بالرغم من الكثير من المحاضر التي حررت ضد أصحاب الوكالات، التي تتجاوز في حق المناطق الأثرية، إلا أن أصحاب هذه الوكالات أو المستاجرين لها على سبيل الدقة، لاسيما في حي الغورية، يتعاملون بمبدأ القوة والتحدى لقوة القانون.
ولم يتوقف الأمر حد إستغلال هذه الوكالات الأثرية بشكل غير قانوني، وإرتكاب مخالفات مختلفة في حقها، لتأتي الحرائق التي يتسبب فيها المستأجرين كآخر وسيلة للتعدى على الآثار، وكانت الضحية هذه المرة مسجد "الفكهاني" الذي تعرضت واجهته للحريق إثر نشوب ماس كهربائي بإحدى الوكالات التي فتحت بالمخالفة للقانون أسفل المسجد.
"أهل مصر"، اتجهت لمسجد الفكهاني لمعاينة آثار الحريق ومدى تأثيرها على المسجد، فما أن تقترب من المسجد حتى تشم رائحة الحريق الخانقة، ممتزجة بعامل الرطوبة الذي ساعد في تحطيم الواجهة العلوية للمسجد، فضلًا عن الشبابيك الخشبية التي أكلتها النيران.
"بتصوري إيه يا أبلة؟.. ممنوع"، بهذه الكلمات استقبلنا أصحاب الوكالات التي تبدو على طراز حديث مخالف، لمبدأ التنسيق الحضاري للقاهرة التاريخية، والذي يبدو من الوهلة الأولى أن المستأجرين كانوا يقومون بأعمال تجديد ودهان للوكالة التي لم تتأثر.
جولة سريعة أخذتها محررة "أهل مصر"، حول المسجد، بعد عملية من الشد والجذب مع أصحاب الوكالة، مما دفعنا لإنتحال شخصية طالبة في كلية آثار، وإلتقاط الصور من أجل التوثيق، كما أنه جزء من محتوى رسالة الماجيستير، وبصعوبة إستطعنا إلتقاط بعض الصور لأثار الحريق، الذي دمر واجهة المسجد العلوية بالكامل.
الواجهة تتكون من تسع شرفات خشبية من الأرابيسك، الثلاثة العلويين طالتهم النيران، والثلاثة الأوسط أكلت النيران أحدهم وطالت الباقين، والثلاثة السفليين أكلت النيران شرفتين وتبقى واحدة فقط، أما الأحجار فتأثرت بالكامل مما عرضها لشروخ، وبجانب المسجد يوجد باب جانبي يوصل للداخل والذي تعرض للحريق أيضا، مما يوضح أن النيران كانت بالداخل ووصلت من واجهة المسجد للداخل حتي خرجت ألسنة النيران من الباب الجانبي للمسجد.
أما الوكالات والتي ربما قد تكون تأثرت من الداخل ولكن لا يبدو عليها اى تأثير من الخارج، في حين وضعت بعض الكتب التي تعرضت للحريق عند باب المسجد الذي غلق بقطع خشبية ومجموعة من أكياس الرمال.
ويقول أحد البائعين بجانب مسجد الفكهاني، أن الحريق شب أمس الأحد منذ الساعة السادسة المغرب بعد حدوث ماس كهربائي، موضحا أن الحريق استمر ساعتين حاول خلالهم الأهالي السيطرة عليه ولكنهم فشلوا، حتى جاءت سيارات الحماية المدنية وقامت بالسيطرة على الحريق بالرغم من أن يوم الاحد أجازة واغلب الوكالات مغلقة لكن الحماية تأخرت.