"أهل مصر" تقضي يوما مع "المتهم البريء" في حوادث السكة الحديد.. هنا برج مراقبة القطارات: ضعف الصيانة سبب الكوارث.. و"المجاملات" مسؤولة عن تأخير الرحلات (معايشة)

في كل حادث قطار يكون هو المتهم الأول، ربما المتهم البريء حتى تثبت إدانته، مهمته الشاقة وعمله الصعب لا يغفر له الخطأ، فخطأه يعني كارثة تسيل الدماء على قضبان السكة الحديد، وداخل أحد أبراج مراقبة القطارات، اصطحبنا فيها عامل البرج، وكشف خلالها عن لغز التحويلات المحير الأول فى التحقيقات لأسباب الحوداث وفك الطلاسم الخاصة بقانون المجاملات الذي يحكم بعض العاملين بالسكك الحديدية وإسدال الستار على معدات مراقبة القطارات القديمة وأحد أسباب الحوادث، والتعرف على كواليس 12 ساعة داخل أبراج المراقبة.

يقول "سيد ع" (اسم مستعار)، إن طبيعة عمله هي تيسير الحركة للقطارات بنظام يسمى خلو السكة ومسؤليته المباشرة هي تبادل خلوات السكك بينه وبين المحطات القريبة منه ويسمى أيضًا بنظام "البلوك"، وهذا عكس نظام "التقاطر" والذي يعمل به مترو الأنفاق، مضيفًا: "لابد من إخطاري من قبل المحطة الخلفية بقدوم قطار وبعدها أقوم بإعداد السكة الخاصة بالقطار بناء على رحلته ثم أبدأ بتبليغ المحطة الأمامية لإعداد طريقها للقطار القادم".

يتحدث عامل البرج الذي يتحفظ على ذكر اسمه الحقيقي، عن أسباب تأخير القطار، حيث يرجع إلى بعض مراقبي الأبراج الذين يقومون بمجاملة بعض العاملين عن طريق إيقاف القطار لركوبهم من منطقة غير مخصصة للركوب وكذلك بعض الأعطال الخاصة بالجرارات، يتابع: "اتحرك من منزلي بمدينة الزقازيق إلى مكان عملى بالقاهرة وأعمل 12 ساعة متواصلة دون انقطاع يتخللها اليقظة التامة لكثرة رحلات القطارات ونظام العمل لمراقبى الأبراج يسمى الورادى يعنى ذلك 12 ساعة عمل و24 ساعة راحة".

يقول "سيد": "تحتوي لوحة التحكم على ما يقرب من 360 زر للتحكم وتنقسم إلى أزرار للسيمافورات "الإشارات" وأزرار للتراكات "كهربة السكة" وأزرار خاصة بالتحويلات وأزرار خاصة بالطورائ ويرتبط كل سيمافور"إشارة" بتحويلة خاصة بها وتحتوى السيمافورات "الإشارات" على علامات تبين للسائق حالة القطار منها الأخضر وتعني مسير القطار وفقا لسرعته المقررة وأخضر متقطع وتعنى المسير بالحذر للسيمافور الذي يليه ويتم تخفيض السرعة والأصفر ويعنى تخفيض السرعة والإستعداد لإيقاف القطار حتى الوصول إلى السيمافور الذي يليه وهناك الأصفر المتقطع ويعني تخفيض السرعة إلى 20 كم لدخول القطار على تحويلة أو ما تسمى بسكة النفادي.

كيف يتم تشغيل القطارات ذات الخطوط المفردة؟.. وفقًا لعامل البرج الذي تحدث لـ"أهل مصر" خلال المعايشة التي أجرتها على أحد الأبراج، إن اللوحات الموجودة تتحكم فى أبراج المراقبة التابعة للسكك الحديدية فى السيمافورات "الإشارات" وأيضا التحويلات الخاصة بالقطارات وتختلف طرق إعداد طريق القطارات حسب الرحلة المخصصة للقطار، يواصل حديثه: "وبناء عليها أقوم بإعداد الطريق ويتم معرفة القطار القادم ورحلته عن طريق الأرقام الخاصة بكل قطار ومعظم الخطوط الموجودة حاليا هى خطوط مفردة وغالبا ما يحدث مقابلات للقطار عن طريق إعداد طريق للقطار القادم من سكة مفردة والمتجه إلى القاهرة يتم حجزه بأحد المحطات التي يوجد بها سكة مزدوجة إلى أن يصل القطار الآخر إلى نفس المحطة وتسمى نقطة مقابلة ويتم ذلك عن طريق ما يسمى بخصوصية الأبراج وتعنى التعليمات الخاصة بكل برج".

وعن سبب إلقاء اللوم في الحوادث على الأبراج، يقول العامل إن أغلب الحوادث التي تحدث داخل السكك الحديدية تكون نتيجة الإهمال وضعف الصيانة الخاصة بالبنية التحتية، يضيف: "أعترف بوجود بعض الأخطاء من جانب مراقبي الأبراج وأيضا هناك بعض التحويلات "المفنشة" وتعني الغير سليمة وتظهر هلى لوحة التحكم بأن التحويلة تحتاج لصيانة عاجلة خاصة أن مواتير التحويلات تتحرك 180 درجة فقط وليس لها حرية الحركة كباقي المواتير المعروفة وأغلب حوادث التحويلات بسبب عدم وجود مايسمى بالفيوز وهو المسؤول عن إبراز خلل الماتور ويقوم بعض أفراد الصيانة بعمل توصيلة مباشرة بدون فيوز وعند حدوث خلل لايظهر على اللوحة ويعطى ذلك حرية حرة للماتور بدرجة 360 مما يتسبب في وقوع العديد من الحوادث".

يتابع "سيد" حديثه عن طبيعة عمله في الأزمات فيقول: "أقوم بالتأشير على الكهربائي المختص وإبلاغه بالعطل ويتم أخذ التدابير الكافية لضمان ثبات التحويلة وعدم تحركها عن طريق ما يسمى (زرجنة التحويلات) خاصة فى الخطوط الطولية حتى لا تتأثر حركة القطارات ويتم إصدار بعض الأوامر الورقية للسائق بالمسير بهذه المنطقة بسرعة 15 كم ويتم تحديد المنطقة عن طريق علامات المسافة المتواجدة على جانبى شريط السكة الحديد".

"نعم اللوحات التي تتحكم في مسير القطارات قديمة"، هكذا اعترف عامل القطارات بأزمة أخرى تواجهه، يقول لـ"أهل مصر": "تحتاج اللوحات إلى تحديثات فورية خاصة بعد دخول الأبراج الجديدة والتى تم افتتاحها فى الفترة الماضية أبرزها برج قويسنا والذي يتم التحكم في مسير القطارات عن طريق أجهز الكمبيوتر، بالإضافة إلى قلة تدخل العامل البشرى فى الأجهزة مما يضمن قلة الحوادث ويكتفى عامل البرج بمتابعة سير القطارات".

وعن الأزمات التي تواجه عمال الأبراج في عملهم يقول: "فى المقام الأول المرتبات غير كافية لطائفة الحركة مما يخلق حالة نفسية للعامل تجاه وظيفته خاصة أن معظم الأوقات أقضيها ما بين القطارات والذهاب للعمل وعملى ببرج الإشارات وسوء المعاملة التى يتلقاها العامل من قبل روؤسائه فى الهيئة خاصة المفتشين بقسم الحركة".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً