"كل يوم هو في شأن" هكذا تدور الحياة السياسية من عداوة لصداقة طبقا للمصلحة التي تحكم قوانين العمل الدولي.
وفي هذا السياق أعربت الخارجية المصرية عن ترحيبها بكل جهد "يستهدف تحسين تركيا لعلاقاتها مع مصر"، وطرحت "نقطة انطلاق" من أجل تطوير هذه العلاقات.
الخارجية قالت إن تصريحاتها جاءت "تعقيبًا على خطابات أدلى بها رئيس وزراء تركيا بن على يلدريم على مدار اليومين الماضيين في قناة"TRT HABER"، التركية الرسمية وأمام البرلمان التركي، حول علاقات بلاده مع مصر".
وأوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد في البيان نفسه أنه "مع ترحيبنا بكل جهد يستهدف تحسين تركيا لعلاقاتها مع مصر، إلا أنه يجب ان يكون واضحًا أن الاعتراف بشرعية إرادة الشعب المصري ممثلة في ثورة 30 يونيو وما نجم عنها من تولي مؤسسات شرعية مسئولية إدارة البلاد، يحتم الاعتراف بها والانخراط في العمل معها كنقطة انطلاق لتطوير علاقة تركيا مع مصر".
حيث قالت مصر إن اعتراف تركيا بشرعية 30 يونيو وما تلاها من إجراءات شرط لعودة العلاقات بين البلدين.
وذكرت الخارجية المصرية أن التصريحات التركية بشأن عودة العلاقات مع مصر تتسم بالتناقض، قائلة في بيان "مازلنا نرصد تناقضا في التصريحات التركية".
وأضاف البيان "أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية عن عدم الارتياح لاستمرار التناقض في التصريحات والمواقف التركية، والتأرجح ما بين إظهار الرغبة في تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مصر، وبين استمرار حالة عدم الاعتراف بشرعية ثورة 30 يونيو وما نتج عنها من أوضاع سياسية ومؤسسات شرعية اختارها الشعب المصري".
وأكد المتحدث باسم الخارجية أنه "مع ترحيبنا بكل جهد يستهدف تحسين تركيا لعلاقاتها مع مصر، إلا أنه يجب أن يكون واضحا أن الاعتراف بشرعية إرادة الشعب المصري ممثلة في ثورة 30 يونيو وما نجم عنها من تولى مؤسسات شرعية مسؤولية إدارة البلاد، يحتم الاعتراف بها والانخراط في العمل معها كنقطة انطلاق لتطوير علاقة تركيا مع مصر".
وفي لقاء له مع قناة "TRT Haber" التركية (رسمية)، صرح رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم أن من أهم أهداف بلاده هو تطوير علاقاتها الودية، ليس مع روسيا ومصر فقط، وإنما مع كل جيرانها حول البحر المتوسط، والبحر الأسود.
يلدريم قال إنه لا مانع من تطوير العلاقات الاقتصادية بين تركيا ومصر وعقد لقاءات بين مسؤولي البلدين، مع استمرار الموقف التركي الرافض للانقلاب في 2013 على محمد مرسي، أول رئيس مصري منتخب ديمقراطيًا في العصر الحديث.
وجاءت تصريحات يلدريم في اليوم الذي توصلت فيه تركيا وإسرائيل إلى تفاهم بخصوص تطبيع العلاقات بينهما، وكذلك في اليوم الذي بعث فيه الرئيس رجب طيب أردوغان برسالة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعرب فيها عن "حزنه العميق حيال حادث إسقاط المقاتلة الروسية" العام الماضي، والذي ألقى بوطأته الشديدة على العلاقات بين أنقرة وموسكو.
جدير بالذكر أن القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، ذكرت أنه في ظل اتفاق المصالحة الذي أبرمته كلًا من أنقرة وتل أبيب، فإن السعودية تحاول قيادة عملية أكثر شمولا، تبدأ باتفاق مصالحة مماثل بين مصر وتركيا، التي تشهد العلاقات بينهما توترا كبيرا.
وتابعت القناة في تقريرها أن التقديرات تشير إلى أن مصالحة إسرائيلية تركية، ومصالحة تركية- مصرية سوف تشكل كتلة من أربع دول قوية بالمنطقة يمكنهم التعاون سويا- حتى إن لم يكن بشكل رسمي- كحلف ضد إيران في محاولة لوقف تقدمها على الجبهة العراقية والجبهة السورية.