منهج أهل السنة في تلقي العقيدة من أقول السلف

صورة أرشيفية

عقيدة أهل السنة هي فخر الأمة، ومنهج أهل السنة في تلقي العقيدة يقوم على الكتاب والسنة والاتباع من اقول السلف ، من خلال السير على منهج سلفنا الصالح من الصحابة والتابعين، ومن سلك نهجهم، وخطا خطاهم، على نهج نبيِّهم -صلى الله عليه وسلم- وقد أمرَنَا الله - عز وجل - أن نتَّبع سبيل المؤمنين، وحذَّر من اتِّباع السُّبُل التي تَفرَّق بأصحابها عن الصراط المستقيم؛ فقال: هَذَ {صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[الأنعام: 153]، ويقول - سبحانه -: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: 115]. ولما أظلمتِ السُّبل، وكثرتِ الفتن، وظهرتِ الفِرَق، واتُّخذت الأدلة مركبًا للأهواء والبدع، كانت راية أهل السُّنة والجماعة خفاقةً، يتناولها قرن بعد قرن، ينفُون عنها تحريف الغالين، وانتحالَ المبطلين، وتأويلَ الجاهلين، واتباع ما جاء من اقول السلف، مع الأخذ في الاعتبار ما يتعلق بموضوع منهج أهل السنة في تلقي العقيدة من أقول السلف .

منهج أهل السنة في تلقي العقيدة .. قواعد وأصول

أهل السنة يتميزون عن غيرهم بمنهج في التلقِّي والاستدلال له قواعده المحكمة من اقول السلف من خلال منهج أهل السنة في تلقي العقيدة ، فكانت كالسراج لمن جاء بعدهم، واهتدى بهديهم، وسلك سبيلهم، وقد ذكرها كثير من أهل العلم بين مُطيل ومختصر ، ومجمِل ومفصِّل من اقول السلف، وقد أردتُ جمعها بعبارة وجيزة توفي بالمقصود، من غير إخلال ولا إملال، في ثماني قواعد، لمن أراد التبيان ومن هذه القواعد اقتصارهم في مصدر التلقِّي على الوحي كتابًا وسنة: فأهل السُّنة يؤمنون بجميع نصوص الكتاب والسنة الصحيحة، فالحُجَّة في كلام الله -تعالى- في إثبات ما أثبته الله، ونفي ما نفاه، وفيما صح من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وهما يكفيان لجميع متطلبات الحياة في جميع شؤونها وجوانبها إلى قيام الساعة، وهو موضوع متصل بمسألة منهج أهل السنة في تلقي العقيدة أقول السلف .

منهج أهل السنة في تلقي العقيدة .. ركائز ايمانية

وقد تمثلت هذه القاعدة في عدة ركائز إيمانية، ومنها أن هذا الدِّينَ كاملٌ، لا يحتاج معه إلى غيره من مناهج البشر؛ يقول الله - تبارك وتعالى -: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} و الاعتقاد الجازم أنه لا يتحقَّق رضا الله، والفوزُ بجنته، والنجاةُ من عذابه، إلا بالإيمان بنصوص الكتاب والسنة، والعمل بما جاءا به، وما يترتَّب على هذا من وجوب أن يعيش المسلم حياته كلها - اعتقادًا، وعملاً، وسلوكًا - مستمسكًا ومعتصمًا بهما، لا يزيغ عنهما، ولا يتعدَّى حدودهما واخذها من اقول السلف، ومن مستلزمات هذا أن يتحاكم إليهما عند التنازع والاختلاف، فنصوصُ الكتاب والسنة هي الأصل والميزان والحكم عند النزاع، وبها تُوزَن الأقوال والآراء؛ كما قال -تعالى-:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} ، وهو ما يعتمد عليه منهج أهل السنة في تلقي العقيدة من أقول السلف

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً