الجماعة الإسلامية بمصر تورطت في التعاون مع الصحفي الأمريكي ديفيد كيركباتريك، وقدمت معلومات مغلوطة ضد الدولة المصرية لصالح جماعة الاخوان .
عمرو النقيب، باحث في الإسلام السياسي، أكد لـأهل مصر، أن قيادات الجماعة الإسلامية التقت الصحفي الأمريكي ديفيد كيركباتريك، مدير مكتب صحيفة الـ"نيويورك تايمز" بالقاهرة منذ 2011 وحتى 2015، أكثر من مرة وفي مقدمتهم أسامة حافظ أمير الجماعة الإسلامية الحالي، ورجب حسن مسؤول الجماعة الإسلامية بمحافظات الصعيد.
وفقا لمصادر داخل الجامعة الإسلامية كان اللقاء الأكثر سرية قبل فض اعتصامي رابعة والنهضة بأيام، وكان في مقر الجمعية الإسلامية للإصلاح والتنمية التابعة للجماعة الإسلامية بحي أبو هلال جنوب المنيا.
كان الهدف من اللقاء كان تسجيل شهادات قيادات وعناصر الجماعة الإسلامية على الأحداث التي شهدتها مصر منذ أحداث يناير 2011، وحتى سقوط حكم الإخوان في يونيو 2013، وإخراج تللك المعلومات في كتاب كان يتم التجهيز له تحت عنوان "في قبضة العسكر"، وهو الكتاب الذي خرج للنور في أغسطس 2018، ويحمل الكثير من المعلومات المغلوطة والمفبركة عن الأوضاع في مصر، ويتهجم على القوات المسلحة المصرية، لصالح جماعة الإخوان وقياداتها، وهي الطريقة التي تعود عليها مدير مكتب "نيويورك تايمز" في التعامل مع المف المصري والدفاع عن الإخون على مدار مسيرته الصحفية وتقاريره المضروبة عن الأوضاع في المنطقة العربية بشكل عام.
لقاء قيادات الجماعة الإسلامية استمر عدة ساعات داخل مقر الجمعية بمدينة المنيا، وأن قيادات الجماعة اطلعته على خطتها بالتنسيق مع الإخوان للمواجهة قوات الجيش والشرطة المصرية، في محاولة إعادة محمد مرسي للحكم بالقوة، وعودة تيار الإسلام السياسي للمشهد مرة أخرى.
قيادات الجماعة عرضت على مدير مكتب "نيويورك تايمز" بالقاهرة، المشاركة في إحدى المظاهرات التي أعدتها الجماعة في محافظات الصعيد، وتم اصطحابه بالفعل للمشاركة في هذه الأنشطة ليكون شاهد عيان على ما يحدث، إضافة للاستفادة من خبرته الصحفية في استمرار الضغوط على قوات الجيش والشرطة وقتها لتوصيل رسائل للمجتمع الدولي تظهر أن هناك انتفاضة حقيقية ضد قرار الإطاحة بحكم الإخوان في مصر.
الصحفي الأمريكي ديفيد كيركباتريك، رحب بالمشاركة لكنه اشترط عدم تصوير مشاركته لهذه الأحداث، أو التقاط صورة حية له برفقة عناصر وقيادات الجماعة الإسلامية بالصعيد، بحجة أن الأمن المصري يرفض التقائه بعناصر من التيار الإسلامي وقتها على حد زعمه.
واشتهر الصحفي ديفيد كيركباتريك بالتحريف وتزييف الحقائق ضد مصر من حين لآخر، حيث نشر تقريراً تضمن وجود تسريبات لضابط مخابرات مصري مزعوم يدعى أشرف الخولي، يقدم فيها توجيهات إلى عدد من مقدمي البرامج التليفزيونية في مصر بشأن تناول قضية "القدس" في الإعلام المصري، وهو التقرير الذي ردت عليه الهيئة العامة للاستعلامات في 7 يناير2018، ونفت مختلف الأكاذيب التي ساقها ديفيد كيركباتريك.
كما كان صاحب التقرير المزييف الذي ادعى أن وزير الداخلية المصري الأسبق اللواء حبيب العادلي، يشغل منصباً استشارياً بالسعودية، في 16 نوفمبر2017، وأصدرت السفارة السعودية في واشنطن، تكذب فيه ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وفي 2015، كتب ديفيد كيركباتريك مقالًا في صحيفة "نيويورك تايمز" مدح فيه جماعة الإخوان، واتهم الحكومة المصرية بأنها أخفت عدد شهداء سيناء، بالإضافة إلى تدويناته الداعمة لجماعة الإخوان في رابعة وواقعة "الحرس الجمهورى".
وفي يوليو2012، نشر ديفيد كيركباتريك تصريحات على لسان المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا حينها، زعم إنها قالت له إن العسكريين كانوا يخططون مع واحد من أرفع القضاة للحفاظ على سلطتهم ومنع صعود الإسلاميين، وأنها نصحت المجلس العسكري بعدم التنازل عن السلطة قبل كتابة الدستور الجديد، لتخرج حينها المستشار تهاني الجبالي تنفى وتكذب ما كتب على لسانها في صحيفة نيوريوك تايمز، قائلة: "إنه انحراف صحفي وأن الجريدة تخدم الصهاينة، وإنها ستقاضي الجريدة والمراسل، وأنها لم تلتق المراسل ولم تجر أية حوارات أو تصريحات مع مراسل النيورك تايمز.
في تقرير تحليلي لأنشطة كيركباتريك الصحفية، في ضوء ما تواتر من شكاوى وانتقادات من أفراد وجهات رسمية لمواقفه المنحازة، قال موقع "إيميديثيكس" المتخصص في رصد التجاوزات المهنية، إن تقارير ديفيد كيركباتريك تعتمد على "مصادر مجهولة، وفشل في مقابلة مصادر ظهرت في العناوين الرئيسية، لمنحهم فرصة الرد أو تصحيح الحقائق والبيانات".
وأشار التقرير إلى غضب مصادر عدة بمصر من أداء نيويورك تايمز، مؤكدا أن كيركباتريك أورد تصريحات على ألسنة البابا تواضروس ومفتى الجمهورية ووزير الأوقاف ومسؤولي الداخلية وجامعتي القاهرة والأزهر ومؤسسات إعلامية مصرية وضحايا تظاهرات وأسرهم، دون لقاء أي منهم أو التواصل معه بشكل مباشر.
وأكد تقرير "إميدييثيكس" أنه تابع 125 قصة لـ"نيويورك"، استوثق من أن 25% منها تتضمن ثغرات ومعلومات مغلوطة ومن غير مصادرها، وأن قصص "ديفيد" استعانت بـ15 مصدراً ناقداً للحكومة مقابل مؤيد واحد، ولم تتضمن 5 تقارير أية مصادر واضحة، وتكرار عبارات عن مصادر مجهولة في 12 تقريراً.
تمت إقالة ديفيد كيركباتريك من منصب مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز بالقاهرة وغادر مصر في عام 2015 إلى لندن بعد أن نشر تقريراً يؤكد فيه أن تنظيم القاعدة لا يقف خلف مقتل سفير الولايات المتحدة في بنغازي وأن إنتاج فيلم مسيء لرسول الله "صلى الله عليه وسلم" في أمريكا هو ما دفع أشخاصاً عاديين لتنفيذ هجومهم على القنصلية الأمريكية في ليبيا وهو ما تسبب في موجة غضب لدى الرأي العام الأمريكي الذي رأى أن ديفيد كيركباتريك حرف الحقيقة.