"أهل مصر" في قهوة المشايخ بطنطا.. السادات والشعراوي وفريد شوقي أبرز روادها.. وعم خليل: "لحد دلوقتي معندناش تلفزيون" (فيديو وصور)

قهوة الأحمدية بطنطا أحد أقدم المقاهي الشعبية الشهيرة، بل والأثرية بمحافظة الغربية، والتي أنشأت منذ أكثر من 100عام وبالرغم من صغر مساحتها إلا أنها تتمتع بموقع جغرافي متميز، حيث تقع داخل ساحة مسجد العارف بالله سيدي أحمد البدوي وعلى بعد خطوات بسيطة منه؛ مما جعلها مقصدا لعدد كبير من زوار المسجد، خاصة أوقات الاحتفال بمولد شيخ العرب.

كما تتميز القهوة بطرازها القديم، والذي لم يطرأ عليه أي تغيير يذكر منذ نشأتها وحتى الآن، وبمجرد أن تطأ قدمك أول خطوة بالمكان تسمع صوت القرآن الكريم فتشعر بالراحة والطمأنينة، وتشم رائحة الماضي، وتلاحظ وجود عدد من الصور موزعة على حوائط القهوة منها صورة للشيخ سيد حجاب، وأخرى للشيخ محمد متولي الشعراوي وثالثة للشيخ محمد يوسف رمضان، هذا علاوة على بعض الصور القديمة لمسجد سيدي أحمد البدوي، وكذلك للقهوة، بالإضافة إلى عدد من المخطوطات والآيات القرآنية؛ مما يجعلك تشعر وكأنك تجلس في مسرح أو سينما وتتوالى أمام عينيك العديد من المشاهد لذكريات وشخصيات شهيرة جلسوا على هذه القهوة بداية من سعد باشا زغلول وحتى كبار المشايخ و القراء.

ونظرا للأهمية الكبيرة التي تحتلها قهوة الأحمدية بمدينة طنطا - سواء قديما أو حديثا -، قامت كاميرا "أهل مصر" بزيارة هذه القهوة؛ لنعرف أكثر عنها والفرق بينها وبين أي كافيتيريا أو مقهي من مقاهي العصر الحديث، في البداية إلتقينا بعم خليل محمد علي بخيت - أحد أصحاب القهوة - والذي يبلغ من العمر 70 سنة، حيث قال إن القهوة أنشأت عام 1902م، على نفس الهيئة التي تبدو عليها الآن، مشيرا إلى أنها إيجار قديم وتتبع هيئة الأوقاف. 

وتابع قائلا: "لقد قضيت عمري كله تقريبا اشتغل في هذه القهوة، التي ورثتها عن أجدادي، رغم أنني كنت أعمل خراط معادن في صغري، لكني تركتها وأنا عندي 27 سنة؛ للعمل في القهوة مع والدي - رحمة الله عليه -، موضحا أن القهوة عرفت منذ نشأتها باسمين، الأول قهوة الأحمدية؛ نظرا لاقترابها من مسجد العارف بالله سيدي أحمد البدوي، والثاني قهوة المشايخ والقراء؛ لكثرة المشايخ الذين كانوا يترددون عليها، خاصة قبل ظهور التليفزيون، لافتا إلى أن المشايخ كانوا يجلسوا على هذه القهوة بداية من الساعة ( 10 أو 11) صباحا وحتى 4 مساء؛ لانتظار أى مناسبة أو شغل كالمآتم وحفلات الطهور والسبوع وغيرها.

وأشار عم خليل إلى أن القهوة لم تخصص للطرب، بل للمشايخ والقراء وكبراء البلد فقط؛ لذا كانت القهوة تمتلئ بالمشايخ صباحا، وأهل البلد مساء، وكان الشيخ محمد متولي الشعراوي عادة مايجلس على القهوة، في حال وجد مسجد سيدي أحمد البدوي مغلقا قبيل صلاة الفجر، مضيفا أنه بالرغم من أن عددا كبيرا من كبار المشايخ والقراء كانوا يجلسون على هذه القهوة إلا أنهم كانوا لا يرتلون القرآن أثناء فترة تواجدهم بها، وكانت طلابتهم تتراوح بين الشاي والقهوة والينسون والحلبة.

وخلال جولتنا داخل القهوة قال عم خليل: "كنا نشتغل زمان بالبراد الصيني والنحاس لإعداد الشاي، على حبات الرمل الساخن ، وكان العصير لايوضع بكوب زجاج كما هو الحال الآن، بل يوضع بشئ يسمى"بصطل"، والذي كان سعره وقتها 3 نكلة، كما كانت القهوة تضم 30 شيشة. 

كما أضاف عم خليل بخيت، أن القهوة لم يطرأ عليها أي تغيير منذ نشأتها وحتى الآن سوي تحويل الكراسي من الخرزان إلى الخشب، وذلك لأن الخرزان لم يعد موجودا، هذا علاوة على تغير ميعاد فتح وغلق القهوة عن ذي قبل، ففي الماضي كانوا يفتحون المكان منذ وقت صلاة الفجر، وكانوا أحيانا تظل القهوة مفتوحة حتى صباح اليوم التالي أو تغلق عند ساعات متأخرة من الليل، أما الآن فالقوة تفتح 10 صباحا وتغلق 12 عند منتصف الليل، وذلك بسبب الحراسة والإجراءات الأمنية لحماية المسجد، والتي تمنع دخول أي زائر قبل التاسعة والنصف أو العاشرة صباحا.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً