الزكاة من أركان الإسلام، وتعريف الزكاة لغة واصطلاحا من أصل الزكاة في اللغة هى الطهارة، والنماء، والبركة، والمدح، وكل ذلك قد استعمل في القرآن والحديث، ولأهمية فريضة الزكاة فقد خصصت لها كثير من الدول هيئات ومصالح حكومية خاصة لجمع الزكاة والقيام عليها، تحمل أسماء مثل هيئة الزكاة والدخل ، أو هيئة الزكاة ،أو مصلحة الزكـاة ، أو مصلحة الزكـاة والدخل، وحيث تحاول هذه الهيئات أن تجعل هناك رابط بين الزكـاة والدخل، والزكاة لغة أيضًا: النماء، والزيادة، يقال: زكا الزرع إذا نما وزاد، وجمع الزكاة: زكوات، والزكاة أيضًا: الصلاح، قال الله تعالى: {فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَـهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} . قيل: صلاحًا، وقيل: خيرًا منه عملًا صالحًا.
الزكاة والدخل .. علاقة مباركة
و بخلاف تعريف الزكاة لغة واصطلاحا هناك علاقة مباركة بين الزكاة الدخل ، فالزكاة هى تطهير للمال وتزكية للبدن وللنفس، قال تعالى: {وَلَوْلا فَضْلُ الله عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا}. أي ما صلح منكم، {وَلَكِنَّ الله يُزَكِّي مَنْ يَشَاء} . أي يصلح من يشاء، وقيل لما يُخرج من المال للمساكين ونحوهم: ((زكاةٌ))؛ لأنه تطهير للمال، وتثمير له، وإصلاح، ونماء بالإخلاف من الله تعالى، فالزكاة طهرة للأموال، ومع أهمية الزكاة للمجتم فقد خصصت لها الدول هيئات خاصة لجمعها مثل ومصالح حكومية خاصة لجمع الزكاة والقيام عليها، تحمل أسماء مثل هيئة الزكاة والدخل ، أو هيئة الزكاة أو هيئة الزكاة ،أو مصلحة الزكـاة ، أو مصلحة الزكـاة والدخل، وحيث تحاول هذه الهيئات أن تجعل هناك رابط بين الزكـاة والدخل وزكاة الفطر الزكاة طهرة للأبدان.
والزكاة أنواع ثلاثة على النحو الآتي:
النوع الأول: زكاة النفس، قال الله تعالى: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْـهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} .
وتزكية النفس: تطهيرها من الشرك، والكفر، والنفاق، والذنوب والمعاصي، والأخلاق الذميمة.
النوع الثاني: زكاة البدن، وهي صدقة الفطر من شهر رمضان المبارك، وقد فرضها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصغير والكبير، والذكر والأنثى، والحر والعبد من المسلمين، طهرة للصائم من اللغو والرفث: صاعًا من طعام، أو من برٍّ، أو تمر، أو شعير، أو أقط أو زبيب.
النوع الثالث: زكاة الأموال وهي ركن من أركان الإسلام، وهي قرينة الصلاة، وهي طهرة للأموال، والأنفس، وبركة في الأموال والأنفس.
والزكاة أيضًا تأتي بمعنى المدح، يقال: زكَّى نفسه إذا مدحها ووصفها وأثنى عليها،قال الله تعالى:{فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} .
ويقال: زكَّى القاضي الشهود إذا مدحهم وعدَّلهم.
والخلاصة أن أصل مادة:((زكا)) الزيادة والنماء،وكل شيء زاد فقد زكا.
ولما كان الزرع لا ينمو إلا إذا خلص من الدغل كانت لفظة الزكاة تدل على الطهارة أيضًا.
وإذا وصف الأشخاص بالزكاة – بمعنى الصلاح – فذلك يرجع إلى زيادة الخير فيهم.
فالزكاة لغة: النماء والزيادة، والطهارة، والبركة.
الزكاة شرعًا: حقٌّ يجب في المال.
وقيل:حقٌّ واجب في مال خاص، لطائفة مخصوصة، في وقت مخصوص.
وقيل: إنفاق جزء معلوم من المال النامي إذا بلغ نصابًا في مصارف مخصوصة.
وقيل: حصة من المال ونحوه يوجب الشرع بذلها للفقراء ونحوهم بشروط خاصة.
وقيل: عبارة عن إيجاب طائفة من المال في مال مخصوص لمالك مخصوص.
وقيل:نصيب مقدر شرعًا في مال معين يصرف لطائفة مخصوصة.
وقيل: التعبد لله تعالى بإخراج جزء واجب شرعًا، في مال معين، لطائفة أو جهة مخصوصة.
وقيل: حق يجب في أموال مخصوصة، على وجه مخصوص، ويعتبر في وجوبه الحول والنصاب.
وقيل: تمليك جزء من مال معين شرعًا من يستحقه من مسلم بشرط قطع المنفعة عن ذلك المال من كل وجه لله تعالى.
قال الإمام الشوكاني رحمه الله: ((الزكاة في اللغة: النماء، يقال: زكى الزرع إذا نما، وترد أيضًا بمعنى التطهير، وترد شرعًا باعتبارين معًا، أما بالأول؛ فلأن إخراجها سبب للنماء في المال، أو بمعنى أن الأجر يكثر بسببها، أو بمعنى أن تعلقها بالأموال ذات النماء: كالتجارة، والزراعة، وأما الثاني؛ فلأنها طهرة النفس من رذيلة البخل، وطهرة من الذنوب)).
وقيل: الزكاة شرعًا: حق واجب، في مال مخصوص لطائفة مخصوصة، في وقت مخصوص.
والتعريف الذي يشمل التعريفات المتقدمة كلها: أن يقال: الزكاة شرعًا: ((التعبد لله تعالى بإخراج حق واجب مخصوص شرعًا، من مال مخصوص، في وقت مخصوص، لطائفة مخصوصة، بشروط مخصوصة)). والله أعلم.
والزكاة الشرعية قد تسمى صدقة في القرآن الكريم والسنة المطهرة، قال الله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ} . وقال الله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِـهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَـهُمْ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ}. وقوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْـمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْـمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ الله وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ الله وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ} . وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما بعث معاذًا إلى اليمن بيَّن له فقال: ((فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردُّ على فقرائهم)). وفي حديث جابر وأبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس فيما دون خمس أواقٍ من الورق صدقة)).
والصدقة: هي العطية التي يُبتغى بها الثواب عند الله تعالى.
قال العلامة الراغب الأصفهاني – رحمه الله تعالى: ((الصدقة ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، كالزكاة، لكن الصدقة في الأصل تقال للمتطوَّع به، والزكاة للواجب، وقد يسمى الواجب صدقة إذا تحرَّى صاحبها الصدق في فعله)).