تُشكل ظاهرة دخلاء المهنة من غير المتخصصين في الصيادلة، خطر كبير على صحة الإنسان، لعدم وجود دراية كافية للقائم بأعمال الصيدلي، بمدى فاعلية الدواء والمواد الداخلة فيه، والتفاعلات الكيميائية الممكن حدوثها عند تناول عدد من الأدوية في آن واحد، أو يؤثر في فتح باب للتلاعب بالأدوية المنتهية الصلاحية الموجودة في الصيدليات.
وأوضح مدحت علي، طبيب صيدلي، أن هناك عدد كبير من دخلاء المهنة في الصيدليات، يقومون بحالات عديدة من التلاعب، الذي يؤدي بدوره إلى التأثير على صحة المرضى والإضرار بهم، ومنها مشكلة الشركات المنتجة للأدوية، والتي ترفض استرجاعها مرة أخرى، مما يتسبب في وجود عدد كبير من الأدوية منتهية الصلاحية داخل الصيدليات، ولا يعرف الصيدلي كيفية التعامل معها، فهناك من يبيعون بالفعل الأدوية لبعض بائعي الأرصفة أو عدد من المندوبين، حيث يتم تجميع كل نوع على حدة، وإعادة تدويرها مرة أخرى، مع وضع تاريخ للصلاحية، ويتم بيعها سواء على الفضائيات أو الإنترنت والشوارع، والمواطنون يقبلون على كل ما يقنعهم بفاعلية المنتج وسعره، الذي يكاد أن يكون أرخص بكثير ويصل لنصف ثمن الدواء الأصلي، أو أقل وهو ما يضر بصحة المرضى، ويفتح أبواب عديدة ومختلفة للتلاعب بالأدوية.
وأشار إلى وجود إشكالية كبرى، تتعلق بعدم فهم غير المتخصصين من الصيادلة، لطبيعة الأدوية وأضرارها الجانبية على صحة المرضى، فهناك كثيرون يدخلون الصيدليات ويطالبون بأدوية لعلاج بعض الأعراض المصاحبة، واعطائهم أدوية من بينها مسكنات ومضادات حيوية، يمكن أن تسبب خطورة على الجسم إذا كان المريض يعاني من أمراض أخرى، لأن هناك تفاعلات كيميائية للأدوية تتسبب في حدوث عدة أثار جانبية.
وأكدت وفاء سالم، طبيبة صيدلانية، أن الدخلاء على مهنة الصيدلة نوعان، الأول دخلاء الربح، وهم يهدفون إلى تعظيم المكسب المادي من خلال شراء صيدلية لصالحه حيث ترسخ فى عقول البعض أن مهنة الصيدلة مهنة بسيطة يستطيع القيام بها شخص ونتيجة لذلك فكروا فى أن يفتحوا صيدليات لحسابهم الخاص ويشتروا أسماء الصيادلة، وهناك نوع أخر هو الأكثر والأخطر دخلاء على ممارسة المهنة وهم من يمارسون دور وعمل الصيدلى فى الصيدلية ويحددون أنواع الأدوية التي يطلبها المرضى دون معرفة تامة بفعالية الدواء وأضراره الجانبية مما يهدد بصحة المرضى، كما أن هناك وصفات طبية يتم تحضيرها دون وجود روشتات طبية والملى الواحد إذا كان هناك خطأ فيه يؤثر على الجسم ويمكن أن يؤدي للوفاة.
وهناك إشكالية التلاعب، والتي تتعلق بوجود كميات كبيرة من الأدوية المنتهية الصلاحية، والتي لا يعرف الصيدلي كيفية التخلص منها، بسبب عدم وجود قرار رسمي باسترجاع هذه الأدوية مرة أخرى للشركات المنتجة، رغم مطالبة البعض وزيرة الصحة، بضرورة إصدار قرارًا ملزمًا للتخلص من هذه الأدوية، وما يترتب عليها من مشكلات كبرى في الأسواق، ولكن يقوم دخيل المهنة القائم بأعمال الصيدلي، بتمرير هذه الأدوية المنتهية الصلاحية للتجار والمندوبين لبيعها مرة أخرى في الشوارع، أو إعادة إنتاجها مرة أخرى، وعمل عبوات جديدة بتاريخ إنتاج حديث، لضخها في الأسواق للمواطن البسيط، وبالتالي ينتج عنه أثار سلبية.