بمناسبة العيد 46 للدفاع الجوى، أجرى "أهل مصر" حوارا مع الفريق أول عبد المنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوى، والذي أكد فيه أن الدفاع الجوي حريص على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقًا لأسس علمية يتم إتباعها فى القوات المسلحة.
وإلى نص الحوار:
تحتفل قوات الدفاع الجوى كل عام فى الثلاثين من شهر يونيو بعيد الدفاع الجوى.. ما أسباب اختيار هذا اليوم؟
طبقًا للقرار الجمهورى رقم (199) الصادر فى الأول من فبراير 1968 تم البدء فى إنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة.
وتم إنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصلة بأحدث الطائرات (فانتوم، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت، ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت قوات الدفاع الجوى خلال الأسبوع الأول من شهر يوليو عام 1970 من إسقاط العديد من الطائرات طراز (فانتوم، سكاى هوك)، وأسر العديد من الطيارين الإسرائيليين وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم وأطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم وتوالت انتصارات رجال الدفاع الجوى.
ويعتبر يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 هو البداية الحقيقية لاسترداد الأرض والكرامة بإقامة حائط الصواريخ الذى منع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة، فاتخذت قوات الدفاع الجوى هذا اليوم عيدًا لها.
الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع.. كيف قام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولى لإسرائيل؟
الحديث عن حرب أكتوبر 73 لا ينتهى، وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب حتى تحوى كافة الأحداث.
وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى فى هذه الحرب ولكى نبرز أهمية هذا الدور فإنه يجب أولًا معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدا مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية، حيث قامت إسرائيل بتسليح هذه القوات بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا وتعاقدت مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة.
حيث توفر الوقت والإمكانيات للقوات الجوية الإسرائيلية للإعداد والتجهيز عقب حرب عام 56 وتحقيق انتصار زائف فى عام 1967 والإمداد بأعداد كبيرة من الطائرات الحديثة خلال حرب الاستنزاف، فإن قوات الدفاع الجوى كان عليها التصدى لهذه الطائرات، حيث قام رجال الدفاع الجوى بتحقيق ملحمة فى الصمود والتحدى والبطولة والفداء وقاموا باستكمال إنشاء حائط الصواريخ عام 1970 تحت ضغط هجمات العدو الجوى المستمرة وخلال شهر إبريل ومايو ويونيو ويوليو وأغسطس عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج، مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجررز) لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970، وبدء رجال الدفاع الجوى فى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة.
وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام - 3 البتشورا وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970، وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتو كروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971، وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ (سام-2، سام-6) لاستكمال بناء حائط الصواريخ استعدادًا لحرب التحرير.
وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل أرض مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية وإقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ استراتيجية، وفى اليوم الأول للقتال فى السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالى بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلية 67 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين.
وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم، وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين، وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذى كان يتباهى بهم، وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال فى تحديده للمشاكل التى تواجه القوات الإسرائيلية (وثمة مشكلة أخرى تواجة طيراننا فهو عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية) وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها... ثقيلة بدمائها).
مرت مصر بأحداث عاصفة أثرت فى الشعب المصرى بكافة طوائفه واتجاهاته، وكانت القوات المسلحة مضرب المثل فى الوقوف
على الحياد ومناصرة الشعب وحماية الشرعية الدستورية.. حدثنا عن دور الدفاع الجوى فى أحداث ثورتى 25 يناير، و30 يونيو؟
يعتبر الدفاع الجوى أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وطبقًا لمواقع تمركز وحداته الإدارية والمقاتلة فإنه ينتشر فى جميع ربوع الدولة وتعمل مراكز القيادة به بصورة متواصلة لمدة 24 ساعة وطبيعة عمله تقتضى تواجد أطقم القتال فى الخدمة بصفة مستمرة سلمًا وحربًا.
لذلك فإنه قد وقع عليه عبء متابعة الأحداث الجارية بصفة مستمرة ليلًا ونهارًا وكان له دور عظيم فى متابعة الأحداث وتلقى كافة البلاغات عن جميع المواقف والاشتراك فى القبض على بعض المجرمين الهاربين من السجون والمتسللين والمخربين، كما ساهمت قوات الدفاع الجوي في تأمين جميع مراحل العمليات الانتخابية منذ 25 يناير حتى الآن.
بالإضافة إلى حماية الأهداف الحيوية والاشتراك فى تأمين منشآت الدولة ومرافقها طبقًا للإمكانيات المتيسرة والسلطات المخولة بالإضافة إلى دور أفراد عناصر المراقبة الجوية بالنظر المنتشرين على حدود مصر المختلفة فى الإبلاغ عن أى عناصر تسلل لحدود مصر البرية والبحرية والجوية فى منظومة متكاملة مع عناصر قوات حرس الحدود.
كما تقوم قوات الدفاع الجوى بتأمين أعمال قتال القوات الجوية أثناء تنفيذ المهام المكلفة بها فى مكافحة الإرهاب فى سيناء.
تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى الذى يعتبر أحد الركائز الهامة للتطوير مع العديد من الدول العربية والأجنبية.. كيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى؟
تحرص قوات الدفاع الجوى على التواصل مع التكنولوجيا الحديثة واستخداماتها في المجال العسكري من خلال تنويع مصادر السلاح وتطوير المعدات والأسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري بمجالاته المختلفة طبقًا لأسس علميه يتم إتباعها فى القوات المسلحة وتطوير وتحديث ما لدينا من أسلحة ومعدات بالإضافة إلى محاولة الحصول على أفضل الأسلحة في الترسانة العالمية حتى نحقق الهدف الذي ننشده وفي هذا الإطار يتم تنظيم التعاون العسكري من خلال مسارين:
المسار الأول:
التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى طبقًا لعقيدة القتال المصرية بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليًا فى خطة محددة ومستمرة.
المسار الثانى:
التعاون فى تنفيذ التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول وقوات الدفاع الجوى تسعى دائمًا لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات (التدريب، التطوير، التحديث).
ويتم التحرك فى هذه المسارات طبقًا لتخطيط يتم إعداده مسبقًا بما يؤدى إلى إستمرار أعمال التطوير لقوات الدفاع الجوى على مستوى المعدات أو إسلوب الاستخدام.
الدفاع الجوى عبارة عن منظومة متكاملة تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة.. ما هي أهم عناصر وملامح ومتطلبات بناء المنظومة؟
تتكون منظومة الدفاع الجوى من عدة عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية تمكن القادة من اتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى كافة ربوع الدولة فى مواقع ثابتة، وبعضها يكون متحركًا طبقًا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها.
ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشمل على أجهزة الرادار المختلفة التى تقوم بأعمال الكشف والإنذار بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ مختلفة المدايات والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.
ويتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال فكره فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.
يتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى، بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة.
فى ظل التطور الهائل فى تكنولوجيا التسليح الذى يشهده العالم الآن.. كيف يتم تأهيل طلاب كلية الدفاع الجوى لمواكبة هذا التطوير؟
تعتبر كلية الدفاع الجوى من أحدث المعاهد العسكرية على مستوى الشرق الأوسط ولا يقتصر دورها على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والأفريقية الصديقة.
ونظرًا لما يمثلة دور كلية الدفاع الجوى المؤثر على قوات الدفاع الجوى والتى تتعامل دائمًا مع أسلحة ومعدات ذات تقنية عالية وأسعار باهظة فإننا نعمل على تطوير الكلية من خلال مسارين:
المسار الأول:
تطوير العملية التدريبة وذلك بالمراجعة المستمرة للمناهج الدراسية بالكلية وتطويعها طبقًا لاحتياجات ومطالب وحدات الدفاع الجوى والخبرات المكتسبة من الأعوام السابقة بالإضافة إلى انتقاء هيئة التدريس من أكفأ الضباط والأساتذة المدنيين فى المجالات المختلفة.
المسار الثانى:
تزويد الكلية بأحدث ما وصل إليه العلم فى مجال التدريب العملى وفى هذا المجال، فقد تم تزويد الكلية بفصول تعليمية لجميع أنواع معدات الدفاع الجوى مزودة بمحاكيات للتدريب على تنفيذ الاشتباكات بالأهداف الجوية كذا تم تجهيز الفصول والقاعات الدراسية بدوائر تليفزيونية مغلقة وشاشات عرض حديثة وتم تحديث وتطوير المعامل الهندسية بالكلية فضلًا عن تنفيذ معسكرات تدريب مركز لطلاب السنة النهائية للمشاركة فى الرمايات الميدانية لأسلحة الدفاع الجوى بمركز رماية الدفاع الجوى.
تمتلك قوات الدفاع الجوى ميدان رماية متطور لأسلحة الدفاع الجوى.. كيف يتم الاستفادة من هذا الميدان فى إعداد الفرد المقاتل واختبار الأسلحة والمعدات؟
من المعروف أن الرماية الحقيقية هى أرقى مراحل التدريب القتالى حيث تعطى نتائجها الإيجابية الثقة فى السلاح وتعتبر تتويجًا لما تم بذله من جهد خلال العام التدريبى، وهى مؤشر حقيقي على سلامة تخطيط وتنفيذ التدريب ومن هذا المنطلق وفى ضوء التطور الملموس لمنظومة الدفاع الجوى المصرى تم تنفيذ برنامج تطوير ميدان الرماية ليكون مركز رماية حضارى مجهز بمنشآت حديثة مع تزويده بأحدث أنظمة أهداف الرماية، وتقييم وتحليل وتسجيل نتائج الرمى للوقوف على نقاط القوة والسلبيات سواء بالنسبة للفرد أو المعدة.
لتحقيق العائد القتالى والتدريبى لكل من الفرد والمعدة ويتمثل ذلك فى تحقيق الظروف المناسبة لتنفيذ الرماية الفعلية على العديد من الأهداف ذات المواصفات المختلفة لجميع الأنظمة العاملة بقوات الدفاع الجوى مع توفير الكثير من النفقات اللازمة لتشغيل المعدات.
ومن الجدير بالذكر أن الإمكانيات الكبيرة لمركز الرماية تؤهله لأن يكون بحق هو أكبر مركز رماية على المستوى الإقليمى حيث لا توجد مراكز مشابهة فى دول منطقة الشرق الأوسط.
أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادرا لحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح
فى معظم دول العالم.. فما هو الحل من وجهة نظر سيادتكم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوى؟
شيء طبيعي فى عصرنا الحالى أنه لم يعد هناك قيود فى الحصول على المعلومات حيث تعددت وسائل الحصول عليها سواء بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها، ويجعل جميع الأنظمة كتابا مفتوحا أمام العدو الصديق.
ولكن هناك شئ هام وهو ما يعنينا في هذا الأمر، هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان بما يضمن التنفيذ الكامل فى إطار الخداع والمفاجأة.
وهذا فى المقام الأول يحقق الإخفاء وله درجات سرية عالية وتحتفظ به القوات المسلحة كأهم خطط الحروب المقبلة.
والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) باستخدام وسائل إلكترونية حديثة من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى إستراتكروزر المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام إسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة) ومن هناك نخلص إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن القدرة على تطوير إسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.
يقاس تقدم الأمم بمدى اهتمامها بالبحث العلمى حيث أنه السبب الرئيسى لذلك.. كيف يتم استخدام البحث العلمى فى تطوير الأسلحة والمعدات بقوات الدفاع الجوى؟
بداية أؤكد على أننا نهتم بجميع مجالات البحث العلمي التي يمكن الاستفادة منها في تطوير مالدينا من أسلحة ومعدات، ويتواجد بقوات الدفاع الجوى مركز للبحوث الفنية والتطوير وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين الفنيين المستخدمين للمعدات حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عمليًا بدءًا بإجراء الاختبارات المعملية، ثم الاختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى.
ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوى من خلال مراحل متكاملة بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العلمية بما يحقق الارتقاء بمستوى الأداء لمعدات الدفاع الجوى هذا بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة لدراسة مشاكل الاستخدام للأسلحة والمعدات وتقديم أفضل الحلول لها.
أما عن وسائل تدعيم مجالات البحث العلمى لضباط الدفاع الجوى، فهى كثيرة منها قيام كلية الدفاع الجوى بعقد الكثير من الندوات والمحاضرات التى يشارك فيها الأساتذة المدنيين من الجامعات المصرية من مختلف التخصصات كذلك الاشتراك فى الندوات التى تقيمها هيئة البحوث العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا، والكلية الفنية العسكرية ولتدعيم البحث العلمى يتم إيفاد ضباط الدفاع الجوي إلى الخارج لتبادل العلم والمعرفه بيننا وبين الدول الأخرى والحصول على الدرجات العلمية المتقدمة (الماجستير، الدكتوراه) لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم فى دول العالم.
على ضوء المهام الصعبة والمتعددة لوحدات الدفاع الجوى وما يتطلبه ذلك، من القدرة العالية للقادة على تحقيق القيادة والسيطرة الحازمة.. كيف يتم اختيار القادة على المستويات المختلفة بقوات الدفاع الجوى؟
لا تتم عملية اختيار القادة فى قوات الدفاع الجوى بمعزل عن النظام العام،للقوات المسلحة بل تتم فى إطار عام حددته القيادة العامة للقوات المسلحة بمواصفات وشروط وتأهيل معين لأى قائد على أى مستوى.
ويتم اختيار القادة بناء على المستوى الفنى والتخصصى والتدريبى للضابط المرشح للقيادة على أى مستوى ويتم ذلك بصفة مستمرة بدءًا من تخرجه من كلية الدفاع الجوى وعلى مدار خدمته بالكامل حتى يتم ترشيحه لتولى الوظيفة القيادية، من خلال تقارير الكفاءة السنوية للضباط والتى تم تطويرها لتكون معبرة تعبيرًا تامًا عن مستوى الضابط فى جميع أوجه التقييم.
كما يتم الاختيار طبقًا للتأهيل العلمي للضابط والذي له معيار كبير في تولي المناصب القيادية بقوات الدفاع الجوي لما له من أثر كبير على قدرة الضابط على الإلمام بمتطلبات القيادة الحديثة.
تواصل القائد مع مرؤسيه من أهم أسباب نجاح القيادة والسيطرة ومتابعة تنفيذ المهام.. كيف يتم تحقيق ذلك بقوات الدفاع الجوى؟
إن القيادة العامة للقوات المسلحة تهتم دائمًا بأبنائها من خلال عقد اللقاءات الدورية للقادة على كافة المستويات.
ويحرص جميع القادة بقوات الدفاع الجوى على تنفيذ اللقاءات الدورية بدءًا من مستوى قائد القوات حتى مستوى قائد الفصيلة ويختلف معدل تنفيذ اللقاءات من مستوى إلى آخر حيث يتم لقاء قائد الفصيلة وقائد السرية يوميًا وقائد الكتيبة أسبوعيًا وقائد اللواء مرتين شهريًا هذا بخلاف لقاءات القادة مع مرؤوسيهم فى المناسبات القومية والدينية وعقب تنفيذ الإلتزامات التدريبية الرئيسية.
أما عن اللقاءات بالضباط والصف والجنود فإنها مستمرة دائمًا دون انقطاع وفى مناسبات متعددة، منها الذى يتم بقيادة القوات شهريًا مع القادة والضباط بجميع مستوياتهم القيادية بغرض شرح أبعاد الموقف السياسى العسكرى، وتوعية الضباط بالموضوعات الهامة من خلال محاضرات للرؤساء المتخصصين.
وهناك لقاءات تتم بقيادات التشكيلات لأكبر عدد ممكن من ضباط وصف وجنود التشكيل للاستماع إلى المشاكل والمصاعب وإتخاذ القرارات لحلها كما أحرص أثناء مرورى على الوحدات والوحدات الفرعية حتى مستوى نقطة المراقبة الجوية بالنظر على تنفيذ لقاءات مع الضباط والصف والجنود لتوعيتهم والتعرف على مصاعب العمل وتذليلها والاستماع إلى المشاكل الشخصية وحلها فورًا.
وأعتبر أسعد لحظات عملى ومهام وظيفتى التى أقضيها بين الضباط والصف والجنود سواء بالقيادة أو مواقع القتال لأنها تعطى المؤشر الحقيقى والواقعى لأداء القوات.