كاتم الأسرار وشاهد على تاريخ مصر والعالم؛ كونه أهم التماثيل، حيث صممت قاعدته من رخام "كرارا" الأبيض بتكلفة باهظة، بلغت مليوني فرنك "تمثال محمد على" بالإسكندرية. اعتزم الخديوِ إسماعيل فى عام 1872 وضع تمثال لجده في أحد ميادين المدينة؛ مما أدى إلى احتجاجات أهالى الإسكندرية، بمجرد معرفة أخبار من الميناء بوصول التمثال من فرنسا، لوضعه بميدان القناصل "المنشية حاليا".
أخمد غضب أهالى الإسكندرية فتوى الإمام محمد عبده الطالب فى الأزهر فى ذلك الوقت بعدم تحريم التماثيل والأعمال الفنية طالما لا نعبدها ولا نقدسها، ولكنها للتكريم فقط، فهدأت ثورة الأهالى بعد تلك الفتوى، وتحقق أمنية الخديوِ إسماعيل بإقامة تمثال لجده محمد علي باشا الكبير مؤسس الدولة العلوية.
كانت فكرة إقامة التمثال قد راودت الخديوِ إسماعيل عام 1865، بعد أن زار أوروبا، ورأى فيها العديد من التماثيل لقادتها التاريخيين، تزين الميادين، ففكر فى ذلك الوقت في إقامة تمثال يخلد ذكرى جده محمد علي باشا، وكان من المقرر وضعه في مدينة الإسماعيلية، ثم قرر وضعه بميدان محمد علي "ميدان القناصل"، وسمى بميدان المنشية فيما بعد وسط الإسكندرية.
تم اختيار النحات الشهير "ألفريد جاكمار" أشهر المثالين الفرنسيين في القرن التاسع عشر لنحت التمثال، وبلغت تكلفة نحت التمثال مليوني فرنك وقتها، وانتهى "جاكمار" من نحت التمثال في يوليو 1872، وتم عرضه لمدة شهر في شارع الشانزليزيه بفرنسا، وأرسل "جاكمار" صديقه المعماري "امبرواز بودري" إلى مصر، ليخطر الحكومة المصرية بأن التمثال تم إنجازه، وصمم "بودري" قاعدة التمثال من الرخام، وفي 19 ديسمبر 1872 كان الاحتفال الرسمي بوضعه وسط ميدان القناصل (المنشية حاليا).
وكانت الأسود الأربعة التى توجد فى كوبرى قصر النيل مخصصة لوضعها حول تمثال محمد علي بميدان القناصل بالإسكندرية قبل ثورة الأهالي، وتم وضعها على كوبري قصر النيل فى القاهرة، حيث طلب الخديوِ إسماعيل من "جاكمار"، عام 1871، عمل 4 تماثيل متوسطة الحجم من البرونز، على شكل أسود، لوضعها حول تمثال جده محمد على باشا بالميدان.