قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إن موجات الإرهاب شهدت تراجعًا خلال الأسبوع الثالث من ديسمبر مقارنة بالأسبوع الثاني، حيث نُفِّذ نحو (22) عملية إرهابية في (10) دول، أوقعت (227) ما بين قتيل وجريح، في حين أن الأسبوع الثاني كان قد شهد تنفيذ أكثر من (29) عملية في (14) دولة موقعة (282) ما بين قتيل وجريح.
أشار المرصد إلى استمرار تربع أفغانستان على قائمة الدول الأكثر تعرضًا للعمليات الإرهابية خلال شهر ديسمبر، حيث شهدت في الأسبوع الماضي (6) عمليات ضد قوات الأمن الأفغاني نفذتها حركة طالبان، يأتي ذلك تزامنًا مع مسارات المفاوضات التي تجري مع الحركة والحكومة الأمريكية التي كان آخرها في الإمارات؛ وذلك من أجل إيجاد سبيل سلمي للنزاع في البلاد، وتفاقم طالبان من الوضع من أجل تحقيق مكاسب تفاوضية أعلى.
أشار المرصد كذلك إلى أن نيجيريا حلت بالمركز الثاني كأكثر الدول تعرضًا للعمليات الإرهابية خلال الأسبوع الماضي، حيث شهدت (3) عمليات ضد قوات الجيش النيجيري نفذها تنظيم بوكو حرام، في حين ادعت صحيفة النبأ الأسبوعية التابعة لداعش في عددها رقم (161) تنفيذ ثلاث هجمات خلال الأسبوع بنيجيريا بمنطقة بحيرة تشاد.
وتزامنًا مع الاضطرابات المحلية أكد المرصد أن (العراق، سوريا، مالي) كونها مناطق صراعات شهدت عددًا من العمليات بواقع عمليتين في كل دولة نفذتها مجموعات مسلحة مختلفة، ففي العراق نفذ داعش الهجومين، بينما تناصفت هيئة تحرير الشام وغضب الزيتون العمليتين في سوريا.
تابع المرصد موضحًا أن كلًّا من: (الصومال، النيجر، اليمن، بوركينا فاسو، موزمبيق) شهدت عملية إرهابية واحدة نفذتها مجموعات تابعة لتنظيم القاعدة، وبوكو حرام، وهو ما يشير إلى خريطة اهتمامات تنظيم القاعدة الذي يركز بشكل أساسي على منطقة غرب ووسط أفريقيا في الآونة الأخيرة، مع محاولته إثبات حضوره في شبه الجزيرة العربية وبالتحديد في اليمن، فيما تشهد تلك المناطق تنافسًا قويًّا بين داعش والقاعدة، حيث تبنَّت صحيفة النبأ في عددها الأخير تنفيذ عدد من العمليات ضد عناصر "حركة شباب المجاهدين" التابعة للقاعدة بالصومال، فيما أصدرت الأخيرة بيانًا تعهَّدت فيه بمحو تنظيم داعش، متهمة إياه بإثارة المشاكل "لبقية المجاهدين".
وقد حذر المرصد من استمرار تمدد العمليات الإرهابية في القارة الأفريقية، التي تسعى الجماعات الإرهابية للانتقال إليها، مستفيدة من الصراعات الطائفية والقبلية بالقارة، حيث موارد القارة تمثل مطمعًا ومصدرَ تمويل جديدًا للجماعات الإرهابية التي فقدت مؤخرًا الجزء الأكبر من مواردها المالية التي سعت لتوظيفها في تجارة السلاح والمخدرات.
على صعيد آخر، أكد المرصد ضرورة تضافر الجهود وتنسيقها للحفاظ على مكتسبات محاربة الإرهاب في سوريا والعراق وتجفيف منابع تمويل تلك الجماعات الإرهابية.
وفي سياق متصل أكد المرصد أن المؤشر الأسبوعي كشف كذب وتضليل ما ينشره تنظيم داعش عبر صحيفة النبأ الأسبوعية، التي أكدت في عددها رقم (161) على تنفيذ أكثر من (76) عملية راح ضحيتها أكثر من (184) خلال الأسبوع الماضي، وهي أرقام غير حقيقية وخادعة يستخدمها التنظيم لتضليل عناصره والرأي العام العالمي.
واختتم المرصد تقريره بالدعوة إلى تنسيق الجهود والآليات لمواجهة تهديدات تنظيم داعش في مناسبات أعياد الميلاد ورأس السنة، حتى وإن كانت رسائل موسمية واهية، فهي تظل محل المتابعة والتنسيق لمواجهتها، خاصة أن التنظيم اعتاد على تنفيذ عمليات مسبقة لتلك الاحتفالات في عدد من العواصم.