تشتهر القاهرة القديمة بوجود أكثر المناطق الشعبية العريقة في مصر والتي تعود نشأنها لقرون وتُعرف بأصالتها وحب الناس للذهاب إليها لقضاء أوقات مميزة في قلب القاهرة، إذ تحتوي تلك المناطق على العديد من المباني ذات التصميم المعماري الذي يعود إلى القرن التاسع عشرة وما قبله.. وبرغم تغير شكل بعض من هذه المناطق والأحياء- نوعًا ما- نظرًا لمرور الزمن وتكدس السكان والزخم المألوف في شوارع القاهرة، إلا أنها تحتفظ بمكانتها في وجدان المصريين والعرب أيضًا الذين يقصدونها فور زيارتهم إلى مصر القاهرة المحروسة.
أصل أسماء أحياء القاهرة القديمة
لكل حي في مصر حكاية، وأصل كل حكاية تعود لموقف أو سر أو مُعتقد عند المصريين، ومن أشهر الأحياء، المغربلين، والسروجية، والدرب الأحمر، وحوش الغجر، وتل العقارب، ودرب المهابيل، والسكاكيني، والعباسية، وغيرها من شوارع وأحياء مصر القديمة.
وخلال التقرير نصحبكم إلى كل حي وشارع في أحياء القاهرة القديمة بالمحروسة لنتعرف على الأسرار الكامنة وراء هذه الأسماء.
الدرب الأحمر
يرجع اسم منطقة الدرب الأحمر لحادث مذبحة القلعة الشهيرة بعد قتل محمد علي لكل المماليك في ذلك الوقت، ويُقال أن المنطقة إمتلأت بالدم واستغرقت فترة طويلة للتخلص من آثاره ولذلك أُطلق عليها الدرب الأحمر.
المغربلين، السروجية، الخيامية، القربية والساقين، هذه المناطق تقع بالقرب من بعضها البعض، والغربلين كان يسكنها العطارون الذين اشتهروا بحرفة "الغربلة" إذ كانوا يغربلون عطارتهم حتى تخلو من الشوائب لذلك سُميت المنطقة بالمغربلين
السروجية
أما منطقة السروجية، فكانت مشهورة بصناعة كل ما يخص الخيول من صناعة مقتنياتها من الحدوات والسروج لذلك سُميت بالسروجية، أما الخيامية فكان يقطنها صناع الخيام وكذلك منطقة القريبة أيضًا سُميت بذلك الإسم لأن سُكانها كانوا مشهورين بصناعة القِرب وبيعها للسقايين.
بركة الفيل
تعود قصة منطقة بركة الفيل إلى عهد الفراعنة، حيثُ كان يعيش عدد من الفِيلة فيها وكان يعبدهم أهالي المناطق المحيطة، وعندما كانت تجف الأرض يصلون لها ويطلبون نزول الماء، لذلك أطلق على هذه المنطقة بركة الفيل بفتح الباء ومع مرور الزمن أطلق عليها العامة "بركة الفيل" بكسر الياء.
تل العقارب
منطقة تل العقارب بالسيدة زينب تعود سر تسميته بهذا الإسم إلى أن هذه المنطقة كانت منطقة جبلية تحوي آلاف العقارب والثعابين، لذلك سُميت بتل العقارب.
حوش الغجر
أما حوش الغجر تقع خلف سور مجرى العيون في مكان شبه مغمور، ولهذا السبب كانت تأتي بعض القبائل الغجرية التي كانت تُطرد من الصعيد، هاربيين إلى القاهرة محاولين الإختفاء فترة.
درب المهابيل
سُميت هذه المنطقة بهذا الإسم بسبب وجود بعض محال البوظة والتي كان يتردد عليها أهالي المنطقة، ما كان يجعلهم سُكارى طوال الوقت لهذا السبب سُميت بدرب المهابيل.
درب البرابرة
سُميت بهذا الإسم نتيجة نوعية سكانها والذي يرجع أصولهم إلى "البربر" سواء من المغرب العربي أو السودان أو افريقيا، وكانوا معروفون بالفقر الشديد، فضلاً عن أنهم عملوا بالخدمة عند أهالي حي "درب الأغوات" والذي كان يسكنه الأغوات ومعظم رجال البلاط الملكي.
العباسية
كانت تُسمى العباسية قديمًا "أرض الطبالة"، وكانت أغنى وأجمل مناطق القاهرة، حتى أنشأ عباس حلمي الأول ثكنات الجيش بها عام 1849، ثم سُميت منذ ذلك الحين بإسم "العباسية" نسبةً إلى عباس حلمي الأول، حتى عُمرت وبُنيت بها المباني وقُسمت إلى أحياء.
الفسطاط
من أجمل مناطق القاهرة، وقد ذكر كتاب "أصل الأشياء" قصة لتسمية هذه المنطقة بـ "الفسطاط"، إذ أنه بعد فتح عمرو بن العاص لمصر راودته قصة طريفة ترجع سببها لتسمية الفسطاط، عندما قرر المسلمون الرحيل وجدوا عش يمامة على فسطاط "خيمة" عمر بن العاص فأطلقوا عليها "الفسطاط" وبني بها أول مسجد في افريقيا باسم عمرو بن العاص.
خان الخليلي
سُمى بهذا الإسم نسبةً لمؤسسة الأمير "جركس الخليلي" وهو أحد أمراء السلطان برقوق، ومعروف حي خان الخليلي باحتوائه على مساجد ومعالم أثرية عريقة، وأسواق قديمة، وهو يقع فوق مقابر الفاطميين.
حلوان
أنشأ منطقة حلوان عبد العزيز بن مروان سنة 67هـ- 686هـ، واضطر وقتها للإنتقال إلى الفسطاط بعد إنتشار وظهور مرض الطاعون، واختار لها بن مروان اسم حلوان لأنه يرى أن موقعا يشبه حال مدينة "حلوان" في العراق.
العجوزة
أما العجوزة فهي أحد أحياء الجيزة، وتعود تسميتها إلى نازلي هانم بنت سليمان باشا الفرنساوي مؤسس الجيش المصري بعهد محمد علي. ولُقبت العجوزة بهذا الإسم لأنها أشرفت على بناء مسجد العجوزة رغم بلوغها 90 عام، فطلقوا عل المنطقة بأكملها بالعجوزة.