«خازندار» هذا العصر.. هشام بركات نائب عام برتبة شهيد

«جرئ، قوي» تولي المنصب في وقت عصيب قرر أن يواجه مصيره مهما كان، رافعا شعار خدمة الوطن أولا، فكان مصيره الشهادة علي أيدي جماعة من أنصار الإرهاب الغاشم، ففي مثل هذا اليوم استيقظ المصريون علي فاجعة زادت من الخوف في نفوسهم عقب سماع أنباء عن اغتيال النائب العام هشام بركات حيث أشار الجميع إلى أعضاء الجماعة الإرهابية بأصابع الاتهام خاصة في ظل استعداد المصريين للاحتفال بذكري ثورة 30 يونيو.

ففي لحظة من الجرأة والشجاعة، قبل "بركات" منصب النائب العام في وقت ينظر فيه القضاء العديد من الجرائم التي ارتكبتها علي مدار عام كامل من الحكم السئ، وعقب مرور أسبوع واحد من الإطاحة بنظام المعزول محمد مرسي؛ تولى المستشار هشام بركات منصب النائب العام، خلفا للمستشار عبد المجيد محمود.

أعاد حادث اغتيال "بركات" الي الاذهان اغتيال المستشار أحمد الخازندار أمام بيته في حلوان في 22 مارس 1948علي يد الإخوان المسلمين بعد إصداره حكما ضد مجموعة من كوادرهم بالإسكندرية، حيث اغتيل "بركات" بعدما تحرك موكبه الخاص من منزله بشارع عمار بن ياسر بالنزهة قاطعًا مسافة حوالي 200 متر انفجرت سيارة ملغومة كانت موجودة على الرصيف وأجريت له عملية جراحية دقيقة لكنه فارق في أعقابها الحياة بمستشفى النزهة الدولي وأعلنت جماعة تسمى «المقاومة الشعبية في الجيزة» مسؤوليتها عن عملية الاغتيال.

وخلال التحقيقات تأكد ان واقعة اغتيال نائب الشعب هشام بركات، هي الأشـد خطورة منذ عشرات السنين، كما أكدت بشكل كبير أن هذا الحادث تجسيدًا حقيقيًا للإرهاب الذي رسمته الأيدي الداعشية منذ إعلانها التواجد داخل الأراضي المصرية، وأن دقة رصد الضحية والعمل المخابراتي الدقيق الذي تم به تنفيذ الحادثة، والنتيجة التي حققها منها لا يمكن أن تقوم به أي جماعات ضعيفة أو حركات داخليه بسيطة وإنما داعش التي انتقلت من إطارها المحلي الإقليمي، وولاية سيناء خير دليل على ذلك.

كما أكدت التحليلات أن لولاية سيناء لها الكثير من الثأر مع النظام المصري الحالي، بدأ مع إعدام شباب عرب شركس، التي ينتمي أعضاؤها إلى ولاية سيناء، حيث توعد تنظيم الدولة وقتها بالثأر لهم من الدولة المصرية في تسجيل مصور، وقد سبق اغتيال بركات بساعات قليلة، وتحديدًا في مساء ليلة التنفيذ التي سبقت الحادث، عندما قام تنظيم الدولة بنشر مقطع فيديو مصورا عن استهدافه لثلاثة رجال القـضاة.

تولي "بركات" العديد من القضايا الهامة حيث كان منصب النائب العام علي خلاف عقب اقالة عبد المجيد محمود من قبل المعزول محمد مرسي وتعيين طلعت عبد الله بدلًا منه، واستمرت المعركة حتى أصدرت محكمة النقض في مصر، حكما نهائيا ببطلان تعيين طلعت عبد الله، ما مهد الطريق أمام عودة محمود الذي استقال بعد الحكم بعدة أيام.

وفي تلك الفترة تولي "الراحل منصب النائب العام ونظر القضاء عدة دعاوي هامة كان منها قضية اقتحام السجون التي حكم فيها بالإعدام شنقًا على عدد من قيادات جماعة الإخوان، منهم 6 حضوريًا على رأسهم المعزول محمد مرسي ومرشد الجماعة محمد بديع وسعد الكتاتني وعصام العريان.

وتولى النائب العام قضية غرفة عمليات رابعة التي حكمت بالإعدام على 13 قياديا بالإخوان منهم محمد بديع، بالإضافة إلى المؤبد على 37 آخرين، وكذلك دعوى أحداث مكتب الإرشاد الذي تم الحكم فيها على 4 من قيادات الجماعة بالأشغال الشاقة المؤبدة لـ14 متهما آخرين على رأسهم المرشد العام للجماعة.

وكانت آخر القضايا التي تخص الإخوان ونظرها القضاء في عهد بركات، قضية التخابر التي صدر فيها الحكم بالإعدام لـ3 متهمين على رأسهم خيرت الشاطر ومحمد البلتاجي حضوريًا، والأشغال الشاقة المؤبدة لـ17 آخرين بينهم بديع ومرسي.

جدير بالذكر ان "هشام بركات" ولد عام 1951 وحصل على ليسانس حقوق تقدير عام جيد جدا عام 1973، والتحق بالعمل بالنيابة في ديسمبر 1973، وتدرج في المناصب بالنيابة العامة، وانتقل بعدها بركات إلى السلك القضائي بين المحاكم الابتدائية والاستنئاف حتى وصل إلى منصب رئيس المكتب الفني لمحكمة استئناف القاهرة، وهو آخر منصب شغله قبل منصب النائب العام.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
نجعل مصر مركزا لسلاسل الإمداد.. السيسي يوجه برفع نسبة المكون المحلي في كافة الصادرات