عرفت البشرية أول جريمة قتل في التاريخ، حينما أقدم قابيل على قتل أخيه هابيل، واضعًا أول بذرة انتقامية في الأرض، تطرح أكلها كل يوم أمس واليوم، وستستمر حتى قيام الساعة، ولم يكتفي المقتول حينها بوعظ أخيه، بل حاول تطهير قلبه من الحسد، إلى تذكيره بما تقتضيه رابطة الأخوة من تسامح، وما تستدعيه لحمة النسب من بر، فقال لأخيه: {لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين}، إذً لا وقت للدهشة من تكرار الجرائم الإنسانية بشتى صورها، ولكنها العاطفة الجياشة التي تجعلنا نستنكر ما يحدث حولنا، فضلا عن الزيادة المرعبة في تلك الجرائم البشعة، خاصة عندما يكون "القاتل والقتيل من بيت واحد"، وقعت العديد من الجرائم العائلية، خلال الفترة الماضية بمختلف محافظات مصر، ولوثت الدماء ثياب الأخوة، على أيدي أشخاص طعنوهم بدلًا من امتدادها بالخير، هكذا فعل طبيب كفر الشيخ الذي تجرد من أدنى معاني الإنسانية، ليقتل زوجته وأولاده الـ3 ذبحًا، بسبب الخلافات الأسرية.
"أهل مصر" ترصد خلال السطور التالية، أبرز الجرائم العائلية التي هزت المجتمع المصري في الآونة الأخيرة.
"مذبحة كفر الشيخ"
في البداية شهدت مدينة سخا بمحافظة كفر الشيخ، واقعة تققشعر لها الأبدان، بعدما أدلى الدكتور "أحمد ع ذ أ" 42 سنة، المتهم بقتل زوجته وأولاده الـ3، أمام الأجهزة الأمنية ورجال المباحث، باعترافات تفصيلية بعدما انهار أمام مدير الأمن وضباط المباحث، مؤكدًا قتل زوجته وأولاده الـ3: "قتلت زوجتي وأولادي لخلافات أسرية".
وأضاف، أنه ارتكب الجريمة الشنعاء، بعد أن شك في سلوكها، مؤكدًا أنه عاد إلى المنزل، وقام بذبح الزوجة، وتخدير الثلاث أطفال، وذبحهم واحدًا تلو الآخر.
وبعد مرور أقل من 24 ساعة، نجحت مباحث محافظة كفر الشيخ في كشف لغز مقتل الأسرة كاملة، المكونة من 4 أفراد، تم العثور على جثثهم مذبوحين داخل شقتهم فى جريمة هزت المحافظة مع بداية العام الجديد.
ترجع الأحداث، عندما تلقى اللواء فريد مصطفى مدير أمن كفر الشيخ، قد بلاغًا من الدكتور "أحمد ع ذ أ" 42 سنة، يفيد بأنه عند عودته من عمله إلى منزل أسرته بمدينة كفر الشيخ، وجد زوجته "منى ف. س" وأطفاله عبد الله 8 سنوات، وعمر 6 سنوات، وليلى 4 سنوات مذبوحين.
وانتقل مدير الأمن ومدير المباحث وعدد من ضباط البحث الجنائى، وبمعاينة الشقة لم يتم العثور على أى كسر فى أبوابها أو النوافذ التى تطل على الشوارع أو منافذ المناور، وبدأت شكوك الضباط تحوم حول الزوج، لكون الشقة ليس بها أى آثار عنف، وبتضييق الخناق حول الزوج، انهار أمام مدير الأمن وضباط المباحث، واعترف بجريمته، معللًا ذلك بوجود خلافات بينه وبين زوجته، مما جعله يفقد عقله ويتجرد من انسانيته ويتخلص من زوجته وأولاده فى ليلة رأس السنة.
تم القبض على الزوج الذى قام بتمثيل الحادث فجرًا، وتمت إحالته إلى النيابة التى تولت التحقيق.
"مقتل شاب على يد خاله"
مع بداية العام الجديد 2019، شهدت منطقة المنشية الجديدة التابعة لدائرة ثان المحلة الكبرى، في الساعات الأولى من بداية عام ٢٠١٩، مقتل شاب على يد خاله بطعنة نافذة من آلة حادة، بسبب خلافات عائليه سابقة.
تلقى اللواء طارق حسونة، مدير أمن الغربية، إخطارًا من العقيد وليد الجندي رئيس فرع البحث الجنائي بالمحلة وسمنود، بورود بلاغات من الأهالي يفيد مصرع "محروس ا م. ال" ٢٥ عامًا، على يد خاله "مصطفى. ت" بطعنة نافذة بالصدر والرأس بآلة حادة "سكين"، بسبب خلافات عائليه سابقة، وتم نقل الجثة إلى مستشفى المحلة العام، لتوقيع الكشف الطب الشرعي عليها، وحرر محضر بالواقعة وجاري استكمال التحقيقات، وعرض المتهم على النيابة العامة.
"مذبحة الحوامدية"
وفي آواخر شهر سبتمبر الماضي، أقدم مزارع على قتل 3 من أفراد أسرته وإصابة 3 آخرين بعد أن أطلق عليهم النار من سلاح "فرد خرطوش"، وذلك بسبب مشاكل تتعلق بالميراث.
وتعود تفاصيل الجريمة الأسرية، التي ظهرت في الآونة الأخرة بشكل ملحوظ، في مركز الحوامدية بمحافظة الجيزة، حيثُ تلقت الأجهزة الأمنية بالجيزة بلاغًا يفيد قتل مزارع عددًا من أفراد أسرته، وتبيّن، بعد تحريات الأجهزة الأمنية وسماع شهود العيان، أن وراء ارتكاب الواقعة مزارعًا أطلق النار على عدد من أفراد أسرته، بسبب خلافات على الميراث.
وضبطت الأجهزة الأمنية المتهم الذي اعترف بفعلته، وسلّم السلاح المستخدم في ارتكاب الجريمة، وصرحت بعد التحفظ على السلاح بدفن الجثث عقب الانتهاء من التشريح، وطلبت الاستعلام عن حالة المصابين للاستماع لأقوالهم.
"جريمة نجل الفنان المرسي"
وفي 5 يونيه الماضي، جريمة بشعة هزت محافظة الجيزة بعدما قتل نجل الفنان المرسي أبو العباس زوجته وطفليه، واعترف نجل الفنان المرسى أبوالعباس بقتل زوجته ونجلتيه، لمروره بأزمة نفسية، بعد أن قام المتهم بتمثيل الجريمة، وإجراء معاينة لمكان الحادث.
وكشف تحقيقات النيابة وجود تضارب فى أقوال المتهم، وأنه ليس من أبلغ عن الحادث، وحاول اختلاق رواية قال فيها أنه خسر أمواله بالبورصة، وخشى على أطفاله من الفقر، وأخرى بأنه أجرى تحاليل طبية كشفت عن أنه لا ينجب، ما جعله يشك فى زوجته ونسب أطفاله له، كما كشفت التحقيقات أنه مريض نفسيا ويعالج منذ 6 سنوات، وبتضييق الخناق عليه انهار واعترف، حيث قرر قيامه بمغافلة زوجته أثناء تواجدها بغرفة نومهما وخنقها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، بعدها توجه لغرفة الطفلتين، وقام بخنق الطفلة الكبرى جنة الله، وحاولت الطفلة الصغيرة الهرب إلا أنه تمكن من الإمساك بها وخنقها بسلك التليفون، بعدما أجهز على شقيقتها الكبرى.
"مذبحة الشروق"
وفي منتصف شهر سبتمبر الماضي، شهدت مدينة الشروق جريمة قتل بشعة بعدما ذبح "كرم.م" زوجته وأطفاله الأربعة، حيث اعترف المتهم بقتل زوجته "منال" وأطفاله الأربعة، لشكه فى سلوكها، موضحًا أنه انتقل للسكن بمدينة الشروق منذ سنتين، وتعرفت زوجته على مجموعة من السيدات، مؤكدًا أن زوجته هى من توسطت له بالعمل عند "عودة" صاحب العمل الذى يعمل عنده.
وأضاف المتهم، خلال التحقيقات، بأنه شك فى سلوك زوجته، لعدم معرفته بمصدر الأموال التى لاحظ وجودها بحوزتها، خاصة أنها تتقاضى 400 جنيه فقط من عملها كخادمة، مستطردًا: "منذ 4 شهور قررت تطليق المجنى عليها بعد مشاجرة كبيرة نشبت بيننا، بعد ما لقيت كرتونه فيها 4500 جنيه تحت السرير عندى، وهى قالت لى "إنهم بتوع الجيران.. من وقتها وأنا بشك فيها.. لحد ما عرفت أنها بتخونى لما عرفت أن عودة بيجى البيت وأنا مش موجود".