ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن زعماء الاتحاد الأوروبي اجتمعوا بدون المملكة المتحدة للمرة الأولى منذ أكثر من أربعة عقود اليوم الأربعاء، حيث يعملون على تجديد التأكيد على اتحادهم بعد قرار بريطانيا بمغادرته.
وقالت الصحيفة، في سياق تقرير على موقعها الإلكتروني، إن الزعماء يتعين عليهم تحديد الموقف الذي يريدون اتخاذه تجاه أول عضو يرحل عن الاتحاد، وكيفية منع الاستياء المتنامي إزاء بروكسل من أن يؤدي لرفض مشابه في واحدة أو أكثر من الدول الـ27 المتبقية.
وتوقعت الصحيفة أن يظهر النقاش انقسامًا حيث يوجد لدى الزعماء وجهات نظر مختلفة بشأن كيفية التعامل مع بريطانيا خلال محادثات الخروج من التكتل، والتي يتوقع استمرارها لعامين، والمناقشات المترتبة عليها حول ماهية نوع العلاقة التي ستحتفظ بها لندن مع الاتحاد الأوروبي.
ووفقا للصحيفة فإن الآخرين، الذين يعتمدون على بريطانيا كشريك تجاري كبير وحليف جيوسياسي، حثوا على سلك مسار أكثر مرونة يترك الرابطة بشكل وثيق مع أحد أكبر الاقتصادات والقوات المسلحة في العالم.
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة في لندن لم تبادر بعد رسميا بمحادثات الخروج من الاتحاد الأوروبي. وبحسب الصحيفة، يبدو زعماء الاتحاد الأوروبي، بعد عقد قمة مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس الثلاثاء، قد سلموا في تردد بأن يتم ترك مهمة تفعيل المادة 50 من ميثاق الاتحاد الأوروبي الذي يحدد عملية الخروج لحكومة جديدة لن تتولى مهام عملها بعد الصيف.
ورأت الصحيفة أن هذا يترك الدول الـ27 الأخرى في حالة عدم يقين بشأن ماهية نوع العلاقة التي تريدها بريطانيا مع الاتحاد بعد رحيلها.
وقال رئيس وزراء لوكسمبورج، كزافيه بيتل "لن نبدأ التفاوض الى أن تكون لدينا المادة 50"، في حين صرح رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، قائلا:"في حالة كانت هناك مجموعة من الدول تريد الذهاب أسرع، فإنها بحاجة للتمكن من القيام بذلك دون إعاقتها من جانب من يريدون أن يأخذوا وقت أكثر من أجل إحراز التقدم، وتخلق الحاجة لعمل كل شيء بأعضاء يبلغ عددهم 27 شعورا وإحساسا بحالة من الشلل بين السكان".
من ناحية أخرى، أكد بيتل حاجة الزعماء الأوروبيين الـ27 لتقديم صورة واضحة من أجل المضي للأمام..مضيفا أنه لم يتحمس كثيرا لفكرة عمل أندية صغيرة داخل التكتل. وتابع "نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى أوروبا متحدة – مقارنة بمملكة مفككة".
كما حث الرئيس القبرصي، نيكوس أناستاسيادس، على الوحدة حيث قال إن "الاتحاد الأوروبي مستمر بالأعضاء الـ27، ونحن ملتزمون بالعمل نحو أوروبا أكثر قوة بكثير. فهذه هي الطريقة الوحيدة للمضي".
ونوهت الصحيفة إلى أنه على عكس يوم الثلاثاء، عندما ظل زعماء الاتحاد الأوروبي يعربون على الأمل في أن تغير بريطانيا رأيها، فإن المحادثات في وقت متأخر من المساء بدت وأنها تركت شعورا أكثر كآبة.