تتشابه إلى حد كبير ثورتي 20 يناير والثورة السودانية التي بدأت شرارتها الاربعاء الماضي في عدة مدن سودانية أهمها مدينة "عطبرة"، فمصر كانت دائماً الأولى في كل شئ في محاربة الفساد أوالظلم أوالتحرك نحو مصالح شعبها و كدعمها في ذلك جيشها الباسل الذي وقف دائماً مع الشعب في وجه أي معتدى أو ظالم.
ولقد عاب النظام السوداني كثيراً بدعم من تركيا وقطر على تعامل شعوب الربيع العربي مع ثوراتها،خاصة الثورة المصرية لكنهم يستخدمون الآن اقسى درجات العنف في دولتهم للحفاظ على دولة "الكيزان الإخوانية"، وهذا يظهر من تلاعب بأيديه في الثورة المصرية حيث أن بعض الأحداث التي حصلت حتى أستولى الاخوان علي حكم مصر تؤكد أنهم من تلاعبوا في الثورة المصرية لتخريبها.
1-فتح السجون:
في مصر:
ظل لغز فتح السجون في ثورة 25 يناير لغزاً حتى تم اكتشافه بعد حكم الاخوان لمصر الذي لم يظل سوى عاماً واحداً كاد أن يضيع مصر لولا وقوف الجيش المصري في وجههم وساندوا في ذلك الشعب المصري الذي يعي خطر الجماعة الإرهابية على مستقبل الوطن، وقد كشفت أسرار فتح السجون السجون المصرية بعد القبض على المعزول محمد مرسي الذي أخرجته الجماعات الإرهابية أثناء الثورة يومي 28 و29 يناير، حيث تم اقتحام سجن وادي النطرون الذي كان محبوساً فيه الرئيس الحالي محمد مرسي وعدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وهربوا من داخل السجن بعد فتحه.
بعدما انهار جهاز الشرطة في 28 يناير، كما تعرضت سجون الفيوم والمرج وأبو زعبل ووادى النطرون تعرضت للاقتحام من عناصر مدربة عسكرياً، وتم تهريب 19 سيارة أمن مركزي إلى غزة، من بينها سيارة أحداث القصر العيني التي دهست الثوار.
-في السودان:
ومثل ماحدث في مصر يحدث الآن في السودان بأيادي الإخوان ايضاً لحماية مناصبهم وحماية مجرم الحرب المطلوب دولياً "عمر البشير" الرئيس السوداني الحالى الذي يستظل الإخوان تحت مظلته وحمايته، وقالت مصادر أن السجون فتحت اليوم في "أم درمان" و"دنقلا" و"عطبرة" لإخراج البلطجية للتعامل مع المتظهرين، ويأتي هذا تنفيذاً لما هدد به أحد ضباط الأمن السوداني التابع لقوات "الدعم السريع" الجيش الاخواني الموازي للجيش الوطني السوداني الذي يرفض مايحدث حيث قال رجل الأمن أنه في حال نزول الشعب السوداني إلى الشوارع سيقوم بإلباسهم طرح مثل "النسوان".
2-الشعب يريد إسقاط النظام:
شعار رفعته "الشعب يريد اسقاط النظام"، وكلاهما خرج لارتفاع الاسعار و الحالات الاقتصادية المتردية ولكن مصر استطاعت صناعة المجد مرة أخرى، عكس السودان التي مازالت تعاني من الفقر والجوع رغم الأموال التي تدخل لها إلا أن "الكيزان" –الاخوان المسلمين- يحصلون عليها لدعم إرهابهم في المنطقة.
3- من نظم المظاهرات:
كما في مصر أنهم الشباب، حيث لم يقف في الجانبين خلف الاحتجاجات أي حزب سياسي،وكشف الموقع أن الاحتجاجات خرجت لارتفاع الأسعار والأزمة المعيشية الطاحنة التي يعيشها الشعب السوداني، لكن في حقيقة الأمر أن تلك الاحتجاجات لها بعد سياسي حيث أن البشير وحزبه "المؤتمر الوطني" يتشبثان بالسلطة حيث أن من المفترض إن "عمر البشير" لا يحق له الترشح بعد عام 2020،وفقاً للدستور السوداني الجديد الذي ينص على أن الرئيس له فترتين فقط كل فترة 5 سنوات، لكن هناك معلومات تم تسريبها بأن حزب "البشير" الذي يسيطر على البرلمان السوداني سيقوم بتعديل الدستور قبل الانتخابات بفترة تسمح بتجديد الحكم للرئيس السوداني الحالي، ولقد علم الشعب بذلك لذا خرج على الحاكم.
4-حرق مقرات الحزب الحاكم:
في 28 يناير ألقى المتظاهرون زجاجات المولتوف على مقرات الحزب الوطني في مصر،وفي السودان أحرق المتظاهرون أيضاً مقر الحزب الحاكم حزب المؤتمر الوطني الاربعاء الماضي.
5-خطابات الفجر:
في مصر خرج الرئيس الأسبق حسني مبارك ليماشد المتظاهرون بضبط النفس لمنع عمليات التخريب فجر "جمعة الغضب" مؤكداً حينها أن الدولة على استعداد خفض الأسعار وإقالة الحكومة، إلا أن المخربين الذين تدخلوا في الثورة يوم 28 يناير اشعلوا الشرارة أكثر فأكثر لاعتلاء الاخوان الحكم بعد ذلك، وفجر اليوم ايضاً خرجت الحكومة السودانية ببيان بشأن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد خلال اليومين الماضيين رفضًا لتردي الأوضاع الاقتصادية، حيث شدد على أنها "لن تتسامح مع ممارسات التخريب، ولن تتهاون في حسم أي فوضى"، على خلفية الاحتجاجات التي اجتاحت عدة مدن، جاء ذلك في بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة، بشارة جمعة أرو، وزير الإعلام، في أول تصريح رسمي، حول الأحداث، ومنذ الأربعاء، تشهد مدن سودانية مظاهرات توسعت الخميس، رفضًا لتردي الأوضاع الاقتصادية، حرق على اثرها عدد من المقار الحكومية ودور للحزب المؤتمر الوطني الحاكم.
وقال ارو " تؤكد الحكومة أنها لن تتسامح مع ممارسات التخريب ولن تتهاون في حسم أي فوضي أوانتهاك للقانون"، مضيفًا "أن التخريب والاعتداء على الممتلكات واثارة الذعر والفوضى العامة أمر مرفوض ومستهجن ومخالف لصريح القانون".
وأشار إلى أن عدة مناطق في البلاد شهدت "مظاهرات احتجاجية على الأوضاع الاقتصادية تعاملت معها الشرطة بصورة حضارية، دون كبحها بحكم أن المواطنين يمارسون حقا دستورياً، وأن الازمة معلومة للحكومة وتعكف على معالجتها".
ولفت إلى أن المظاهرات السلمية انحرفت عن مسارها، وتحولت إلى نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير وحرق بعض مقار الشرطة بفعل من وصفهم "بالمندسين".
6- وقوف الجيش مع الشعب:
عقب "جمعة الغضب" المصرية بعد أن تعاملت الشرطة يوم 27 يناير بعنف مع المتظاهرين وفرضت الدولة حظر التجول، كسر المتظاهرون حالة الطوارئ وحظر التجول واحشدوا بقوة في ميدان التحرير وغيره من الميادين في المدن المصرية أشهرهم السويس وبورسعيد والاسكندرية، مما اضطر لنزول الجيش المصري النزول بعد هروب الشرطة المصرية خوفاً من غضب المتظاهرون الذين كانوا في هذا الوقت لديهم بعض الاحتقان منهم، حينها قرر الجيش المصري حماية المتظاهرون وكانت الهتافات تعلو في الميداين"الجيش والشعب أيد واحدة" وفي 30 يناير اعلن الجيش تضمنه بشكل غير رسمي مع مطالب الشعب المصري وحلقت الطائرات الحربية في سماء مصر يوم 30 يناير.
في السودان:
في شارع السينما بمدينة "عطبرة" كان الأمر مهيباً حيث صادف جمع من المتظاهرين مرور سيارة نصف نقل تحمل جنوداً تابعين لرئاسة سلاح المدفعية، أحاط المحتجون بها وهم يهتفون للجيش قائلين "الجيش معانا.. ما همانا"، ونادوا بإسقاط النظام،وقد رد عساكر سلاح المدفعية ردوا تحية المتظاهرين ولوحوا بأسلحتهم.
وعلّق أحد شهود العيان "هذا مشهد لم أراه منذ انتفاضة مارس 1985، وهو مشهد ينبغي ألا نمر عليه مرور الكرام فسنعود إليه لاحقا.
وهذه اللقطات تدل على تأييد القوات النظامية الضمني لمطالب المحتجين، خاصة أن هناك حالة من السخط تنتاب قادة وجنود الجيش السوداني بسبب التهميش الواقع عليهم واعتماد الحكومة بشكل كبير على قوات "الدعم السريع" المنتمين للإخوان بمنحها صلاحيات واسعة ورواتب مضاعفة مقارنة بمخصصات القوات النظامية، فهذا مما قد يجعل الجيش أقرب إلى الانضمام للمحتجين في الايام المقبلة وتسليم السلطة لحكومة انتقالية من الكفاءات على أن يرأسها أحد قادة الجيش.