "ولدت بين أشجارها وتعلمت زراعتها".. والشجرة الواحدة تطرح ثمار لمدة 35 عاما.. صور

ألهمت الثمرة المباركة وتعدد مواضع ذكرها بالقرآن الكريم، أهالي قرية فانوس بمحافظة الفيوم، لإيجاد فرص عمل جديدة، والقضاء على البطالة وتحقيق أرباح طائلة للصغار والكبار.

ذُكر في القرآن الكريم ست مرات في خمس سور مختلفة، وتعددت الأحاديث النبوية حول فوائده ومباركته، فإهتم أهالي قرية "فانوس" التابعة لمركز طامية بالفيوم، بزراعته وإنتاج آلاف الأطنان منه سنويًا، خصوصًا أنّ أشجاره مُعمرة ودائمة الخُضرة وتطرح الثمار لعشرات السنوات.

ومع قدوم فصل الشتاء، يتسابق أهالي القرية لجني "الزيتون" تلك "الثمرة المباركة" التي تُدر أرباحًا هائلة على العاملون فيه بدءًا من زراعته وحتى حصاده، حيثُ تحتاج إلى عدد كبير من العمالة على مدار العام، بالإضافة إلى حاجته إلى عدد كبير من العمال لعصره واستخراج الزيت منه، وتعبئته تمهيدًا لبيعها.

"أهل مصر" التقت محمد عيد محمد (30 عامًا)، الذي يعمل مُشرف عُمّال بإحدى مزارع الزيتون بفانوس، خلفًا لوالده الذي كان يعمل قبله، مؤكدًا أنّه نشأ في مزارع الزيتون منذ طفولته برفقة أبيه، لذلك فهو يفهم جيدًا طرق زراعة أشجار الزيتون ورعايتها حتى الوصول إلى جني أكبر كمية من الثمار منه، موضحًا أنّ رحلة "الزيتون" تبدأ في شهر فبراير وتنتهي في شهر يناير من كل عام.

وأشار إلى أنّه يكون سعيدًا جدًا بتوفير فرص عمل للشباب وأحيانًا الرجال أرباب الأسر على مدار العام، فهو يحتاج إلى عمالة دائمة معه على مدار العام لغرس الأشجار وتقليمها ومنحها السماد اللازمة، وتوفير الري في مواعيده اللازمة، ويتراوح عدد العمالة الدائمة لديه من 25 إلى 30 شخصًا، بالإضافة إلى العمالة المؤقتة التي يستعين بها خلال جني ثمار الزيتون مثل هذه الفترة، ويتجاوز عددهم المائة شخص يوميًا لجني ثمار الزيتون على مساحة 200 فدان في وقت قصير، بالإضافة إلى عمال فرز الثمار وتعبئته وتحميله في السيارات.

وكشف أنها فعلًا ثمرة مباركة، فهي باب رزق للكبير والصغير بالقرية، موضحًا أنّه يقوم باستئجار عمال يوميًا لحصاد ثمار الزيتون يحصل كل شخص منهم على (2 جنيهًا) مقابل كل كيلو زيتون يقوم بحصاده، وتتفاوت يوميتهم حسب قدرة كل شخص وسرعته في جني الثمار، فمنهم من يحصل على 100 جنيهًا يوميًا ومنهم من يحصل على مبالغ أكبر تصل إلى 250 جنيهًا.

وفي سياق متصل، بيّن رمضان سيد أحد العمال الدائمين بالمزرعة، في حديثه لـ"أهل مصر"، أنّ أنواع الزيتون التي يقومون بإنتاجها هي "العجيزي، والبكوال، والتفاحي، والمراقي، والكلاماتا، والدولسي، والكرواتينا، والعقص) يُباع منها الأنواع التي يتم تخليلها، أمّا الأنواع التي تُنتج الزيت يتم إرسالها إلى معصرة زيتون تستخرج من الزيت ويتم تكريره وتعبئته في زجاجات، ثم يتم طرحه في الأسواق، كاشفًا أنّ "زيتون المائدة" الذي يتم تناوله مخللًا يتم بيعه للتجار قبل حصاده من على الأشجار بـ 8 جنيهات للكيلو الواحد، لكن التاجر يبيعه أغلى من ذلك للمستهلك.

ولفت "رمضان" إلى أنّ ثمار الزيتون التي يتم عصرها واستخراج الزيت منها، يتم تركها على الأشجار وحصادها في نهاية شهر ديسمبر، حتى تصل إلى أكبر حجم لها، ويتغير لونها الخارجي ويُصبح داكن اللون، أمّا "زيتون المائدة" يتم قطفه عندما يكون لونها أخضر مصفر قبل أن تبدأ في مرحلة التلوين، وقبل زيادة نسبة الزيت فيها.

وكشف أنّ من يعمل في زراعة الزيتون لا يخسر أبدًا، فحتى الأشجار التي تُصاب بالأمراض أو التي لا تطرح، بل يتم بيعها لمكامير الفحم، أمّا أخشاب الأشجار التي توقفت عن طرح الثمار بعد عشرات الأعوام يتم بيعها لمُصنعي الأثاث والفنانون ويتم تصنيع التحف الفخمة منها، حتى أنّ مخلفات عصر الزيتون يتم بيعها لمصانع الصابون التي تستخدم مادة البيرين الناتجة من عصر الزيتون في صناعاتها.

على جانب آخر، قال عادل محمود "عامل دائم" بمزرعة الزيتون" لـ"أهل مصر"، أنّه الزيتون يمر بعدة مراحل حتى يصل لمرحلته الأخيرة وهي "الحصاد" مؤكدًا أنّه يجب تمهيد الأرض أولًا وحرثها، والتأكد من وجود مصدر ماء دائم ومُقرب من الأرض لضمان توافر الري الدائم لها دائمًا، ثم اختيار أنواع الأشجار الجيدة، والتأكد من أنواعها المختلفة، والحرص على عدم التعرض ضحية للنصب من قبل المشاتل التي تبيع أنواعًا غير جيدة.

ولفت"محمود" إلى أنّه بعد ذلك يتم زراعة الشتلات في موسم الربيع لأنّ الجو وقتها يساعد على النمو الخضري للأشجار، وبعد 5 أعوام من زراعة الشتلة يبدأ الطرح الفعلي لها، وتظل الشجرة الواحدة تطرح ثمارها لمدة تتراوح بين 20 إلى 35 عامًا، ثم يتم اقتلاعها وزراعة شجيرة جديدة مكانها. 

نقلا عن العدد الورقي.            

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً