قد تبدو مشاهدة التسول ظاهرة مألوفة للعالم.. متسولون يشكون حاجتهم، ويستعطفون المارة لإنقاذهم من الضيق، ولكن منذ انطلاق شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى، ونحن نشهد نوعا جديدا من التسول، لا يتطلب سوى فتح حساب على مواقع التواصل الاجتماعى، دون الكشف عن الهوية. حيث يبدأ الشخص بطلب المعونة والمساعدات المالية باستخدام عبارات مؤثرة أو نشر صورة لأزمة صحية يمر بها. ولا شك أن هناك تقصيرا فى الدراسات التى تتناول هذه الظاهرة على الرغم من أهميتها، كما أنه قد يكون لدية قدرة على الإحاطة بجوانب هامة فى تلك الظاهرة التى طرأا عليها تغيرات متلاحقة وظهورها بأشكال جديدة فى التسول.
حوادث التسول فى بلدنا، بالأخص المنتشرة عبر الفيسبوك، كثيرة، حيث يستطيع أصحابها إيصال "مشكلتهم" إلى الملايين، مستغلا التعاطف الكبير من أوساط مجتمعية مختلفة باحترافية عالية، ولكن معظمهم يتم اكتشاف نصبهم واحتيالهم.
يقول أحمد شوقى، أحد المواطنين، إن ظاهرة التسول الإلكترونى تتسبب في انتشار البطالة، حيث يلجأ بعض الشباب إلى نفس الوسيلة للاستسهال فى جمع الأموال.
وأضاف شوقى أن تفاقم تلك الظاهرة وانتشارها يتيح لبعض المحترفين تأليف بعض القصص المأساوية؛ لسهولة الوصول إلى أكبر عدد من المواطنين عبر المواقع الإلكترونية، حيث إن ظاهرة التسول تتطور مع الزمن.
وقال محمد أحمد، متخصص تنمية بشرية، إن التسول الإلكتروني خطر على المجتمع؛ لأنه يستهدم جميع المراحل العمرية، ويجب التصدي لمن يتخدونه سبيلا للعيش بدافع الفقر وانتشار البطالة.
وأضاف أحمد: يجب معرفة هوية من يقوم بجمع التبرعات ووضعهم تحت المجهر؛ لمعرفة نشاطاتهم والتأكد من حاجتهم، حيث يوجد فئات تستغل الأموال التي تجمعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي في أمور ضارة، مثل تعاطى المواد المخدرات أو الاتجار بها.
وطالب أحمد بوجود جهة رقابية يمكن تشكيلها، تكون مسئولة عن متابعة طالبات المساعدة والتحقق من بياناتها وحالتها، ومن ثم توفير الدعم بشكل مباشر بدلا من إرساله إلكترونيا.
وتقول إيمان محمد، دكتورة علم النفس، إن ظاهرة التسول الإلكترونى انتقلت من الشارع إلى مواقع التواصل الاجتماعى؛ لاستغلال عواطف الناس باستخدام كلمات مؤثرة أو إعاقات، مشيرة إلى انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير؛ لأنه إذا وُجِد المعطى وُجِد التسول.
وأضافت أنه من الأفضل أن تتم المساعدات عن طريق الدولة أو القنوات الرسمية، وتتم المساعدة بعد معرفة الهوية ودراسة الحالة؛ حتى لا تكون شخصية وهمية، ويجب على الجمعيات الخيرية أن يكون لها موقع أو قناة؛ لتسهيل مساعدة المحتاج والحد من التسول الإلكترونى.