كشف تقرير حول "نظرة مستقبلية لعملة مونيات وغيرها من العملات المعماة"، أن ثورة العملات المشفرة أو المعماة ومنها "عملة مونيات" تعتبر تغييرًا تاريخيًا في عالم المال، كونها غير مخزنة على خوادم مركزية وإنما تعتمد على نظام سلسلة الكتل اللامركزية، والتي يستحيل اختراقها أو التلاعب بها أو تلفها تحت أي ظرف كان، وحتى لو سقطت كل خوادم العالم وتعطل الإنترنت بالكامل لكونها تعتمد على نظام العقد (نودز) المستمد من مقتني العملة والمتاجرين بها، وتعتبر ثورة العملات المعماة منافسًا يشكل خطرًا ليس فقط على ربحية وعمل المصارف التقليدية، وإنما على وجودها المستقبلي.
وأضاف التقرير: "يعتبر امتلاك عملة معماة محمي بالكامل بطريقة (دالة هاش تشفيرية) وهو مايقي من الضياع والتلاعب والاختراق بشكل نهائي، نظرًا لاعتماده على آلية الإجماع بين المتعاملين بطريقة لامركزية مرتكزة على سلسلة من آليات الحماية المعقدة، وذلك يعطي مالكي العملة والمتعاملين بها ميزة غير مسبوقة في تاريخ المال وهي استحالة الكشف عن المالك وحجم ثروته.
وأشار: "مما لاشك فيه هو أن العملات المعماة تشكل تهديدا تاريخيا لهيمنة الدولار على الاقتصاد العالمي، لذلك فإن امريكا التي تدير الاقتصاد العالمي من خلال احتكار الدولار لعملية تقييم العملات الأخرى و احتكارها لأنظمة الائتمان الاشهر عالميا (الفيزا و الماستر)، فإنها تواجه خطرا كبيرا يدفعها لمحاربة العملات المعماة بشكل هستيري بإدعاء حماية حقوق الأفراد من عمليات نصب و احتيال واهية لمجرد أن العملة المعماة لاتستند على الدولار و لايتم تسجيل معاملاتها في سجلات أسواق المال و المصارف الأمريكية. و لكن في المقابل شرعت اوروبا و دول آسيا الاقتصادية الكبرى و سمحت باستخدام العملات المعماة في مئات الالاف من المتاجر سواء الالكترونية او التقليدية، في حين فاجأت دبي الامارات العالم حين فتحت المجال للشراء العقاري في بعض المشروعات بالعملات المعماة و رخصت شركات متخصصة بصرف العملات المعماة بالعملات التقليدية.
ويعلم المتخصصين بأن الغالبية العظمى من العملات المعماة و التي يطلق عليها أيضا العملات البديلة (بالانجليزي الكريبتو كيرنسي) هي عبارة عن عملة رقمية تستخدم في علم التعمية بآليات أمنية معقدة بهدف حماية التعاملات الافتراضية والتحكم بإنشاء وحدات جديدة و لذلك يستحيل أن ينجح أحد في تزييف أو نسخ العملة المعماة، وللعملة المعماة مميزات أخرى أهمها كما أسلفنا هو أنه ليس لديها سلطة مركزية (أو وسيط متحكم) علي عكس نظام العملات الإلكترونية السابقة أو العملات التقليدية.
ونوه التقرير تطرح العملات المعماة لعامة الناس لتملكها بإحدى ثلاث طرق، الأولى والأكثر تعقيدا هو التنجيم والتي تتطلب أجهزة حاسوب عملاقة متخصصة لفك أو حل عمليات حسابية معقدة تستوجب طاقة عالية و مزيج من الخبرات التقنية المتخصصة و هو ما يجعلها ليست في متناول عموم الناس، والطريقة الثانية تكون عبر منصات التداول المنتشرة بكثاقة في العالم والتي هي نتاج لعمليات الادراج بعد الاكتتابات على العملات المعماة الجديدة الذي تطرحها التكتلات الاقتصادية التي تخلق العملة. والطريقة الثالثة هي عبر عملة مونيات التي قدمت نموذجا جديدا يعتبر ثورة جديدة في آليات تمكين الأفراد من امتلاك مونيات كمعلة معماة و تحقيق أرباح حقيقية وسحبها فورًا وتحويلها إلى عملات معماة أخرى كالبيتكوين أو الايثيريوم ومن ثم الى أي عملة تقليدية أخرى كالدولار أو اليورو أو غيرها.
ويوضح التقرير "أن علميات تحقيق الأرباح لمقتني مونيات تعتمد على خلق كتلة ضمن سلسلة الكتل أو مايتعارف عليه بإسم حساب مونيات ومن ثم ربط كتلة أو حساب مونيات عبر سلسلة رقمية بكتلة مقتني آخر، مما ينجم عنه خلق نسبة مئوية من مونيات التي يقتنيها المستثمر الجديد تقدر بعشرة بالمائة يحصل عليها صاحب الكتلة الأساسية بشكل تراكمي سواء عن طريق الربط المباشر بحسابات جديدة أو عبر الربط الغير مباشر حين يقوم صاحب أي حساب مرتبط أصلا باستقطاب مستمثرين جدد و ربط حسابه بهم، أي أن الخلق أو مايسمى بالأرباح هي تراكمية لخمسة مستويات هي الحد الأقصى لربط سلسلة الكتل حسب تصميم شبكة عملة مونيات. وذلك يجعل مقتني مونيات في غير حاجة لادراج العملة في منصات تداول لضمان عدم هبوط أو ارتفاع السعر الا في حدود آليات الاجماع بين المالكين لتغيير السعر الدفتري لعملة مونيات و هو ما يضمن استمرار تداول مونيات في إطار محمي بعيدا عن مخاطر التداول التقليدي. ولكن ذلك لايعني بأنه لن يتم ادراج مونيات في منصات التداول بشكل نهائي و انما قد يستغرق ذلك وقتا طويلا حتى يتجاوز المتاجرين مراحل تحقيق الأرباح من خلال تسويق روابط حساباتهم. كما و لايمكن الجزم بأن عملات أخرى لن تسلك نفس النهج وتنسخ آليات عمل مونيات وتطلقها للمستثمرين الجدد ولكن تبقى مونيات هي الأولى عالميا و الأكثر شمولية في اطلاق مفهوم التجارة الربطية للعملة المعماة".