في الاحتفال باستقرار رأس الإمام الحسين بن علي في مصر، وجد أحد مريدي آل البيت غايته إرضاء لآل البيت ومحبة فيهم.. فوسط تزاحم عشاق آل البيت، والقادمين من كل بقاع الأرض.. تفاجأ بتزاحم من نوع خاص.. تقترب لتستشفَّ الأمر، فترى رجلا قد افترش الأرض في أحد الشوارع الجانبية بجوار مسجد الحسين بحي الجمالية بمنطقة القاهرة القديمة، وتكدس حوله أعداد كثيرة من الناس، وكلٌّ ينتظر على شوق دوره، بينما انهمك هو بحماسة وحب شديدين، وجلس أمامه من أتى عليه الدور، وقد أحنى رأسه، منصاعا للقمص الذي انطلق في شعره، فتعرف أن صاحب هذه اللقطة هو حلاق أراد أن يحتفل بذكرى قدوم رأس رئيس السادة الأشراف من آل البيت وسيدة شباب الجنة الإمام الحسين بن علي، بأن يحلق رؤوس زواره مجانا؛ إكراما لصاحب الفضل والاحتفال.
بمحبة يندر إدراكها يحلق الرجل العاشق لآل البيت.. يحلق لمريدي آل البيت لحاهم وشعورهم، بطريقة بدائية، لكن دسمة ببساطة ابتسامته وإشراقة وجهه ذي الإطلالة الصافية.. هو يعملها حبا للإمام الحسين؛ لذا لا يقبل أبدا أن يأخذ أي مقابل، يكفيه النشوة التي يجدها وهو يهدم زوار الإمام الحسين. هذه هي أهم لقطة في اليوم الثالث لاحتفالات المحبين بذكرى الإمام الحسين حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم.