شهدت الفترة الأخيرة ارتفاع ملحوظ في أسعار عدد من الأدوية ومطالبة الشركات المنتجة بارتفاع أسعارها مرة أخرى، الأمر الذي جعل المواطنون يلجأون إلى استبدالها من خلال التداوي بالأعشاب كعلاج سريع المفعول ومتوفر في كل منزل فضلًا عن وجود عدة تحذيرات طبية بشأن المسكنات والمضادات الحيوية وأدوية تعرض المرضى لتأثيرات صحية خطيرة.
أوضح مدحت علي، طبيب صيدلي، أن المصريين يفضلون تناول الأعشاب قبل اللجوء إلى الصيدلية وطلب الأدوية، وهم على اقتناع تام بأنه لا يوجد مرض لا يتم علاجه بالنباتات ولكن عندما تزيد الأعراض والآلام التي يشعر بها الفرد يبدأ في تناول الأدوية بالرجوع للصيدلي واستشارته لوصف العلاج المناسب أو بالذهاب إلى الطبيب لتشخيص الحالة الصحية وعلى كل فهناك عدد كبير من المرضى يدخلون الصيدلية لشراء الينسون أو الأعشاب بجانب الأدوية وهي عادة لا يمكن انقطاعها.
وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة بدأت تنتشر بعض المحاذير الخاصة بالمسكنات والمضادات الحيوية مما انعكس على انخفاض مبيعاتهم في الصيدليات كما أن الاعتماد على الأعشاب زاد مؤخرًا للاستسهال ولعدم وجود أموال تكفي لشراء أدوية بأسعار متفاوتة حسب المفعول ونظرًا لأنها تتوفر في كل بيت مصري ويتم استخدامها في تحضير الطعام ولا ينتج عنها أضرار أو أثار جانبية.
وتابع، أن المصريون يعلمون جيدًا أهمية الأعشاب وطرق استخدامها بأشكال مختلفة، فالنعناع يعالج انتفاخ البطن والآم المعدة والآم الدورة الشهرية والأرق، ويستخدمه الكثيرون من الفتيات بدلًا من الاعتماد على المسكنات التي يمكن أن تسبب آثار جانبية للبعض باختلاف كل حالة، ومازال كبار السن يستخدمون حتى الآن الكمون لعلاج القولون بدلًا من الأدوية، والقرفة لمرضى السكري والتهاب الصدر وعلاج للأنفلونزا، وتناول الزنجبيل للتنحيف ولتقوية القلب والذاكرة وعلاجًا لفقر الدم، والاستفادة من مشروب واحد سواء "الكركدية الساخن" لارتفاع ضغط الدم أو تناول "الكركدية المثلج" لانخفاض ضغط الدم، كما أن القهوة المرة تعالج رفع ضغط الدم والإسهال، ويتم تناول زيت الزيتون لعلاج الإمساك ولتقوية الذاكرة.
مواطنون: الأعشاب في البيت ومفيهاش أضرار
أوضحت نيرمين إبراهيم، أن الأدوية التي يقبل عليها المرضى لها مخاطر صحية وتأثيرات سلبية عديدة ويتم إطلاق عدة تحذيرات عن كل دواء من فترة لأخرى مما جعل الناس تخشى فكرة الأدوية خاصة في حالة وجود أعراض بدائية لأي مرض تحاول اللجوء إلى استخدام الأعشاب، ففي حالة البرد يتم تناول الليمون والينسون، ولعلاج تقلصات المعدة والقولون يتم الاعتماد على القرفة والنعناع والزنجبيل مؤكدة أن الأهل هم من علموها أن الاعتماد أولاً على الأعشاب في المنزل للتخلص من الألام ولكن مع تزايد الأعراض والدخول الفعلي للمرض يتم الذهاب للطبيب المختص لتشخيص الحالة الصحية وكتابة الأدوية التي يتم تناولها حتى الشفاء أو الذهاب لأقرب صيدلية واستشارة الصيدلي.
في حين أكدت هناء أمين، أن الأعشاب موجودة بالفعل في أي منزل سواء للاعتماد عليها في تحضير الطعام أو تناولها كمشروبات ساخنة، ويتم استهلاكها بشكل كبير خاصة في فصل الشتاء وظهور أعراض البرد والأنفلونزا التي يكثر حينها استخدام الشاي والينسون والكراوية لتخفيف الحالة المرضية والقضاء على آلام الحلق، كما يتم تناول الكركدية لعلاج ضغط الدم، والنعناع والينسون في حالات تشنجات أو مشكلات المعدة والجهاز الهضمي، فهناك ربط بين الصداع والشاي خاصة لدى المصريين، فإذا سألت شخص أنك تعاني من صداع نصفي وتبحث عن مسكن ما يصف "الشاي"، كما أن أدوية البرد الأنفلونزا وغيرها من العلاجات الخاصة بأمراض أخرى يرتفع سعرها بين حين وأخر وأقل دواء يتخطى الثلاثين حنيهًا ليكون ذا مفعول قوي.