تنفيذاً لأجندات مشبوهة وافق مجلس الشورى القطرى على مشروع قانون لإنشاء مدينة اعلامية هدفها تعزيز "الترسانة الإعلامية" لنظام الحمدين لنشر الفوضى والاضطرابات في المنطقة، وتستهدف المدينة "استقطاب الإعلام والشركات والمؤسسات البحثية في المجال الإعلامي والإعلام الرقمي، ومن ضمن صلاحياتها منح تراخيص البث التلفزيوني والإذاعي وتراخيص النشر والتوزيع للصحف والمجلات والكتب للشركات المرخص لها.
كما اعترف سيف بن أحمد آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري بأن تلك المدينة تستهدف التأثير على الإعلام في المنطقة والعالم.
وحذرت صحيفة "عكاظ" السعودية أن تلك المدينة ستكون مظلة توفر مزيدًا من الدعم لبعض وسائل إعلام الظل التي ستنقلها قطر للمدينة بوصفها استثمارات أجنبية، مع العمل على استقطاب وسائل إعلام دولية وعالمية، ومحاولة استمالتهم بشكل مباشر بالأموال.
وجاء القانون ليتضمن تسهيلات كبيرة في محاولة لاستقطاب وسائل الإعلام للمدينة المفترض إنشاؤها، حيث استثنى جميع المعدات والآلات ووسائل النقل وغيرها المستوردة إلى المدينة الإعلامية، أوالمصدرة منها، من الخضوع للرسوم الجمركية، مع منح الشركات المرخص لها حرية تعيين العاملين لديها وتنظيم وضعهم واستيراد المستلزمات دون الحاجة لقيدها في سجل، مع إعفاءات ضريبية لمدة 20 عاما،تلك التسهيلات أثارت استغراب بعض أعضاء مجلس الشورى أنفسهم، من بينهم محمد مهدي الأحبابي الذي قال إن مشروع قانون المدينة الإعلامية حظي بتسهيلات كثيرة لم تحظ بها جميع القوانين السابقة، ويرى أنه لا مبرر لذلك، خاصة فيما يتعلق بالإعفاءات عن الضرائب والجمارك، وغيرها من الإعفاءات.
أما عبدالله بن فهد بن غراب عضو مجلس الشورى، فتحدث للصحيفة السعودية عن أهمية الإعلام باعتباره سلاحاً مهماً، وأشار إلى نموذج قناة الجزيرة، كما أن بعض الحكومات وتستخدمه بعض الحكومات كسلاح رئيسي كما يحدث في الأزمة الراهنة.
وتأتي الموافقة على إنشاء المدينة الإعلامية بعد أيام قليلة من كشف فضيحة تورط قطر في صياغة مقالات للكاتب السعودي الراحل جمال خاشقجي في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، موجهة ضد السعودية.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كشفت عن مفاجأة صادمة عن الراحل جمال خاشقجي، بشأن صياغة مقالاته واقتراحات موضوعاتها، حيث أوردت أن ماجي ميتشل سالم، المسؤولة بمؤسسة قطر الدولية، كانت تصوغ وتقترح مقالات خاشقجي، ما يؤكد وجود علاقات وثيقة جمعت بينه وبين جهات معادية للمملكة العربية السعودية قبيل وفاته، ما يثير العديد من التساؤلات.
وقالت "واشنطن بوست" في تقرير لها بعنوان "الشهور الأخيرة لجمال خاشقجي"، السبت الماضي، إن الصحفي الراحل كان يسعى لإيجاد مصدر تمويل لمؤسسة إعلامية يكون هدفها الأول مراقبة أداء الحكومات العربية، فيما يخص الحقوق والحريات، وفي سبيل تحقيقه لذلك كان يبحث عن ممول رئيسي لهذا المشروع.
وأكدت الصحيفة أنه تم العثور على رسائل نصية بين خاشقجي والمديرة التنفيذية التابعة لمؤسسة قطر الدولية ماجي ميتشل سالم، حيث كشفت هذه الرسائل عن أن ماجي ميتشل سالم كانت في بعض الأحيان تساعد خاشقجي في تشكيل المقالات التي قدمها لصحيفة واشنطن بوست.
وتأتي كحلقة جديدة في مخطط نظام الحمدين للترويج لخطاب الإرهاب والكراهية، ومحاولة زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة، التي بدأها بإنشاء قناة الجزيرة، ثم إنشاء منصات إعلامية في الظل، توزعت بين إسطنبول والدوحة ولندن، ووصولا إلى المدينة الإعلامية المرتقبة.