حنان صاحبة الأربعين عامًا، تقف أمام إحدى مكاتب التسوية بمحكمة الأسرة شمال الجيزة، تتكئ على الحائط بيدها الموضوع عليها لاصقة طبية، تبدو شاردة الذهن، وكأنها تتذكر ما مرت به من أحداث قاسية فى حياتها، سرعان ما تساقطت الدموع من عينيها، حتى أفاقت على صوت الحاجب يناديها للدخول إلى قاضى الأسرة لتحكى قصتها.
قالت حنان: "تزوجت منذ عشرون عامًا من إسماعيل يعمل حداد، وتحملت معه كل المصاعب والأزمات التى مر بها، كنت أحرم نفسى أطلب منه ولو إيشارب، عشت معه على الحلوة والمرة رغم معاملته القاسية، لم أشكو يومًا لأحد منه، ولم أذهب غاضبة لمنزل أهلى، لأننى كنت أعشق الاستقرار".
اقرأ أيضًا.. حبيبة تطلب الخلع: "جوزي قالي أنا متجوزك علشان جسمك"
وتابعت الزوجة: "عندما مرضت والدته كنت السند بجواره، قمت ببيع مصاغى من أجل أن يصرف على والدته فى مرضها، ولم أتركها يومًا، وقمت بخدمتها حتى توفاها الله، ورزقنى الله منه بولد وبنت، وكنت أحاول أن أحسن تربيتهما بقدر ما أستطيع، حتى وصل الولد إلى المرحلة الثانوية، والبنت بالإعدادية".
وأكملت حنان وهى تحاول أن تتماسك، "وفى يوم من الأيام، لم يكن أحد موجود معى بالمنزل، شعرت بدوار حتى سقطت على الأرض مغشيا عليا، وبعدها بدقائق قليلة فوقت من حالة الإغماء، ولم أخبر أحد مبررة ذلك لنفسي بشوية دوخة وهيعدوا، ولكن بدأ الصداع يتمالكنى بشكل غريب".
وأستطردت الزوجة، "أثناء ذهابي إلى طبيب العيون للكشف على ابنى، لابنه يعانى من حساسية فى عيناه، أخبرت الطبيب بما أعانى، ونصحنى بالتوجه فورًا إلى مختص جراحة مخ وأعصاب فى أسرع وقت، وبالفعل رشح لى طبيب ذهبت إليه، ليطلب منى عمل الأشعة ويخبرنى بعدها أننى مصابة بسرطان فى المخ، ولابد أن أبدا العلاج على الفور".
وأضافت حنان، "أخبرت زوجى بما حدث، لأجده لم يرد عليا سوى بكلمة واحدة، أنتى متاكدة، جاوبته نعم أن الطبيب أكد لى ذلك، وقال أن عليا الذهاب إلى المستشفى لحجزى وتلقي العلاج، وبالفعل تم إيداعى فى المستشفى، ولم يسأل عليا مرة أخرى وترك أولادى عند أهلى، وعندما قمت بالاتصال عليه، أخبرنى أنه سيتزوج من أجنبية ويسافر معها، قائلًا لى "أنا مش ناقص مرض".
وأختتمت الزوجة وهى تنهار من البكاء، "لم أصدق أننى أهدرت حياتى وشبابي مع شخص هكذا، فقررت أن أنفصل منه وأنا مريضة، حتى إذا جاءنى الموت لم أكن أحمل اسمه، فلجأت إلى محكمة الأسرة، لرفع دعوى خلع، ومازالت الدعوى منظورة أمام القضاء".