في ظل النماذج المشرفة التي تكشف لنا كل يوم عن مدى تحمل المرأة المصرية ظروف المعيشة الصعبة ومتاعب الحياة، وأن تكون هي مصدر العون الدائم للرجل المصري، سواء كان هذا الرجل زوجها أو شقيقها أو والدها، وأمامنا نموذج جديد لـ نحمده، طالبة بالصف الثاني الإعدادي استطاعت أن تقدم مثالا رائعا للمرأة المصرية في محافظة البحيرة، رغم العادات والتقاليد التي تحكم على المرأة المصرية بعدم القيام بمهن الرجل، والتي تغلبت عليها نحمده من قبل، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها مصر كسرت هذه العادات، وأصبحت المرأة المصرية قادرة على مساعدة الرجل لتخطي هذه المرحلة الصعبة. ندا إبراهيم محمد عتمان، الطالبة بالصف الثاني بمدرسة الزيني الإعدادية، رغم صغر سنها، أصبحت، مثل نحمده، محور اهتمام بمدينتها أبو حمص بمحافظة البحيرة، بعد قيامها بقيادة جرار زراعي لنقل مواد البناء من أحد المحاجر للعملاء عقب مرض والدها، وتحلم بمقابلة السيسي مثل نحمده.
حلمها بمقابلة السيسي
يروي إبراهيم محمد عتمان، والد الطالبة، التي تتمنى تحقيق حلمها بمقابلة السيسي، تفاصيل سبب قيادة ابنته للجرار الزراعي، قائلا: "تعرضت للمرض منذ 3 سنوات، ألزمنى الطبيب بعد الفحص الطبي بالراحة التامة، وكان هذا الأمر أزمة لديَّ؛ لأني أعول أسرتي المكونة من زوجتي و4 بنات وطفل صغير، من خلال عملي كسائق لجرار زراعي لنقل الطوب والرمال والزلط من محجر العمدة بقرية كوم القناطر".
وأضاف والد الطالبة أنه بعد فترة قصيرة من ضيق الحالة المعيشية قامت نجلته بقيادة الجرار والعمل عليه بدلاً منه، لافتاً إلى أنه كان رافضًا الأمر في البداية، ولكن لا يوجد لديه حل آخر، وبالفعل قامت نجلته بقيادة الجرار ونقل مواد البناء من المحجر إلى العملاء بالقرى المجاورة.
ومن جانبها أوضحت ندا إبراهيم عتمان أن بداية عملها على الجرار كانت صعبة للغاية؛ كونها بنتا، وقيادة الجرار أصعب عن قيادة السيارات، بالإضافة إلى نظرة أهالي القرية والعمال في الحجر لها، ولكن إصرارها على مساعدة والدها كان أقوى من تلك الصعوبات.
وأكدت ندا أن مساعدة والدها المريض واجب عليها، وأنها فخورة بالعمل ومساعدة أسرتها، وأنها بدأت العمل على الجرار منذ 3 سنوات؛ للحفاظ على اليومية، 50 جنيها، وناشدت محافظ البحيرة أن يحقق لها حلمها بأن تقابل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.