حصلت الجامعات المصرية، أمس على مراكز متقدمة في تصنيف شنغهاي لعام 2018 ودخلت تصنيف أفضل 500 جامعة، ففي مجال الصيدلة والصناعات الدوائية حصلت 10 جامعات مصرية على مراكز متقدمة ضمن الـ 500 جامعة الأوائل على العالم، وحققت كلية الصيدلة جامعة القاهرة ترتيبًا متميزا بين 101 – 150 وهو نفس الترتيب الذي حصلت عليه عدة جامعات دولية مرموقة وهي "ماكمستر الكندية و نيويورك وونورث ويسترن وكنساس"، وتقدمت جامعة القاهرة بفارق 50 مركز تقريبًا على جامعات "السوربون الفرنسية وبيرن السويسرية"، كما حصلت كليات الصيدلة بجامعات عين شمس والأزهر والمنصورة على الترتيب بين 201-300، يليها جامعة الإسكندرية بين 301-400، ثم جامعات أسيوط وبني سويف والمنيا وقناة السويس والزقازيق بين 401- 500.
وفي مجال العلوم الطبية البيطرية حققت 7 جامعات مصرية ترتيبا متميزًا في الـ300 جامعة الأوائل على مستوى العالم تقدمتهم جامعة المنصورة في الترتيب 101-150 يليها جامعات القاهرة والزقازيق وكفر الشيخ في الترتيب 151-200، يليها جامعات بني سويف وأسيوط والإسكندرية في الترتيب 201-300"، أما في مجال الطب البشري الإكلينيكي، حصدت جامعة القاهرة مركزا متميزا بين 301-400 وهو نفس الترتيب مع جامعات كونتيكت وكنتاكي والمسيسبي الأمريكية، وفيما يخص مجال طب الفم والأسنان جاءت ثلاث جامعات مصرية في الترتيب من 201-300 وهي جامعات القاهرة والمنصورة والإسكندرية مع جامعات بريطانية عريقة.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد علي عز العرب، أستاذ الكبد ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومي للكبد، أنه يعتبر إنجاز نفخر به مما يدعونا للتفاؤل والأمل في مستقبل واعد لبلدنا الحبيب هذا الإنجاز أعاد لنا ذكريات غالية في ريادة مصر في مجالات سابقة عدة وأن مصر قادرة وتستطيع المنافسة عالميًا في شتى المجالات.
ورغم تدني ميزانية الجامعات والمراكز البحثية في مصر إلا أن تميز العامل البشري بها إستطاع التواجد في مجالات عدة والنشر الدولي للأبحاث العلمية في مختلف التخصصات في دوريات ومجلات علمية ذات معامل تأثير (Impact Factor) مرتفع، وطالب للمسئولين بزيادة ميزانية الجامعات والمركز البحثية في مختلف التطبيقات العلمية، مشيرًا أن البحث العلمي هو قاطرة التقدم للدول ويمكن معرفة ذلك بالنظر على الخريطة العالمية والاستدلال على مستوى التقدم التقني للدول بمستوى الإنفاق على البحث العلمي بها مما دعا كافة الدول للاهتمام بهذا الأمر.
الا أننا للأسف الشديد ما زلنا في درجة متدنية في هذا المجال حيث نجد أن نسبة الإنفاق على البحث والتطوير من الناتج المحلى الإجمالى فى مصر بلغت 0.2% بينما بلغت النسبة فى الأردن إلي 0.4% في حين ترتفع فى الدول المتقدمة لتصل النسبة إلى 3.4% مثل اليابان وكوريا ووصلت فى اسرائيل إلى 4.3 %، وتلك المؤشرات تدفعنا وبشكل عاجل إلي تصويب بوصلة الإنفاق وتحديد الأولويات في الموازنة العامة للدولة وذلك كأولوية قصوي من أجل إعادة مصر إلي مكانتها ووضعها الطبيعي في مصاف الدول بما نملكه حقيقة من قوة بشرية علمية مميزة وهي الكنز الأول لمصر ناهيك عن الموارد الطبيعية والتي لاتتوفر في الكثير من الدول المتقدمة ككوريا الجنوبية على سبيل المثال.
وأشار "عز العرب" أنه بتوافر هذه المعطيات مع وجود الرؤية الرئاسية الواضحة في أهمية التعليم والصحة والثقافة في التنمية البشرية المستدامة وإذا أضفنا زيادة الإنفاق علي البحث العلمي كأولوية أولي مع مساندة منظمات المجتمع المدني ورجال الأعمال والقطاع الخاص بمبادرات محددة زمانيًا ومكانيًا وبإستراتيجيات جديدة فإن مصر قادرة علي قيادة أفريقيا كخطوة أولي وإقليميا لنهضة شاملة، قائلاً "فلنترك خلافاتنا في إيديولوجيات لا طائل منها ولنضع الهدف الأسمي "مصر" أولًا، لإستعادة مكانتها وحضارتها وذلك بالعلم والعمل مع وجود منظومة لاثابة المجد والمبدع، وأكد مجددًا أن مصر بإذن الله قادرة، والله من وراء القصد.